قررت اللجنة المركزية لحركة
فتح مساء الأحد، الموافق على عودة
ناصر القدوة إلى الحركة، وذلك خلال اجتماع عقدته
اللجنة في مقر التعبئة والتنظيم، لبحث التطورات المتعلقة بوقف إطلاق النار في
غزة،
على ضوء الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ووفق وكالة الأنباء
الفلسطينية "وفا"، فإنه "جرى الموافقة على عودة القدوة إلى حركة
فتح واللجنة المركزية للحركة، وكذلك الموافقة على عودة أخوين آخرين وفقا لقرارات
اللجنة المركزية"، دون ذكر أسماءهما.
وأوضحت أن قرار عودة القدوة
إلى الحركة، جاء بعدما بعث برسالة بهذا الخصوص إلى رئيس السلطة محمود عباس، وأوردت
الوكالة الرسمية نص الرسالة كاملا.
ولفتت الوكالة إلى أن
اللجنة المركزية لحركة فتح رحبت بخطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة، وأكدت على ضرورة
الالتزام الكامل بها من قبل الأطراف كافة المعنية بما في ذلك إطلاق سراح الأسرى من
الجانبين، والبدء الفوري بإرسال المساعدات الإنسانية الغذائية والصحية وغيرها من
متطلبات الحياة، والانسحاب الفوري لقوات
الاحتلال من كافة الأراضي الفلسطينية
والمدن والمخيمات في قطاع غزة.
وعبّرت اللجنة المركزية عن
إدانتها الشديدة لاستمرار عمليات القصف المدفعي والطيران الإسرائيلي في كافة أنحاء
القطاع، معربة عن اعتزازها وتقديرها الكبيرين لصمود الشعب الفلسطيني وتضحياته في
قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة.
وبحسب "وفا"،
ناقشت اللجنة المركزية لحركة فتح الأوضاع الداخلية والتنظيمية للحركة، واتخذت عددا
من القرارات الخاصة بهذا الشأن، مشيرة إلى أنه "ستبقى بحالة انعقاد دائم
لمتابعة ومواكبة التطورات والتحركات الخاصة بقضية شعبنا، كما تم مناقشة عدة قضايا
تتعلق بالوضع الداخلي".
ووجهت التحية للمسيرات
والمظاهرات والاعتصامات في مختلف الدول الأوروبية والإسلامية، وقدرت عاليا مواقف
الدول التي اعترفت مؤخرا بدولة فلسطين.
وتاليا نص رسالة ناصر
القدوة كما نشرتها وكالة "وفا":
سيادة الأخ الرئيس محمود
عباس "أبو مازن" حفظه الله
رئيس دولة فلسطين،،
تحية الوطن والوفاء ...
في ظل هذه المرحلة المفصلية
والحاسمة في تاريخ القضية الفلسطينية ولمواجهة التحديات الراهنة، وفي إطار
المداولات والمشاورات التي تمت خلال الفترة الماضية والتي رشح عنها محضرا بتاريخ ۲۳ يوليو ۲۰۲۵ ووصل سيادتكم نسخة عنه، واسنادا للجهود التي تكللت
بالنجاح عقب موجة الاعترافات الدولية بفلسطين الدولة، وجهودكم المبذولة في الحفاظ
على مكانة فلسطين والانجازات الوطنية الكبيرة خلال عقود من العمل، فإنني كنت
ولازلت على استعداد وفق ما تم الاتفاق عليه مقابلة سيادتكم أو من تكلفونه بذلك.
ولايماني بأهمية هذه
المرحلة الحساسة والمهمة وما تواجهه فلسطين من تهديدات من قبل اليمين الإسرائيلي
المتطرف ومواجهته للحفاظ على هذه الانجازات والمضي قدما في نهج الاصلاحات الذي
تبنيتموه ولتعميق العلاقة الوطنية ما بين القيادة الفلسطينية وأبناء شعبنا بما
يلبي طموحاتهم بالانعتاق من الاحتلال على كافة ترابنا المحتل عام 1967.
وإنه بناء على خطاب سيادتكم
في اجتماع الجامعة العربية بفتح صفحة جديده وانتهاج جهود حقيقية في الاصلاحات
الجذرية والعميقة والتي وإن كان البعض يتخذها ذريعة للتهرب من مسؤولياته إلا أنها
في نفس الوقت حاجة وطنية ماسة وواجبة لتمتين دعائم النظام السياسي الفلسطيني، ولم
الشمل، وإلغاء قرارات الفصل من اللجنة المركزية، ولمصلحة الحركة والشعب عبر نهج
متجدد وشامل، ودعوتكم للانتخابات بعد نهاية حرب الإبادة الجائرة فإنني وتحت هذه
الغاية أتطلع للعمل معكم انطلاقا من واجبي الوطني والأخلاقي تجاه حركتنا الرائدة
وشعبنا الفلسطيني العظيم .
سيادة الأخ الرئيس
إنني أؤمن بضرورة إجراء
الإصلاحات الواجبة التي يجب أن تطال قطاعات مهمة في البناء الإداري والسياسي
لنظامنا والتي تؤمنون بها وأبديتم عزمكم على تنفيذها كما ورد في خطاباتكم في
الجامعة العربية والقمة العربية، وفي رسالتكم للرئيس الفرنسي ماكرون.
إن تبني هذا النهج من
سيادتكم يعزز من قوة الموقف الفلسطيني وينعكس على العلاقات مع المحيط العربي
وامتداداته السياسية دوليا، وإنني على كامل الاستعداد للعمل الجاد بجانب سيادتكم
لتحمل المسؤولية الوطنية من أجل انجاح كافة الجهود الرامية لإيجاد الحلول للأزمات
الراهنة التي يمر بها شعبنا وقضيتنا.
إن ثقتي الدائمة بحكمتكم
وأفكاركم السياسية والمجتمعية التي تبنت نهج الاصلاحات ورغبتكم بتنفيذها بما
يتناسب مع حرصكم الدائم لما هو خير ومصلحة شعبنا وقضيتنا، تحتم علي وضع إمكانياتي
وعملي معكم لإخراج أفكاركم لحيز التنفيذ.
بناء عليه وتأكيدا على هذا
المسار فإنني على أتم الاستعداد بالعمل معكم كما ترونه مناسبا.
سيادة الأخ الرئيس ....
إن إعادة اللحمة والوحدة
لحركة فتح في كافة أطرها تمثل الطريق الأسهل والأنجع لتوظيف قدراتنا وإمكانياتنا
بإرادة قوية للوصول إلى أهدافنا الوطنية المتمثلة بنيل الحرية والاستقلال، وعليه
فإنني أطالب سيادتكم بقبول عودتي إلى الإطار الشرعي للحركة، ولموقعي بجانبكم كي
ننهض بواقعنا ونستمر في أداء رسالتنا الوطنية والإنسانية بروح المحبة والاحترام.
دمتم والله يحفظكم ويسدد
خطاكم.
أخوكم: د. ناصر القدوة