سياسة عربية

تصاعد الغضب في اللاذقية وحمص بعد جرائم قتل وخطف.. ودعوات لإضراب عام

تصاعد الغضب في اللاذقية وحمص بعد جرائم قتل وخطف طالت طلابا ومعلمين- سانا
تشهد مدينة اللاذقية وريفها في الأيام الأخيرة موجة من الجرائم الصادمة، بين القتل والخطف، أثارت غضباً واسعاً بين الأهالي الذين خرج بعضهم في وقفة احتجاجية سلمية، الخميس، مطالبين بفرض الأمن ومحاسبة الجناة.

آخر هذه الجرائم كان مقتل الشاب عمر سبع الليل، الطالب الجامعي، قرب قرية صنوبر جبلة، تزامناً مع خطف الطفل محمد قيس حيدرمن أمام مدرسته في حي المشروع السابع بمدينة اللاذقية.

ونشر ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تتهم ما وصفوه بـ"فلول النظام" بالوقوف وراء الجريمة، إذ كتب الناشط محمد حاج بكري: "سبع الليل ابن اللاذقية، طالب جامعي استشهد على يد فلول الأسد في قرية صنوبر جبلة. مثل هذه الأخبار لن تراها على صفحات المدلسين ولا عند أصحاب الإنسانية الزائفة".
 
أما المحامي الحقوقي ميشال الشماس، فاعتبر أن "استمرار الفلتان في حمل السلاح وعدم ضبطه وسحبه من الجميع، سينذر بمخاطر جسيمة على الناس والسلم الأهلي وحتى على السلطة نفسها".

تظاهرة للمطالبة بعودة الطفل المختطف
في قضية الطفل محمد حيدر، خرج المئات من الأهالي والمدرسين في تظاهرة جابت شوارع حي المشروع العاشر باللاذقية، وانتهت بوقفة احتجاجية قرب منزل الطفل. ورفع المشاركون خلالها هتافات تطالب بعودة الطفل وبالعيش بأمان، ونددت بانتشار السيارات "المفيمة" والملثمين الذين يتجولون بحرية.

وخلال التظاهرة، تحدث خال الطفل محمد في تصريحات مصورة، قائلاً إنه كان يقف عند أحد مداخل المدينة وقت وقوع حادثة الخطف، وإنه حاول تفتيش سيارات من طراز هيونداي توسان خارجة من اللاذقية، باعتبار أن الخاطفين استخدموا سيارة مماثلة. وأضاف أن "90% من هذه السيارات مفيمة ولا تحمل لوحات رقمية، ويقود بعضها ملثمون"، مطالباً بمنع اللثام والسيارات المفيمة ومناشداً السلطات العمل على إعادة محمد إلى أهله.

السلطات ترد: "التحقيق جارٍ ولن نسمح بالفوضى"
من جانبه، أعلن محافظ اللاذقية محمد أحمد عثمان عبر صفحته الرسمية أنه يتابع "عن كثب مع قيادة الأمن الداخلي قضية خطف الطفل محمد قيس حيدر"، معرباً عن أمله في عودته سالماً. وقال إن "الجهات الأمنية تبذل جهوداً حثيثة للوصول إلى الجناة وتقديمهم للعدالة"، مضيفاً أن هذه الجرائم "تأتي كرد فعل يائس على النجاحات الأمنية الأخيرة التي حققتها المحافظة".


وأكد المحافظ أن "محاولات العصابات الإجرامية لبث الخوف والإشاعات ستفشل، ولن يُسمح بعودة المنطقة إلى مرحلة الفوضى".

أما قيادة الأمن الداخلي في اللاذقية فأصدرت بياناً أعلنت فيه أنها "أوعزت إلى الجهات المختصة بالتحرك الفوري وبدء التحقيق وجمع المعلومات اللازمة لتحديد هوية الفاعلين"، مشيرة إلى أن "الجهود الميدانية متواصلة على مدار الساعة بالتنسيق مع مختلف الوحدات الأمنية لضمان تحرير الطفل بأمان والقبض على المتورطين".


جرائم متتالية تطال معلمة في حمص
جاءت حادثة خطف الطفل محمد بعد يوم واحد فقط من مقتل المعلمة ليال دمّر غريب في مدينة حمص، إثر تعرضها لإطلاق نار مباشر من مسلحين مجهولين أمام مدرسة وليد النجار في حي جب الجندلي، أثناء توجهها إلى عملها، في حادثة أثارت صدمة واسعة في الأوساط التعليمية.

وأصدر وزير التربية والتعليم محمد عبد الرحمن تركو بياناً أعرب فيه عن "عميق الحزن والأسف إزاء أي حادثة تمس كرامة وسلامة المعلم والطالب"، مؤكداً أن "المعلم والطالب هما قلب العملية التربوية وروحها".

وشدد تركو على أن "أمن وسلامة المعلم والطالب خطوط حمراء لا يُسمح بتجاوزها تحت أي ظرف"، مشيراً إلى أن الوزارة "تنسق بشكل مباشر ولحظي مع وزارة الداخلية والمحافظين لاتخاذ الإجراءات الفورية والرادعة حفاظاً على سلامة الأسرة التربوية واستقرار العملية التعليمية".


دعوات لإضراب عام في المدارس والجامعات
عقب هذه الحوادث، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعوات لإضراب عام في المدارس والجامعات في الساحل السوري وحمص، تحت عناوين مثل "كفى خوفاً وكفى دماً" و"إضراب تعليمي تحذيري".

وجاء في إحدى الدعوات: "قتل المعلمة وخطف الطفل جريمتان تهزان ضمير كل إنسان. ومن أجل حق الحياة والأمان، ندعو إلى إضراب عام عن الدوام المدرسي، ليكون صرخة إنسانية تقول: كفى خوفاً، كفى دماً."

بينما دعت دعوة أخرى إلى "مقاطعة العملية التعليمية" احتجاجاً على العنف المتصاعد، مطالبة بفرض الأمن والحماية للطلاب والمعلمين.