سياسة دولية

سفير الاحتلال في باريس يهدد "أسطول الصمود": "أتمنى لهم الحظ للبقاء أحياء"

أسطول الصمود العالمي المتّجه نحو قطاع غزة- عربي21
أثار سفير دولة الاحتلال الإسرائيلي لدى باريس، جوشوا زاركا٬ جدلا واسعا في فرنسا، عقب تعليقه الذي وُصف بـ"الاستفزازي" على "أسطول الصمود العالمي" المتّجه نحو  قطاع غزة لكسر الحصار، حيث قال: "أتمنى للناشطين الحظ الوفير للبقاء على قيد الحياة".

وجاءت تصريحات زاركا، الأربعاء، خلال مشاركته في برنامج عبر إذاعة "راديو J"، التابعة للمجتمع اليهودي في باريس. وزعم خلالها أنّ: "اعتراف بعض الدول الأوروبية بدولة فلسطين: يشرعن حركة حماس".

وفي السياق نفسه، اعتبر أنّ: "أسطول الصمود" ليس سوى رحلة ترفيهية تحوّلت إلى عرض إعلامي"، واصفا في الوقت ذاته: السياسيين المشاركين فيه بكونهم "من الدرجة الثالثة يسعون للظهور الإعلامي"، وهو ما خلّف موجة انتقاد متسارعة.

إلى ذلك، لم يكتف زاركا بذلك، بل أشار  أيضا إلى: "صعوبة أحوال الطقس في البحر المتوسط خلال الخريف، وإمكانية اعتراض الأسطول من قبل قوات الاحتلال"، مضيفا بلهجة استهزاء: "أتمنى لهم حظا وفيرا للبقاء على قيد الحياة".


انتقادات فرنسية: "سفير الإبادة"
أثارت التصريحات انتقادات في فرنسا، حيث رد النائب توماس بورتيس، عن حزب "فرنسا الأبية"، الذي يشارك ثلاثة من أعضائه في الأسطول، قائلا: "سفير الإبادة الجماعية يهدّد المشاركين في الأسطول".

وطالب بورتيس عبر تدوينة في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" بـ"طرد سفير إسرائيل من باريس وإغلاق سفارة الحكومة الإرهابية".


أسطول من برشلونة إلى غزة
كان ما يناهز 20 سفينة قد انطلقت، الأحد الماضي، من ميناء برشلونة الإسباني، تبعتها أخرى فجر الاثنين الماضي، من ميناء جنوة الإيطالي، على أن تلتقي غدا الخميس، مع قافلة ثالثة من تونس قبل مواصلة الإبحار باتجاه غزة.

ويضم الأسطول عددا من المبادرات والمنظمات، منها اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، ومنظمة "صمود نوسانتارا" الماليزية.

تجدر الإشارة إلى أن قطاع غزة يخضع لحصار  الاحتلال الإسرائيلي الخانق منذ 18 عاما، فيما يعيش ما يُقدّر بـ1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون، بلا مأوى، بعد أن دمّرت حرب الإبادة الإسرائيلية منازلهم.

ومنذ 2 آذار/مارس الماضي، تغلق سلطات الاحتلال جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، ما أدخله في مجاعة غير مسبوقة، رغم تكدّس آلاف الشاحنات الإغاثية على حدوده. 

ورغم سماح الاحتلال بدخول كميات محدودة جدا الشهر الماضي، فإن المساعدات لا تغطي الحد الأدنى من الاحتياجات، حيث تتعرض معظم الشحنات لعمليات نهب من عصابات محلية تقول حكومة غزة إنها "مدعومة من دولة الاحتلال الإسرائيلي".

وبالتوازي مع الحصار، يواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 حرب إبادة مدعومة أمريكيا، أسفرت عن 63 ألف و633 شهيدا، و160 ألف و914 جريحا معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين، فيما أودت المجاعة بحياة 367 فلسطينيا بينهم 131 طفلا.