هجوم إعلامي حاد على عبد الرزاق مقري في الجزائر.. ما علاقة غزة؟

شهد المشهد السياسي الجزائري سجالا جديدا بعد أن شنت عدة صحف محلية هجوما لاذعا على الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم (حمس) الدكتور عبد الرزاق مقري، واصفة مسيرته السياسية بأنها "مبنية على الاستعراض الإعلامي والتناقضات"، فيما رد الأخير ببيان مقتضب اعتبر فيه الانتقادات "عويلا فارغا" لا علاقة له بمواقفه الأخيرة.

التقارير الصحفية ركزت على ما اعتبرته "هوس مقري بالأضواء والظهور الإعلامي"، مشيرة إلى أن الرجل استثمر إرث مؤسس الحركة الراحل محفوظ نحناح لخدمة طموحاته الشخصية، قبل أن ينخرط في مساومات سياسية مع نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.

كما أعادت الصحف التذكير بمواقفه المثيرة للجدل داخليا وخارجيا، من تصريحاته بشأن "الحراڤة" إلى مشاركاته في منتديات برعاية منظمات غربية، معتبرة أنها تكشف عن ازدواجية في خطابه السياسي.

غير أن مقربين من مقري يربطون الحملة الإعلامية ضده بمواقفه الأخيرة الرافضة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. فقد دعا السلطات الجزائرية إلى السماح للشعب بالتظاهر نصرة لفلسطين ورفضا للحرب، وهو ما اعتبره "واجبا وطنيا وأخلاقيا". كما كشف مقري أنه تعرض للتضييق خلال الفترة الماضية، وصل حد منعه من السفر، في إشارة ضمنية إلى أن مواقفه من القضية الفلسطينية كانت السبب المباشر وراء استهدافه.

رد مقري: "عويل فارغ"

مقري لم يتأخر في الرد على ما نشرته بعض الصحف، إذ كتب منشورا مقتضبا قال فيه: "من هذا الذي أوجعته مواقفي حتى أصابه كل هذا الألم ويصرخ بهذا العويل الشديد؟ وما الذي أوجعه بالضبط؟ بكل تأكيد لا يتعلق الأمر بموقف سياسي ما في المرحلة الأخيرة، فما أقوله يقوله المئات وبأساليب أكثر تشددا".

وأضاف: "أفيدونا عن ما وراء الصورة وخلف الترّاهات السمجة التي يرددونها برداءة كبيرة".



الهجوم الأخير على مقري يعكس، طبيعة العلاقة الملتبسة بين السياسيين الجزائريين ووسائل الإعلام، حيث يتداخل النقد السياسي المشروع مع الحملات الدعائية. كما يثير الجدل مجددا حول موقع حركة مجتمع السلم بعد مغادرة مقري قيادتها، وما إذا كان سيبقى رقما مؤثرا في الساحة السياسية أم أن حضوره سيتراجع مع مرور الوقت، خاصة في ظل المناخ الإقليمي المشحون بقضية فلسطين.