الغارديان: انتشار أمراض مقاومة للمضادات الحيوية في غزة

نشرت صحيفة الغارديان البريطانية, يوم الثلاثاء, دراسة تحذر من إزدياد احتمالية الإصابة بالعدوى المميتة بسبب سوء التغذية والإصابات ونقص المرافق الطبية في ظل الحصار الإسرائيلي.

وفي ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة, كشفت الأبحاث أن غزة تواجه تهديدا جديدا مع انتشار الأمراض المقاومة للمضادات الحيوية في جميع أنحاء القطاع المدمر.

وأكدت الدراسات أن الإمدادات الطبية شحيحة جدا، وقد أصيب عشرات الآلاف من الأشخاص بجروح خلال الحرب التي استمرت 22 شهرًا، بينما أضعف سوء التغذية الكثيرين، لذا فإن إنتشار البكتيريا المقاومة للأدوية يعني أمراضًا أطول وأكثر خطورة، وانتقالا أسرع للأمراض المعدية، ووفيات أكثر، وفقا للخبراء.



وتعتبر النتائج التي نُشرت يوم الثلاثاء، في مجلة لانسيت للأمراض المعدية، الأولى منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2023 و التي تُشير إلى انتشار البكتيريا المقاومة للأدوية المتعددة في غزة.

وقالت كريستل موصلي، مستشارة علم الأوبئة في منظمة أطباء بلا حدود والمؤلفة المشاركة لدراسات حول البكتيريا المقاومة للأدوية في غزة ومناطق النزاع الأخرى في الشرق الأوسط، "هذا يعني أمراضا أطول وأكثر خطورة، وارتفاعا في خطر انتقال العدوى للآخرين، محذرة من زيادة خطر الوفاة من عدوى شائعة والمزيد من عمليات البتر, واصفة إيّها بـالمروعة على حد تعبيرها.

وأكدت موصلي إن المشكلة تفاقمت بسبب التلوث الهائل لمصادر المياه وغياب برامج التحصين المناسبة خلال العداون الإسرائيلي على غزة.

وأشارت الصحيفة أن الدراسة تستند إلى أكثر من 1300 عينة في أحد مختبرات الأحياء الدقيقة القليلة التي لا تزال تعمل في غزة في المستشفى الأهلي، و أظهرت الدراسة ثلثا العينات، المأخوذة من مرضى على مدى 10 أشهر العام الماضي، وجود بكتيريا مقاومة للأدوية المتعددة.

وذكر عرفان، أخصائي في الأخلاقيات البيولوجية في جامعة هارفارد وجامعة ميشيغان: "لا نعرف حتى الحجم الحقيقي للأزمة بسبب تدمير جميع المختبرات تقريبًا ومقتل الكثير من الكوادر الطبية، لذا فإن الحصول على فكرة ولو بسيطة عما يحدث في غزة أمر بالغ الأهمية".

وأخذ عرفان ومؤلفو الدراسة الجديدة أغلب العينات التي درسها من مصابين يعانون من إصابات جسدية ناجمة عن غارات جوية إسرائيلية أو هجمات مماثلة.

و في مجلة لانسيت، صرّح المؤلفون بأن خطر البكتيريا المقاومة للأدوية سيتصاعد ما لم يتوقف الهجوم الإسرائيلي و الاستهداف المتعمد للمستشفيات والمختبرات ومحطات تحلية المياه.

وتشير الصحيفة, إلى أن غزة عانت لعقود من ارتفاع مستويات البكتيريا المقاومة للأدوية المتعددة نتيجة العدوان والحصار المتكرر للاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2007،.

وقال الخبراء, وفق ما نشرت الصحيفة إن الوضع الحالي غير مسبوق, مشيرين إلى تدمير نظام الرعاية الصحية في غزة، كما تم تدمير أنظمة الصرف الصحي، وتوقف التخلص من النفايات الصلبة تقريبًا، ويعاني سكان غزة من الجوع على نطاق واسع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، مما يجعل الكثيرين أكثر عرضة للإصابة.

وطالبت منظمة الصحة العالمية, يوم الثلاثاء, الاحتلال الإسرائيلي السماح لها بتوفير الإمدادات الطبية للتعامل مع الوضع الصحي "الكارثي" في غزة. 

وفي سياق متصل, صرّح ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية: "نريد توفير المزيد من الإمدادات الإنسانية، ونسمع جميعا عن السماح بدخول المزيد من المساعدات، لكن هذا لم يحدث بعد، أو أنه يحدث بوتيرة بطيئة للغاية".

وأضاف بيبركورن إن غزة نفذت منها أكثر من نصف الأدوية، وإن منظمة الصحة العالمية تمكنت من إدخال إمدادات أقل مما كانت تحتاجه بسبب الإجراءات المعقدة ولا تزال المنتجات ممنوعة من الدخول, وهو موضوع تفاوض مستمر مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح أن 50 بالمئة فقط من المستشفيات و38 بالمئة من مراكز الرعاية الصحية الأولية تعمل، وحتى ذلك الحين تعمل بشكل جزئي فقط, ووصلت نسبة إشغال الأسرّة في مستشفى الشفاء إلى 240 بالمئة  و300 بالمئة في مستشفى الأهلي.

وأكد أن الوضع الصحي العام لا يزال كارثيا, مضيفا ان الجوع وسوء التغذية يدمران غزة على حد تعبيره.

من جانبهم, ادعى مسؤولون في وزارة الحرب الإسرائيلية بأنه تم نقل أكثر من 45 ألف طن من المعدات الطبية إلى غزة منذ بداية العدوان، بالإضافة إلى 13 مستشفى ميدانيا مجهزا بالكامل أنشأتها منظمات إغاثة دولية.

وزعم المسؤولون: "ستواصل إسرائيل السماح بدخول المعدات الطبية والأدوية إلى قطاع غزة وفقًا للقانون الدولي وبالتنسيق مع المجتمع الدولي، ".

ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، استشهد ما لا يقل عن 89 فلسطينيًا، منهم 31 مسعفًا، وجُرح 513 في غارات إسرائيلية على غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على غزة حتى الآن عن استشهاد 61,599 فلسطينيًا وإصابة 154,088 آخرين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وفي وقت سابق, تحذر منظمات أممية ومؤسسات محلية من أن استمرار الحصار ومنع المساعدات ينذران بوقوع وفيات جماعية بين الأطفال، وسط تدهور الأوضاع الصحية والمعيشية، وانهيار المنظومة الطبية بالكامل.