نشرت صحيفة
"
نيزافيسيمايا" الروسية تقريرا يتناول تلميح الرئيس الأوكراني فولوديمير
زيلينسكي إلى إمكانية تطبيق "
النموذج الكوري" لإنهاء الحرب الأوكرانية
الروسية.
وقالت الصحيفة
في تقرير للكاتبة "
ناتاليا بريخودكو"، والذي ترجمته "عربي21"،
إن: "النموذج الكوري" يعني إنهاء الحرب دون توقيع أي معاهدة سلام رسمية،
وبالتالي عدم الاعتراف قانونيا بالأراضي التي فقدتها أوكرانيا خلال الحرب"
ونقلت الصحيفة
عن زيلينكسي قوله:" إن حجم التهديدات الراهنة يختلف جذرياً عن السيناريو
الكوري، محذراً من احتمال استخدام موسكو الأراضي الأوكرانية كمنصة لمهاجمة أوروبا".
وبحسب الصحيفة،
فإن
روسيا تعتبر أي خيار لتجميد مؤقت للأعمال القتالية أمراغير مقبول، بينما
يواصل المسؤولون في كييف طرح مقاربات جديدة لتأكيد ما يرونه دليلاً على عدم
استعداد موسكو للتسوية السلمية، في محاولة لإقناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب
بتعنت روسيا.
تصريحات
زيلينسكي
كان الرئيس
الأوكراني قد أكد في مقابلة مع مجلة "لوبوان" الفرنسية نُشرت الخميس، أن
النزاع العسكري مع روسيا قد ينتهي وفق "النموذج الكوري"، أي من دون
توقيع معاهدة سلام بين الطرفين، وهو ما يعني عملياً عدم الاعتراف قانونيا بالأراضي
التي ضمتها موسكو مؤخرا.
وأوضح
زيلينسكي أن هذه الصيغة، رغم ما قد تحمله من جدوى اقتصادية، إلا أنها ليست مناسبة
لبلاده من الناحية الأمنية، حيث لفت إلى أن كوريا الجنوبية - رغم ازدهارها
الاقتصادي بدعم الولايات المتحدة - لا تتمتع بحماية كاملة من تهديدات جارتها كوريا
الشمالية التي يبلغ عدد سكانها نحو 20 مليون نسمة، بينما يبدو "حجم التهديد
أكبر بكثير" على أوكرانيا، من جارتها روسيا التي يبلغ عدد سكانها 140 مليوناً
وأضاف زيلينسكي
أن موسكو تستفيد من الأراضي الجديدة التي سيطرت عليها، مؤكدا أن هذا الوضع لن
يتغير إلا إذا أظهرت الدول الأوروبية مزيداً من الحزم، مع ضرورة أخذ عامل التطور
التكنولوجي في الاعتبار، ولا سيما في مجال إنتاج الأسلحة الجديدة.
وأوردت
الصحيفة أن هذه التصريحات صدرت قبيل انعقاد اجتماع جديد لـ"تحالف
الراغبين" في باريس يوم الخميس، بمشاركة دول أوروبية أعلنت استعدادها لمواصلة
دعم كييف، بما في ذلك إرسال قوات عسكرية إلى الأراضي الأوكرانية بعد انتهاء النزاع
الحالي.
ووفقا لصحيفة
"التلغراف"، فإن تجميد الصراع على الطريقة الكورية قد يكون حلاً مناسباً
لأوكرانيا في ظل عدم استعداد الولايات المتحدة وأوروبا لتزويدها لوجستيا بما يكفي
لتحقيق النصر ميدانيا، لكن الصحيفة
البريطانية لفتت إلى أن مثل هذا السيناريو قد يفضي إلى "خاتمة ألمانية"،
حيث إن وقف القتال مؤقتاً دون اعتراف قانوني بخسارة الأراضي، قد يمنح كييف فرصة
لتعزيز جيشها واقتصادها، مع إمكانية استعادة المناطق المفقودة في المستقبل.
مطالبة بدعم
أكبر
من جانبه، أكد
ميخائيل بودولياك، مستشار الرئاسة الأوكرانية
يوم الخميس، إمكانية النظر في خيار تجميد العمليات القتالية على خط الجبهة
كأحد السيناريوهات المحتملة لإنهاء النزاع، غير أن مواقفه، بخلاف تصريحات الرئيس
فولوديمير زيلينسكي الموجَّهة أساساً إلى القادة الأوروبيين، جاءت هذه المرة موجهة
إلى واشنطن، بحسب نيزافيسيمايا.
وقد دعا
بودولياك صناع القرار في الولايات المتحدة إلى استخلاص العبر من قمة منظمة شنغهاي
للتعاون التي عُقدت مؤخرا في تيانجين، ومن العرض العسكري الذي أقيم في بكين
بمناسبة الذكرى الـ80 للانتصار في الحرب العالمية الثانية، حيث رأى في تلك
الفعاليات مؤشرا على إعادة تشكيل النظام العالمي، قائلا: "إذا أرادت
الولايات المتحدة ألا يبدو هذا التحول موجهاً ضدها، فعليها أن تستثمر في أوكرانيا،
وأن تستثمر في إنهاء النزاع بشكل عادل نسبياً، بصورة لا تحصل فيها روسيا على أي
مكاسب أو امتيازات".
رفض روسي
لتجميد الصراع
وبينت الصحيفة، أن المواقف الروسية تُظهر أن موسكو تسعى إلى معالجة جذرية للوضع الذي أفضى إلى
هذه المواجهة العسكرية المستمرة منذ شباط/ فبراير 2022، بما في ذلك الإصرار على
حياد أوكرانيا وعدم انضمامها للتحالفات العسكرية وضمان نزع سلاحها.
ونقلت الصحيفة
عن الخبير في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية، أوليغ نيمنسكي، قوله: "أي
خيار لتجميد مؤقت للعمليات القتالية يبقى غير مقبول بالنسبة لموسكو، لأنه يحول دون
تحقيق أهدافها، خصوصاً تلك المتعلقة بضمان أمنها، وفي الوقت نفسه يمنح كييف فرصة
لاسترجاع أنفاسها وتعزيز قدراتها العسكرية".
وتابع نيمنسكي: "استمرار الأسباب الجوهرية
للنزاع وتفاقمها سيجعل استئناف القتال لاحقاً أمراً محتوماً، وهو ما لا تريده
روسيا بطبيعة الحال"، وأضاف أن "النموذج الكوري" لا ينطبق عملياً
على الواقع الحالي، لأن موسكو تعمل على إعادة ترتيب الوضع في الأراضي التي ضمتها
وفق النمط الروسي، وليس وفق النموذج الكوري الشمالي.