سياسة عربية

أوضاع صعبة في غزة.. "عربي21" ترصد آخر التطورات الميدانية وأماكن التوغل البري

تتقدم قوات الاحتلال بريا في ثلاث مناطق تحيط في غزة على وقع عمليات قصف مكثفة وإطلاق نار صوب المناطق المكتظة بالنازحين- جيتي
كشفت مصادر محلية لـ"عربي21" عن أوضاع ميدانية صعبة للغاية تشهدها مدينة غزة في هذه الأثناء، على وقع عمليات قصف جوي كثيف، وتوغل بري في مناطق عدة، مدعوم بغطاء ناري من الجو والأرض، في إطار خطة احتلال المدينة.

أماكن التوغل البري
وأكد مصدر صحفي لـ"عربي21" أن التوغل البري يتركز في ثلاث مناطق رئيسية محيطة في غزة، وتبدأ من الشمال الغربي، حيث تقدمت آليات عسكرية من منطقة السودانية مستهدفة الأطراف الشمالية لمخيم الشاطئ المكتظ بالنازحين. لافتا إلى أن أوضاعا مأساوية وصعبة تشهدها المنطقة، بعد أن عمدت قوات الاحتلال إلى عمليات قصف مدفعي على المنطقة، مدعومة بغطاء جوي، وزخات كثيفة من إطلاق النيران التي تطلقها طائرات "كواد كابتر" المسيرة والآليات العسكرية، ذلك بالتوازي مع تواجد آليات الاحتلال في منطقة الكرامة إلى الشرق قليلا من منطقة السودانية.

وفي منطقتي الجلاء والنفق المحاذيتان من الشرق لحي الشيخ رضوان، كشف المصدر لـ"عربي21" أن التوغل البري على أشده هناك، حيث تتقدم الآليات العسكرية في شارع النفق، وشارع الجلاء، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال تقوم بعمليات تطهير بالمتفجرات للمناطق التي ستدخل إليها، حيث وضعت مدرعة مفخخة "ريبوت" في محيط صيدلية الأسرة في شارع النفق، تمهيدا لتفجيريها في المنطقة.

أما في المنطقة الجنوبية من غزة، فقد كشف المصدر أن دبابات الاحتلال تتقدم من منطقة الدحدوح جنوب غرب المدينة، وسط غطاء ناري كثيف يستهدف مناطق تل الهوى، والأجزاء الغربية من حيي الصبرة والزيتون.

وشدد المصدر على أن قوات الاحتلال نفذت خلال الساعات الماضية سلسلة غارات وأحزمة نارية عنيفة في محيط مقر جهاز الدفاع المدني في المنطقة المذكورة، مشيرا إلى أن الأوضاع خطيرة وصعبة للغاية في تلك المناطق.

النازحون يتكسدون في شريط ضيق
ولفت إلى أن قوات الاحتلال تقوم بعمل غطاء ناري بالمدفعية الثقيلة، وبالرصاص الذي تطلقه طائرات "كواد كابتر" في محيط توغلها بمسافة لا تقل عن كيلو متر، سواء في مناطق جنوب أو شمال أو شرق غزة، الأمر الذي يفرض صعوبة بالغة على تحرك النازحين والذين أصبحوا يتكدسون في شريط ضيق للغاية قرب الساحل غرب المدينة.

من جهته، قال جهاز الدفاع المدني، إن غزة تتعرض لعمليات قصف عنيفة من قبل الاحتلال الاسرائيلي، وقصف بقذائف دباباته وطائراته العدوانية وأحزمة نارية بحق المدنيين العزل. لافتا إلى أنه تلقى خلال ساعات الليل 12 نداء استغاثة بإصابة مدنيين داخل منازلهم بفعل الرصاص العشوائي الذي تطلقه طائرات الإحتلال المسيرة صوب المنازل شمالي وجنوب مدينة غزة.

توقف الخدمات على وقع التصعيد
بدوره، قال المهندس عاصم النبيه، المتحدث باسم بلدية غزة، إن الظروف الميدانية في المدينة صعبة جدا بل ومأساوية، جراء استمرار القصف العنيف، والتوغل البري صوب قلب المدينة.

وشدد النبيه في حديث خاص لـ"عربي21" على أن الخدمات الأساسية للبلدية مهددة بالتوقف تماما، سواء خدمة توزيع المياه أو الصرف الصحي، وذلك مع تعذر تنقل الموظفين بسبب الخطورة الشديدة، فضلا عن نزوح عدد من الموظفين إلى المناطق الجنوبية، إلى جانب الدمار الكبير الذي لحق في البنية التحتية والمرافق الحيوية، خاصة قطاع المياه وقطاع الصرف الصحي، إلى جانب  محدودية الإمكانيات الحالية، إذ لا توجد  كميات كافية من المواد اللازمة، والآليات الثقيلة لإتمام عمليات الطوارئ.
وشدد على أن الطواقم الميدانية منهكة جدا، فهي تعاني من الجوع والقتل والاستهداف المباشر مثل باقي السكان المجتمع ولذلك نحن نواجه صعوبة حقيقة في الاستمرار.

وتابع النبيه مخاطبا سكان غزة قائلا: "رسالتنا للسكان أننا منذ بداية العدوان ونحن مستمرون لتقديم الخدمات بالرغم من الظروف الصعبة. وسنستمر بتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين. حتى هذه الظروف الصعبة للغاية لاننا لا نمتلك خيارات اخرى. نحن هنا اه لخدمة هؤلاء المواطنين الذين يعانون منذ أكثر من ثلاثة وعشرين شهرا".