كما كان متوقعا،
فشل المجتمعون في
قمة الدوحة في اتخاذ إجراءات عملية فاعلة لوضع حد لعنجهية الاحتلال
الإسرائيلي، وبطش وعدوان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين
نتنياهو، الذي شن هجوما
غادرا على العاصمة
القطرية الدوحة الأسبوع الماضي، بقصف أبنية سكنية، في محاولة فاشلة
لاغتيال قادة الوفد المفاوض في حركة "حماس".
النتائج المعلنة
عن القمة العربية- الإسلامية الطارئة في الدوحة، لم ترتق لطموحات الشعوب، فبيانها الختامي
تضمن دعوة إلى مراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل، وأكد الوقوف ضد
مخططات الاحتلال لفرض واقع جديد بالمنطقة.. لكن دون اتخاذ قرارات وإجراءات مؤلمة لإسرائيل!
وحقيقة لم
تُتخذ القرارات المناسبة ضد سلف نتنياهو وحكومته لإسناد الدولة القطرية للأسباب التالية:
- لأن إخوة
قطر كإخوة يوسف.. سلّموها لـ"الذئب" لينهش لحمها، ثم تبرؤوا من فعلتهم بالبيانات
والتصريحات، وأدانوا الذئب قولا لا فعلا.
- العرب اليوم
أعراب متفرقون، تربط بعضهم اتفاقات علنية وسرية مع كيان الاحتلال من جهة، ومع واشنطن
من جهة ثانية، ومن يخالفهما قد يُعرض عرشه للسقوط أو الانقلابات.
- معظم الحكومات
العربية والإسلامية لم تُنصّب باختيار شعبي حر أو ديمقراطي، وإنما فُرضت بقرارات خارجية،
وتعمل وفق أجندات مرسومة لها، وهي لا تملك قرارها السيادي، فكيف يُرجى منها نصرة غزة
أو حماية الدوحة!
ولا يمكن لأي
قمة أن تحقق الغاية المرجوة، في ظل انقسام الأنظمة بين:
- مطبع وحليف
للإسرائيلي أو الأمريكي.
- أداة منفذة
لسياسات الخارج.
- قلة ممانعة
مُحاصرة ومضغوطة.
معاقبة كيان
الاحتلال في القمة لم يكن واردا أصلا.. لأن بعض الحكومات ربما ساهمت في تشجيع الضربة
الإسرائيلية ضد قادة المقاومة، بل وحتى الاعتداء على السيادة القطرية.
الحقيقة المُرّة:
هناك دول عربية وإسلامية ليست فقط متواطئة، بل محرضة على المقاومة، وعلى قطر، وعلى
كل صوت حر في الأمة، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي.
والاحتلال
كان مطمئنا تماما لعبثية القمة ونتائجها الخاوية، بدليل ردّه الفوري والساخر:
- نتنياهو
استقبل وزير الخارجية الأمريكي وسفير واشنطن في الأقصى المبارك، ودنّسوا معا حائط البراق
عشية القمة.
- قصف الاحتلال
العاصمة السورية دمشق، مستهدفا منطقة قرب القصر الرئاسي.
- شنّ قصفا
همجيا غير مسبوق على مدينة غزة، لفرض التهجير القسري جنوبا.. تمهيدا للتهجير الكبير
إلى سيناء لاحقا.
الخلاصة:
قمة بلا سيادة،
بلا قرار مستقل، وبلا إرادة شعبية.. نتيجتها حتما بيانات شجب يتلوها مزيد من المجازر.
الاحتلال مطمئن:
غزة تُباد، والدوحة تُطعن، والقدس تستباح والأمة متفرقة. والرهان اليوم
ليس على القمم ولا على الحكومات.. بل على الشعوب الحرة التي لم ولن تساوم على فلسطين.
متى تتحرك
هذه الشعوب لتصنع قمّتها الحقيقية وتفرض كلمتها على الجميع؟
تتحرك الشعوب
وتكسر حاجز الصمت عندما يبلغ الغيظ منتهاه، ولا تتمكن من تحمل حجم الظلم والطغيان،
فيحنها تنفلت من عقالها لتعيد الأمور إلى نصابها، وتحقق ما عجزت عنه حكومات خانعة خائفة،
لتسترد كرامتها وتقتص من سارقي أرضها وقدسها.