تستعد قوارب "أسطول الصمود العالمي
لكسر
الحصار عن
غزة" للانطلاق من تونس بعد يومين، في خطوة نضالية وإنسانية
يشارك فيها ناشطون وحقوقيون عرب وأجانب، من أجل نقل رسالة التضامن مع الشعب
الفلسطيني في ظل الحصار والمعاناة اليومية.
وفي تصريح خاص لـ
"عربي21"، وصف
الناشط الحقوقي أحمد ويحمان انطلاق الأسطول بأنه أكثر من مجرد رحلة بحرية، بل فعل
مقاومة أخلاقية وإنسانية ضد صمت العالم وتواطؤه مع حصار غزة، مؤكدًا أن الهدف ليس
فقط إيصال المساعدات، بل كسر الحصار الرمزي والإعلامي والضغط على القوى الدولية
لتحمل مسؤولياتها تجاه الفلسطينيين.
من جهته أكد الدكتور هاني سليمان، منسق
المبادرة الوطنية لكسر الحصار عن غزة، أنه وعلى الرغم "من تهديدات
الاحتلال
باعتقال المتضامنين على السفينة، أحرار العالم لن يتراجعوا ومصرون على إنجاز
مهمتهم"، مشيدًا بالدور البطولي للمشاركين في الرحلات السابقة وذكرى الشهداء
الذين فقدوا حياتهم في سبيل كسر الحصار، ومن بينهم المتطوعون الأتراك الذين
استشهدوا في "أسطول الحرية"، وكذلك المطران إيلاريون كبوجي، مطران القدس
في المنفى، ورموز أخرى من رواد الأسطول مثل نبيل حلاق وأبو محمد شكر والحاج كريم
روفي، والشيخين داود مصطفى وبلال العلايلي، إضافة إلى الإعلاميين والإعلاميات
الذين واكبوا تلك الرحلات.
ويستحضر ويحمان ذكريات المحطات السابقة
للحرية والمقاومة، حيث تحدث عن تجربته في تونس قبل أكثر من ثلاثة عقود، حين مُنع
من الدخول إلى البلاد ضمن قافلة مغاربية كانت متجهة إلى طرابلس احتجاجًا على حصار
ليبيا، وواجه المحتجون الاعتقال والمضايقات، قبل أن يضطروا لمواجهة عاصفة بحرية
كادت تودي بحياتهم.
وأوضح ويحمان أن تونس اليوم مختلفة، حيث
يُستقبل المشاركون في الأسطول رسميًا من قبل السلطات، في مشهد يعكس تحوّلًا كبيرًا
في وعي المجتمع ودوره في نصرة القضية الفلسطينية، معتبرًا أن "تونس الشعب
الذي قال كلمته في وجه الاستبداد، وتونس الأصوات الحية، يرفعون راية فلسطين
ويؤمنون بأن نصرة غزة ليست قضية وطنية فقط، بل شرف حضاري وإنساني".
وأضاف أن الهدف من المشاركة في أسطول الصمود
هو إرسال رسالة واضحة إلى العالم بأن غزة ليست وحدها، وأن فلسطين حيّة في ضمائر
الشعوب، مشددًا على أن "الصمت عن الحصار خيانة، والحياد مع الظالم انحياز له".
وختم ويحمان بالقول: "نبحر إلى غزة
وقلوبنا مفعمة بالوفاء لأرواح الشهداء والقادة الذين علمونا معنى الصمود والكرامة،
ونحيي كل من يناصر الحق الفلسطيني في العالم، من لاجئي المخيمات إلى المناضلين
والأمهات والصحفيين والشعراء، لأن غزة تستحق الحياة، وفلسطين تستحق النصر".
الأسطول من المقرر أن ينطلق بعد يومين من
تونس، في خطوة رمزية وعملية تعكس التضامن العربي والدولي مع قطاع غزة في ظل
استمرار الحصار الإسرائيلي، وتأتي ضمن سلسلة جهود شعبية ومؤسساتية لكسر الحصار
ورفع المعاناة عن الفلسطينيين.
وأمس الأحد، انطلقت نحو 20 سفينة ضمن
"أسطول الصمود العالمي"، من ميناء برشلونة الإسباني لكسر الحصار
الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة.
ويتكون الأسطول من اتحاد أسطول الحرية،
وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، ومنظمة "صمود نوسانتارا" الماليزية.
ويضم آلاف الناشطين من 44 دولة، ويخطط
للانطلاق من تونس الخميس المقبل، بعد انطلاقه من إسبانيا الأحد.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/
تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير
القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 63 ألفا و459
قتيلا، و160 ألفا و256 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف
مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 339 فلسطينيا بينهم 124 طفلا، حتى الأحد.ل
استمرار الحصار الإسرائيلي، وتأتي ضمن سلسلة جهود شعبية ومؤسساتية لكسر الحصار
ورفع المعاناة عن الفلسطينيين.