حذّر الخبير الإستراتيجي
الإسرائيلي أرييل كاهانا من تعزيز
مصر لتواجدها العسكري في المنطقة الحدودية، مدعيا أن الرئيس المصري عبد الفتاح
السيسي ينتهك اتفاقية السلام الموقعة بين
القاهرة وتل أبيب في سيناء.
ونشرت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، تقريرا للخبير كاهانا عن استمرار تسليح مصر في شبه جزيرة سيناء، زاعما أن العلاقات "المتذبذبة" بين إسرائيل ومصر تكشف أن القاهرة تخسر مليارات الدولارات بسبب هجمات الحوثيين، ومع ذلك فإن السيسي "لا ينطق بكلمة ضد أنصار الله"، على حد قوله، معتبرا أن هذا يعكس مكانته العالمية.
وقال كاهانا إن السيسي يغازل الصينيين وينتهك اتفاقية السلام في سيناء، زاعما وجود أنفاق لتهريب الأسلحة ومدارج للطائرات الحربية، وحذر أجهزة الأمن الإسرائيلية من خطورة الوضع، قائلا: "تجهيزات مصر ليست على رادار الاهتمام الكافي في
تل أبيب".
وبالتزامن، ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن رئيس الاحتلال بنيامين نتنياهو وجه بعدم تنفيذ اتفاقية جديدة لتصدير الغاز الطبيعي إلى مصر إلا بموافقته، في خطوة جاءت على خلفية تقارير عن انتهاك القاهرة الملحق الأمني لمعاهدة السلام التي وقعتها مع تل أبيب في واشنطن في 26 آذار/ مارس 1979.
وفي السياق ذاته، تساءل موقع JDN الإخباري الإسرائيلي، المحسوب على اليمين المتشدد، في تقرير له: "هل الجيش الإسرائيلي مستعد لاحتمالية قيام المصريين بعملية عسكرية واسعة في النقب؟ ولماذا لا يوجد أي رد في مواجهة ما وصفه بانتهاكات اتفاقية السلام؟ ومن هو حليف إسرائيل الذي يقف بجانب المصريين؟".
وأورد الموقع مزاعمه بأن مصر تهيئ الأرضية لحرب مع إسرائيل، إذ يضاعف الجيش المصري قواته في سيناء التي تجاوزت 80 ألف مقاتل، ويطور قدراته ضد إسرائيل، مشيرا إلى أن معظم التحركات المصرية "تخالف اتفاقية السلام".
وفي هذا الإطار، كشف المحلل الإسرائيلي بن تسيون ميكلس عن صور أقمار صناعية وصفها بـ"المقلقة"، قال إنها تُظهر بناء مصر شبكة أنفاق جديدة في سيناء خلال الأشهر الأخيرة، قرب محطة رادار كبيرة أقيمت هناك عام 2019.
كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية كان 11 عن كاهانا قوله في برنامج "هذا الصباح" إن "مصر ليست في حالة سلام بارد بل في حرب باردة مع إسرائيل"، مضيفا: "ما دامت مصر لم تُغير مسارها، يجب حظر بيع المزيد من الغاز لها، ويجب أن نستعد للوضع الجديد الذي نواجهه".
ووفق تقارير إسرائيلية مزعومة أوردها موقع JDN، تمتلك مصر أكثر من ثلاث فرق مدرعة في سيناء، بينما على الجانب الإسرائيلي لا توجد سوى بضع عشرات من الدبابات. وأضافت أن القاهرة ضاعفت في السنوات الأخيرة عدد قواتها في سيناء أربع مرات، وبنت مطارات وميناء عسكريا، إلى جانب حفر أنفاق ومخابئ ضخمة لتخزين الأسلحة.
وفي وقت سابق، كشف مصدر عسكري رفيع لصحيفة ميدل إيست آي أن الجيش المصري رفع مستوى انتشاره في شمال سيناء إلى درجة غير مسبوقة منذ سنوات، في ظل تنامي المخاوف من أن يؤدي مخطط إسرائيل لاحتلال قطاع غزة إلى دفع الفلسطينيين نحو الحدود المصرية.
وقال المصدر إن عشرات الآلاف من الجنود باتوا يتمركزون في شمال سيناء، أي ما يقارب ضعف العدد المسموح به وفق معاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979، مؤكدا أن هذه التعبئة جاءت “بأوامر مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، عقب اجتماع مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومجلس الأمن القومي”.
وحافظت القاهرة على علاقات وثيقة مع تل أبيب منذ توقيع اتفاقية السلام عام 1979، بما يشمل التعاون الأمني والاقتصادي. وتشمل هذه العلاقات استيراد الغاز الإسرائيلي وتصديره إلى أوروبا، فضلاً عن اتفاقيات المناطق الصناعية المؤهلة (QIZ). غير أن الحرب الجارية دفعت بالعلاقات الثنائية إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، خصوصاً بعد سيطرة إسرائيل على “ممر فيلادلفيا” الحدودي في مايو 2024، وهو ما تعتبره مصر خرقاً لمعاهدة السلام، بينما تصفه إسرائيل بأنه إجراء أمني لمنع تهريب السلاح.