أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بهدم كامل أحد أجنحة من البيض الأبيض، جدلا واسعا، لا سيما أنه تحدث سابقا عن هدم جزء منه فقط من أجل تشييد قاعة رقص فاخرة، وسط خلط في المصطلحات بين
الجناح الشرقي والغرفة الشرقية التاريخية.
ويتألف
البيت الأبيض من ثلاثة أجزاء رئيسية: السكن التنفيذي وهو المبنى الرئيسي، والجناح الغربي، والجناح الشرقي.
يضم السكن التنفيذي مسكن الرئيس وعائلته بالإضافة إلى القاعات الرسمية للمناسبات الكبيرة، أما الجناح الغربي فيحتوي على مكاتب الرئيس وكبار مساعديه، والجناح الشرقي يشمل مكاتب السيدة الأولى وغرفًا اجتماعية وأحيانًا مداخل الجمهور.
السكن التنفيذي
المبنى المركزي التاريخي للبيت الأبيض، وقد سكنه كل الرؤساء منذ جون آدامز، هو مسكن الرئيس وعائلته الرسمي ويعمل أيضًا كمتحف حي لتاريخ
الولايات المتحدة.
. يضم هذا القسم ستة طوابق، منها أربعة طوابق فوق الأرض، ويحتوي على قاعات الاستقبال الرسمية وغرف الضيافة والمطابخ والمرافق العائلية، و"الطابق الرسمي - State Floor" يحتوي على قاعات كبيرة لاستقبال الضيوف وإقامة الحفلات الرسمية.
ويضم هذا القسم أيضا غرفة الاستقبال الشرقية "East Room"، وهي أكبر قاعات البيت الأبيض وأحد أبرز معالمه، تُستخدم هذه الغرفة لحفلات الاستقبال العامة والتوقيع على القوانين والمؤتمرات الصحفية والحفلات الموسيقية والمناسبات الكبرى.
وقد شهدت هذه الغرفة تاريخيًا مراسم جنازات الرؤساء، وتأدية اليمين، وتنصيب بعض المنظمات، إلى جانب عددٍ من الخطابات التاريخية مثل توقيع ليندون جونسون على قانون الحقوق المدنية عام 1964، وإعلان باراك أوباما مقتل أسامة بن لادن عام 2011، ثم توقيعه قانون الرعاية الصحية.
وشهدت الغرفة ذاتها خطاب الوداع للرئيس جورج دبليو بوش عام 2009، حيث ألقى كلمته الوداعية من
الغرفة الشرقية قبل مغادرته السلطة.
ويضم هذا الجزء أيضا غرفة الطعام الرئاسية، وتُستخدم كقاعة طعام رسمية لإقامة الولائم والضيافات الرسمية على شرف رؤساء الدول والوفود الزائرة، وتصفها مصادر البيت الأبيض بأنها "قاعة الولائم والحفلات الرسمية لجميع أنواع الفعاليات الرسمية".
الجناح الغربي
بُني الجناح الغربي عام 1902 في عهد الرئيس ثيودور روزفلت، ليكون مبنى مكاتب منفصلًا عن المساكن الأسرية، وقد نقل روزفلت مكتبه من الطابق الثاني في السكن التنفيذي إلى هذا المبنى الجديد، ومنذ ذلك الحين أصبح المقر الرسمي لعمل الرئيس.
ويضم الجناح الغربي المكاتب الإدارية الأولى للإدارة التنفيذية وقاعات الاجتماعات، ومن ضمن ذلك يقع "المكتب البيضاوي - Oval Office"، وهو المكتب الرسمي للرئيس ومركز اتخاذ قراراته اليومية.
ويُعدّ المكتب البيضاوي رمزًا لرئاسة الولايات المتحدة، حيث يجتمع فيه الرئيس بكبار مستشاريه وكبار الضيوف الأجانب، وغالبًا ما تظهر صورته على نطاق واسع في الإعلام كمشهد للسلطة التنفيذية.
ويوجد بالجناح الغربي غرفة مجلس الوزراء، حيث يعقد الرئيس اجتماعاته مع وزرائه، وقاعة المؤتمرات الصحفية، يجتمع مساعدو الرئيس مع الإعلام لتقديم الأخبار الرسمية، لذلك يُعتبر الجناح الغربي بمثابة القلب النابض للسلطة التنفيذية ومركز إدارة شؤون الحكومة اليومية.
الجناح الشرقي
أضيف الجناح الشرقي لأول مرة على حافة السكن التنفيذي عام 1902 أيضًا، ثم أُعيد بناؤه وزيادة مساحته خلال عهد الرئيس فرانكلين روزفلت عام 1942.
وصُمّم هذا الجناح في الأصل لتحسين الحركة وتوفير مكاتب إضافية، وكان يحتوي حتى قرار ترامب الأخير بهدمه، على مكاتب السيدة الأولى وطاقمها، إضافة إلى قاعات لاستقبال الزوار والمناسبات الصغيرة.
وفي هذا الجناح، توجد مكاتب مكتب السيدة الأولى حيث تعمل زوجة الرئيس وفريقها على برامجها ومشروعاتها الاجتماعية والخيرية، وعلى مدى العقود، كانت السيدات الأُوَل من أوائل من فعلن ذلك؛ فمثلًا كانت روزالين كارتر أول سيدة أولى تخصص مكتبًا لها في الجناح الشرقي عام 1977.
كما استخدمته السيدة الأولى إلين ويلسون عام 1913 كحديقة خارجية مستقلة للأعمال الزراعية. وبالإضافة إلى دوره الداخلي، يُعدّ الجناح الشرقي نقطة استقبال للزوار والجولات السياحية في البيت الأبيض، وبه مدخل خاص للسياح يضم بعض الغرف العامة المتاحة للجمهور مثل قاعة الزمرد ومكتبة الاتحاد.
ورمزيًا، يبرز الجناح الشرقي دور الشؤون الداخلية والأعمال الاجتماعية في البيت الأبيض ودور السيدة الأولى، فحضور وزيارات شخصيات عالمية تأتي عادة إلى البيت الأبيض من الجناح الشرقي، وهو ما كان يمنحه بعدًا دبلوماسيًّا واجتماعيًّا مكمِّلًا لدور البيت الأبيض كمؤسسة حكم.