سياسة عربية

طرد أبناء طبيب عمل في غزة من المدرسة.. هل يُعاقب الأطفال بسبب والدهم؟

"ذنب أبنائنا الوحيد أنّنا نحن آبائهم" أبرزت زوجة الطبيب يوسف بو عبد الله- أكس
طُرد 16 طفلا من مدرسة "الأخوين" المتواجدة في مدينة إفران المغربية، بينهم أبناء يوسف بو عبد الله، وهو الطبيب المغربي الذي ترك عيادته في فاس لينقذ أطفال قطاع غزة، وسط الدمار وعدوان الاحتلال الإسرائيلي الأهوج عليها، الذي انتهك كافة القوانين والمواثيق الدولية المرتبطة بحقوق الإنسان.

وبحسب معطيات توصّلت بها "عربي21" فإنّ: "القرار قد تمّ اتّخاذه بشكل فردي من طرف مدير المدرسة، إيمانويل لاكوست، دون الرجوع إلى مجلس الإدارة الذي يشمل رئيس جمعية آباء وأولياء التلاميذ، وهو ما أكّدت الأسر أنه: مخالفة صريحة للقانون الأساسي للمؤسسة التعليمية". 

وأضافت المصادر ذاتها أنّ: "المدير الذي تمّ استقدامه منذ عامين، لإدارة مدرسة الأخوين، لا يحمل الجنسية المغربية، ما يعدّ شرطا أساسيا لمنصب مدير مدرسة مغربية عمومية غير ربحية ذات طابع خاص، بحسب المادة 10 من المرسوم رقم 2.00.1016 الصادر بتاريخ 7 يونيو 2000".


ما القصّة؟
منذ انطلاق العام الدراسي 2025/2026، عاشت على إيقاع جملة من القرارات التي تسبّبت في غضب أولياء 16 طفلا؛ حيث حرمت إدارة المؤسسة أبنائهم من الدراسة، جرّاء اعتراضهم على الزيادة المفاجئة في رسوم التدريس، التي وصلت في بعض الحالات إلى 200 في المئة.

في حديثها لعدد من الصحف المحلّية، أوضحت إيمان المخلوفي، طبيبة اختصاصية في الأطفال، وهي زوجة الطبيب بو عبد الله، وأم للأبناء الذين تمّ طردهم: منذ عامين، استقدمت إدارة جامعة الأخوين، مديرا فرنسي أمريكي، للمدرسة التّابعة لها والتي ندرّس فيها أبنائنا، ومنذ ذلك اليوم ونحن نعيش في ظلّ حرب نفسية.

وتابعت: "في كل اجتماع مع آباء وأولياء التلاميذ، كان يتفاخر مدير المدرسة بأنّه يحبّ الحرب"، مردفة: "لكن نحن لسنا هنا من أجل أن نتحارب، بل من أجل تدريس أبنائنا فقط، كما أنّنا كجمعية آباء وأولياء التلاميذ، نطالب فقط بالنّظر في مشاكل بسيطة، كان من الممكن أن تُحلّ بإدارة جيدة".



"نطالب بأساتذة أكفاء لهم شهادات ومؤهّلات تخوّل لهم تدريس أبنائنا، وأن يكون لنا اعتماد أكاديمي، وأن نتوصّل بالمقرّرات الدراسية التي تكلّفنا من 400 إلى 600 دولار في العام الواحد، وهي مطالب بسيطة وبديهية جدا" بحسب المخلوفي.

وأكّدت في سياق حديثها أنّ مدير المدرسة، المُتسبّب في طرد أبنائها: "كان مديرا لمدرسة في أمريكا، وكان له كذلك هناك مشاكل كثير مع آباء وأولياء التلاميذ، وبكثرة شكاوى الآباء هناك، تمّ طرده، ليأتي إلى هنا من أجل طرد أبنائنا".

"ذنب أبنائنا الوحيد أنّنا نحن آبائهم" أبرزت زوجة الطبيب يوسف بو عبد الله، مؤكّدة في الوقت نفسه: "خُدعنا بهذه المدرسة، وهي ليست بعثة أمريكية، بل مدرسة مغربية فوق التراب المغربي، عمومية وغير ربحية، وذات طابع خاص".

وعلى حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "انستغرام" نشرت المخلوفي، اليوم الخميس، "قصّة" جاء فيها: "جاري الآن ابتزاز وتهديد الآباء وطاقم التدريس بمدرسة الأخوين إفران، للوقوف ضد جمعية آباء المدرسة والعائلات المطرودة أبنائهم دون إرادتهم".

كذلك، نشرت والدة الأطفال الذين تمّ طردهم من الأخوين، صورة للطبيب بو عبد الله وهو يقوم بتدريس أطفال غزة، ومعها صورة لأطفالها بالكوفية والعلم الفلسطيني، بالكتابة على الصورة: "أبناء الدكتور بو عبد الله يطردهم مدير مدرستهم الأمريكي في بلدهم".

واسترسلت المخلوفي، عبر المنشور نفسه: "لن نسمح لأي أجنبي بدون أدنى كفاءة، أن يأتي لبلدنا ويأمر وينهي كيفما شاء فقط لأنه -الرجل الأبيض- الذي يخيّل له أنه أعلى من الكل؛ هذا البلد له سيادة وقانون ومؤسسات، ونحن نثق بهم".