سياسة عربية

الصدر يحذر من "تصعيد انتخابي" ويؤكد مقاطعته وسط احتجاج أنصاره

بعد تسريبات عن اغتياله.. مقتدى الصدر: لن تنفعكم المسيرات ولا الأموال- وكالة الأنباء العراقية
حذر زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، من "تصعيد متوقع" خلال ما تبقى من أيام تفصل عن الانتخابات البرلمانية المقررة في 11 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، متهماً من وصفهم بـ"عشاق السلطة ومحبي الكراسي" بالسعي إلى زعزعة الاستقرار، ومؤكداً أن تياره مستعد لمواجهة أي تهديد.

جاءت تصريحات الصدر بعد جدل واسع أثارته تسريبات كشف عنها الإعلامي علي فاضل، تحدث فيها عن تسجيل صوتي يُنسب إلى النائب ياسر صخيل المالكي، صهر رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، واثنين من قادة الفصائل المسلحة، بشأن مخطط لاغتيال الصدر بطائرة مسيرة عند زيارته مرقد والده في النجف.

وعلق الصدر على ذلك في بيان بالقول: "لن تنفعكم أموالكم ولا مسيراتكم التي قيل إنها تريد استهداف مرقد الشهيد الثاني قدس سره الشريف"، مؤكداً أن مثل هذه التسريبات "لن تكون مثاراً للفتنة".

ورغم هذا الموقف، خرج أنصار الصدر في تظاهرات بالبصرة مطالبين السلطات الأمنية بالتحقيق مع المالكي. من جانبه، نفى النائب ياسر صخيل ما نسب إليه، متهماً فاضل بـ"الافتراءات والأباطيل" ومحاولة "خلق فتنة جديدة يستفيد منها الأعداء من الصهاينة وأتباعهم"، على حد قوله.

الانتخابات الأولى من دون التيار الصدري
شدد الزعيم الشيعي في بيانه على أن الانتخابات المقبلة ستكون الأولى في العراق من دون مشاركة تياره، وهو ما "زاد من المخاوف لدى الأطراف المشاركة، وفتح الباب أمام تكهنات وسيناريوهات متشعبة".

وقال الصدر: "بعضهم يتمنى ألا تجري الانتخابات في موعدها لأنه غير واثق من نتائجها... وكأن وجوده أهم من العملية الديمقراطية"، مضيفاً: "فليتوقع الجميع تصعيداً من عشّاق السلطة ومن يسيل لعابهم للمناصب والأموال... فإن أردتم التصعيد فنحن لها".


انتقادات للوضع الداخلي
كما انتقد الصدر ما اعتبره انشغال الطبقة السياسية بـ"التهديدات والفتن"، بدلاً من مواجهة التحديات التي تحيط بالعراق، بدءاً من تفلت السلاح والاختراق الأمني وضعف رعاية القوات الأمنية، وصولاً إلى أزمات الجفاف والتلوث والكهرباء والتعليم والاقتصاد، وتردي أوضاع المستشفيات والملفات الحدودية.

وحذر من أن "الأسلحة المنفلتة سواء بيد العشائر أو الميليشيات، والمقرات المسلحة المنتشرة في الأحياء، تهدد العراقيين جميعاً، إذ إن كل انفجار أو اشتباك يدفع ثمنه المواطن البسيط".

وخاطب منافسيه بالقول: "إن كنتم تدعون أن قوتكم قوة للعراق وشعبه، فالعراق في خطر؛ بطالة متفشية، أفكار متشددة، أمراض متزايدة، فقر وفساد أخلاقي، ما يجعل الخطر دينياً وعقائدياً قبل أن يكون وطنياً".

تحركات "سرايا السلام"
جاء البيان متزامناً مع انتشار أمني ملحوظ لـ"سرايا السلام" التابعة للتيار الصدري في بغداد، حيث شوهدت عربات مدرعة وعناصر مسلحة في مناطق عدة من جانب الرصافة وصولاً إلى بوابة المنطقة الخضراء.

وبحسب مصادر في التيار، فإن الصدر "منزعج من الحملة الإعلامية التي تشنها قنوات تابعة لفصائل مسلحة ضمن الإطار التنسيقي الحاكم"، محذرة من أن الأسابيع المقبلة "قد تشهد إرباكاً أمنياً بسبب الاستهداف السياسي لأنصار التيار المقاطعين للانتخابات".

وكان الصدر قد أعلن في حزيران/ يونيو 2022 انسحابه من العملية السياسية كلياً، مؤكداً رفضه المشاركة في أي انتخابات مستقبلية "حتى لا يشرك نفسه مع الساسة الفاسدين"، ما سمح لاحقاً للإطار التنسيقي بتشكيل حكومة محمد شياع السوداني بالتحالف مع القوى الكردية والسنية.