سلطت وسائل إعلام إسرائيلية الضوء على خطوات ما بعد
إقرار
الكنيست قانون "ضم
الضفة" بقراءة تمهيدية، مشيرة إلى أن الإدراك
السائد أن تنفيذ خطوة
الضم ليست قريبة، سواء فيما يتعلق بمستوطنة "معاليه
أدوميم" أو الأغوار الشمالية.
يوفال كارني الكاتب في صحيفة
يديعوت أحرونوت، ذكر أن
"فرحة أعضاء الائتلاف والمعارضة (كلٌّ لأسبابه الخاصة) بإقرار قوانين الضم،
تعتبر سابقة لأوانها، سواء بسبب اقتراح أفيغدور ليبرمان رئيس حزب يسرائيل بيتنا
المعارض، بشأن ضم جزئي لمستوطنة معاليه أدوميم، أو غور الأردن، وبالتأكيد ليس
سيادة شاملة على كامل الضفة الغربية، كما اقترح عضو الكنيست الحاخام آفي ماعوز من
أقصى اليمين في الائتلاف الحاكم الذي يترأس حزب "نوعام" الديني".
وأضاف في مقال ترجمته "
عربي21" أن
"اعتبار هذه الفرحة سابقة لأوانها يعود لأنها قراءة تمهيدية، والطريق لإقرار
القانون في القراءتين الثانية والثالثة طويل جدًا، ويمكن للائتلاف أن يُفسد تقدّم
القانون، ويُعيق العملية التشريعية، لكن الأهم أنه لن يكون هناك ضمّ للضفة الغربية
لسبب رئيسي واحد، وهو أنه لن يُوافق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على هذه الخطوة
في مواجهة العالم أجمع، وبصورة معاكسة لموقف الإدارة الأمريكية، مما اضطره لتجرّع
العلقم بمعارضة القانون، بعد أن وعد ناخبي اليمين في كل انتخابات بإعلان الضم".
وأوضح أن "نتنياهو أصيب بالحرج، لأنه يعلم أن
العالم كله يُمارس عليه ضغطًا، ولعلي أتذكر جيدًا المؤتمر الصحفي
"الدراماتيكي" عشية انتخابات 2019 عندما أعلن أنني "سأضم غور
الأردن وشمال البحر الميت"، لكنه وعدٌ بقي حبرًا على ورق، مما يدعو للاستفسار
عما حدث في أول جلسة شتوية للكنيست من خلال إقرار هذا القانون بقراءة تمهيدية، حيث
كشفت الأحداث أن تحالفا غير رسمي بين قطاعات واسعة من الائتلاف وأعضاء المعارضة،
هدف لإحراج نتنياهو خلال زيارة دبلوماسية مهمة لنائب الرئيس الأمريكي جيه. دي.
فانس".
وأشار إلى أن "ليبرمان قدم مشروع القانون
لمحاصرة نتنياهو من اليمين، والنتيجة أن عددا من أعضاء الائتلاف أيدوا مشروع
القانون تعبيرًا عن عدم ثقتهم بالأخير في كل ما يتعلق بالضم، ولم يعودوا يثقون
بوعوده الخاصة بالضم في كل مرة، خاصة عشية الانتخابات، مع أن إعلان الليكود عن دعم
المعارضة لقوانين الضم ظهر مثيرًا للسخرية حين اتهمها بقيادة حملة تهدف للإضرار
بعلاقاتنا مع الولايات المتحدة".
واستدرك بالقول إن "المشكلة ليست في المعارضة،
بل في حقيقة أن نتنياهو لا يسيطر على ائتلافه وشركائه من اليمين المتطرف، ولذلك لا
أعتقد أن ناخبي الليكود يأخذون الادعاء بتحميل المعارضة على محمل الجد، رغم مزاعمه
بأنه سيحقق الضم بالأفعال لا بالأقوال، ومن خلال العمل الميداني المناسب وتهيئة
الظروف السياسية المناسبة للاعتراف بذلك، كما حدث في مرتفعات الجولان والقدس، مع
أن آخر ضم اتخذه مناحيم بيغن للجولان عام 1981، ومرّ 44 عامًا، معظمها بقيادة
الليكود، وخلال ولاية نتنياهو، ولم يفعل شيئًا".