أكد رئيس الحكومة
العراقية، محمد شياع
السوداني، أن إعادة افتتاح الجامع النوري الكبير ومئذنة الحدباء في مدينة
الموصل
تمثل علامة انتصار كبير على الإرهاب الأسود، مشيراً إلى أن استعادة هذا الإرث
التاريخي يعكس همة العراقيين وحبهم للوطن.
جاء ذلك خلال احتفالية كبرى اليوم الاثنين
في قلب المدينة القديمة بالموصل، حضرها سياسيون وأكاديميون وشيوخ عشائر وشخصيات
دينية من مختلف الطوائف والأديان، إلى جانب ناشطين مدنيين، حيث ألقى السوداني كلمة
قال فيها: "في مدينة الموصل تعود الهمة لتتلاقى مع حب الوطن ليرفع اسم الله
على مئذنة تمثل التاريخ والإرث".
وأضاف: "لقد أعيدت المئذنة باسقة
والجامع النوري ببهائه ليكونا علامة تذكر الأعداء ببأس العراق الشديد ضد التخريب،
وأن اعتداء الإرهابيين يمثل نسفاً للإنسانية والقيم، لكنها محاولات ولدت لتكون مفلسة".
كما قدم السوداني الشكر لدولة الإمارات
العربية المتحدة على تمويل إعادة الإعمار بمبلغ 50 مليون دولار، ولمنظمة الأمم
المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، وجميع الجهات الحكومية
الساندة في مشروع إعادة الجامع النوري الكبير إلى سابق عهده.
وتجول رئيس الوزراء في أروقة الجامع واطلع
على مرافقه بعد إعادة إعمارها، مؤكداً أن هذه الخطوة تعكس إرادة العراق في الحفاظ
على تراثه الثقافي والديني وتعزيز التعايش بين جميع مكونات المجتمع.
ويعد الجامع النوري، الذي شُيد عام 1172، من
أبرز معالم مدينة الموصل، ويشتهر بمئذنته الحدباء التي يبلغ ارتفاعها 55 متراً.
وكان تنظيم داعش قد دمر الجامع ومئذنته منتصف عام 2014 بعد احتلال المدينة، فيما
شملت أعمال إعادة الإعمار أيضاً كنيسة الطاهرة للسريان الكاثوليك وكنيسة الساعة
للأبـاء الدومينيكان، اللتين تضررتا بفعل الإرهاب ذاته.
وتأتي إعادة افتتاح الجامع النوري ومئذنة
الحدباء كرمز وطني وديني، يعكس قدرة العراق على استعادة إرثه الثقافي والتاريخي
بعد سنوات من الدمار، ويؤكد التزام الدولة بمواجهة الإرهاب واستعادة الهوية
الحضارية للموصل والعراق بأسره.