أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في
السودان وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، مساء الاثنين، أن قيادة الجيش في
الفاشر قررت مغادرة المدينة لما تعرضت له من تدمير وقتل ممنهج للمدنيين، تزامنا مع ما كشفته مؤسسات أهلية عن حركة
نزوح واسعة شهدتها المدينة.
وقال البرهان خلال خطاب متلفز: "الشعب السوداني وقواتنا المسلحة سينتصرون وسنحاسب كل المجرمين الغادرين"، مشددا على أن ما يجري في الفاشر انتهاك لكل الأعراف الدولية أمام العالم.
وتابع قائلا: "تقدير القيادة في الفاشر كان مغادرة المدينة بسبب ما تعرضت له من تدمير ممنهج، وقواتنا قادرة على تحقيق النصر وقلب الطاولة واستعادة كل الأراضي".
يأتي ذلك في وقت، كشفت مؤسسة أهلية بالسودان،
الاثنين، وصول 1117 نازحا جديدا من مدينة الفاشر إلى منطقة طويلة بولاية شمال
دارفور غربي البلاد، جراء تصاعد وتيرة العنف وانعدام الأمن.
وتواصلت
الاشتباكات،
الاثنين، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع غربي مدينة الفاشر، بحسب تنسيقية
لجان المقاومة (لجنة إغاثية).
وحتى الساعة 15:40 (ت.غ) لم
يصدر عن الجيش السوداني أي تعليق، بينما قالت قوات الدعم السريع في بيان ،الاثنين،
إن قواتها "لازالت تنشط وتنظف مدينة الفاشر، والقضاء على آخر جيوب العدو
(الجيش والمقاومة الشعبية) أثناء محاولاتهم الفرار من المدينة".
والأحد، أعلنت منظمة الهجرة
الدولية، نزوح ما بين 2500 إلى 3 آلاف شخص جراء الاشتباكات بين الجيش السوداني
و"قوات الدعم السريع"، بمدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور (غرب).
وتشهد الفاشر منذ أيام،
اشتباكات ضارية بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، إثر هجوم تشنّه الأخيرة
على المدينة المحاصرة من خمسة محاور، في محاولة لبسط السيطرة عليها لما تحمله من
أهمية استراتيجية.
اظهار أخبار متعلقة
وتعاني آلاف الأسر في
المدينة المحاصرة من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب، في ظل
انعدام انقطاع الإمداد نتيجة للحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية من قبل الدعم
السريع، ما يجعل حياة المدنيين، وخاصة الأطفال وكبار السن، تحت خطر المجاعة
والأوبئة.
وقالت منسقية النازحين
(أهلية)، في بيان: "وصل النازحون الجدد من الفاشر إلى منطقة طويلة، الأحد،
وبلغ عددهم 1117 شخصا من 360 أسرة".
وبهذا يرتفع إجمالي عدد
الأسر الواصلة إلى طويلة، خلال الفترة الممتدة بين 18 و27 تشرين الأول/ أكتوبر
الجاري، إلى 831 أسرة تضم 3038 شخصا، حسب البيان نفسه.
وبهذا الخصوص، قال المتحدث
باسم المنسقية العامة للاجئين آدم رجال للأناضول إن "الأسر النازحة من الفاشر
إلى منطقة طويلة تعيش في ظروف إنسانية حرجة وتفتقر إلى أدنى مقاومات الحياة".
وتابع رجال: "تحتاج
هذه الأسر النازحة إلى الخدمات الأساسية المنقذة للحياة، بما في ذلك المياه
والرعاية الصحية والتغذية والغذاء ومواد الإيواء وخدمات الحماية والتعليم والدعم
النفسي والاجتماعي وغيرها من المساعدات الإنسانية الطارئة".
اظهار أخبار متعلقة
ودعا المتحدث باسم المنسقية
"الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الإنسانية إلى توفير الخدمات الأساسية
لهؤلاء الناجين الذين يعيشون في ظروف صعبة ومروعة".
والخميس الماضي، قالت 4
وكالات تابعة للأمم المتحدة "الهجرة الدولية، ومنظمة الأمم المتحدة لحماية
الطفولة (يونيسيف) وبرنامج الأغذية العالمي، ومفوضية اللاجئين، إن هناك 260 ألف
مدني محاصرين في الفاشر، بينهم 130 ألف طفل يعانون من نقص الغذاء وانعدام الخدمات
الصحية.
وتحاصر "الدعم
السريع" الفاشر منذ 10 أيار/ مايو 2024، فيما يسعى الجيش السوداني لكسر
الحصار عن المدينة، التي تُعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
ومنذ 15 نيسان/ أبريل 2023
يخوض الجيش و"قوات الدعم السريع" حربا لم تفلح وساطات إقليمية ودولية
عديدة في إنهائها، قتل خلالها نحو 20 ألف شخص وتشرد أكثر من 15 مليونا بين نازحٍ ولاجئ،
وفقا لتقارير أممية ومحلية، في حين قدّرت دراسة أعدّتها جامعات أمريكية عدد القتلى
بنحو 130 ألف شخص.