صحافة إسرائيلية

تحذير إسرائيلي: الاستعداد العسكري لاقتحام غزة يقابله انتكاسات داخلية وخارجية

صحيفة إسرائيلية: حرب غزة تتحول إلى "فيتنام جديدة" وتستنزف الجيش والمجتمع- جيتي
ذكرت كاتبة إسرائيلية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"٬ أن الحكومة منشغلة في جبهة غزة، وتدير ظهرها لأخطار حقيقية فعلية، منها الوضع الداخلي المتأزم، ومخاوف تجدد الهجوم الإيراني.

وقالت  ميراف باتيتو٬ إن جبهة غزة تعتبر تلك "الذبابة" التي تنشغل بها "إسرائيل"٬ فيما تقلل من خطر "جبهة وحيد القرن الإيراني، حيث تتدرب إيران على سباق قاتل آخر نحو السلاح النووي الذي طال انتظاره، والنتيجة أن الحروب شيء سيء".

وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أن "حرب غزة المستمرة منذ عامين تتطور بسرعة لما يشبه حرب فيتنام التي استمرت 20 عامًا، وبات معروفا أن التورط العسكري في وحلها يعتبر أمرًا خطيرًا على الجنود في الميدان، الأمر الذي يستدعي الدعوة للتخلص من الأوهام بعد 700 يوم من المعاناة، مع أن غزة ليست وحيدة في هذه النماذج، فهناك الكثير من الأمثلة الأخرى، لأن معظم الحروب التي حققت نتيجة واضحة في المائة عام الماضية، كانت قصيرة نسبيًا، واستمرت من شهر إلى عام".

وأشارت إلى أن "حجم الإقبال من جنود الاحتياط على تلبية طلبات الاستدعاء الجديدة لاقتحام غزة تكشف حجم التردد الذي يتسلل بهدوء لأعماق مكتب زامير، لأنه بعد ثلاث جولات سابقة من الخدمة الاحتياطية، يفضلون الخيار المتمثل في البقاء في المنزل مع الأبناء، أما التصريحات التي يكررها باقي القادة، فإنها تثير مزاعم بالتلاعب بنسب الإبلاغ، وتجاهل استنزاف المجندين، لأن جميعهم ضعفوا".

وأوضحت أن "الاستعداد لمواجهة في غزة تحصل بينما الدولة تخوض حربا داخلية ليست أقل خطورة من الخارجية، فالمستشارة القضائية تخوض معركةً ضد عصابة ناهبي الدولة، وقضاة المحكمة العليا سئموا من صراع العقول مع ممثلي السلطة التنفيذية، ويدعون أن يتخلى أحدهم عن دوره، ورئيس أركان يقف مكتوف الأيدي، ورئيس شاباك استقال وتحمّل المسؤولية فقط ليتمكن رئيس الوزراء من تخصيص بعض الوقت لنفسه ولعائلته ليقرر من يستحق خدمته، ووزير دفاع ذي نظرة يائسة، ومراقب دولة يعرقل عمل لجنة تحقيق حكومية".

وكشفت أن "وزارة الصحة نشرت دراسة جديدة تُعرّف واحدًا من كل ثلاثة إسرائيليين بأنه معرض لخطر الإصابة بالقلق أو الاكتئاب نتيجة للحرب، وهي زيادة تُقارب الضعف مقارنة بالفترة التي سبقت السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وطالما أن الحكومة لا تُقدم خدمات الصحة النفسية الكافية، والنظام ينهار، فمن الصعب توقع أن يُعيد الاسرائيليون تأهيل أنفسهم، لأنه يُضر بجيوبهم واقتصادهم، بعيدا عن استحضار أمثلة من عالم التكنولوجيا الفائقة والصناعات العسكرية، فالمسألة أكثر تعقيدًا من ذلك".

وأضافت أن "الدولة التي تتجهز لخوض حرب جديدة في غزة وصلت تكلفة المعيشة فيها إلى مرحلة سخيفة، حيث تُمول أموال الإسرائيليين المزيد من القنابل أكثر من أي وقت مضى، ويتم تخفيض الميزانية السنوية للوزارات التي لا تُحدث فوضى ودمارًا في غزة مرارًا وتكرارًا، ويزداد الانخفاض في بورصة تل أبيب سوءًا لأننا قد ندخل غزة مرة أخرى قريبًا، ولا يُمكن التنبؤ بما سيحدث في الأسابيع المقبلة، بعد أن شهد تصنيفنا الائتماني العالمي أيامًا أفضل بكثير".

وأكدت أن "هذه أثمان اقتصادية باهظة للجنود الاحتياطيين الذين يمتلكون شركات صغيرة وكبيرة، والموظفين الذين تم فصلهم من العمل لعدة أشهر، وهم يدفعون هذا الثمن، إضافة للثمن الشخصي، لأنه يدمّر النظام التعليمي، كما أن فكرة تدريب الجنود في غزة لتأمين آخرين، بينما يهدمون مبنى آخر، ويخترقون نفقًا آخر، هي فخ كاذب".

وأشارت إلى أن "هذه الاستعدادات العسكرية لاقتحام غزة يقابلها اشمئزاز الدول الغربية تجاه الاسرائيليين، وهو النادي الذي يتوقون للانضمام إليه، لكنه لم يعد يريدهم، ورؤساء الدول يتراجعون دبلوماسيًا عن الوعود التي قطعوها لهم في بداية الحرب، وغالبًا ما يتجاهلون معاداة السامية العنيفة التي تشتعل في شوارعهم، فضلا عن كون الاسرائيليين أنفسهم يفقدون الإيمان بالإنسان، بالشعب، بالطريق المشترك، بالتماسك المدني، وبقدرتهم على إعادة البناء في السنوات القادمة".

وختمت بالقول إنه "ما دامت الحرب في غزة مستمرة مع خيارات لا حصر لها للتمديد، فإن الموارد التي ستُخصص لمداواة جراحات الإسرائيليين ستتضاءل، لأنهم يسعون لوصول ذلك اليوم الذي سينتهي فيه هذا الكابوس قريبًا، ويعود المخطوفون صفقة شاملة مقابل إنهاء الحرب، وجميع الجنود يعودون لبيوتهم سالمين".