اعتقلت الشرطة البريطانية في إسكتلندا، الاثنين الماضي، الكاتب والسيناريست بول
لافرتي، المعروف بكونه كاتب نص فيلم المخرج الشهير كين لوتش "أنا، دانيال بليك"، وذلك بسبب ارتدائه قميصاً يحمل عبارة: "الإبادة الجماعية في
فلسطين، حان الوقت للعمل"، في إشارة إلى منظمة "بالستاين أكشن" المحظورة.
ووقع الاعتقال في العاصمة إدنبرة، أثناء احتجاجات ضد الدعم البريطاني للاحتلال الإسرائيلي في حربها على قطاع غزة. وأكد حساب رسمي يمثل المخرج كين لوتش وشركة إنتاجه "سيسكتين فيلمز" أن لافرتي (68 عاماً) محتجز حالياً في مركز شرطة سانت ليوناردز، "بذريعة دعمه لفلسطين".
وفي بيان، قالت شرطة إسكتلندا إن الرجل اعتقل بموجب قانون مكافحة الإرهاب لعام 2000، بتهمة إظهار الدعم لـ"منظمة محظورة"، في إشارة إلى جماعة "بالستاين أكشن".
وكانت السلطات البريطانية قد صنّفت هذه الجماعة، في تموز/يوليو الماضي، كمنظمة إرهابية، بعد قيامها بعمليات احتجاجية استهدفت قاعدة عسكرية ومنشآت مرتبطة بتصدير السلاح إلى الاحتلال الإسرائيلي.
وبموجب التشريعات البريطانية، فإن إبداء التعاطف أو الدعوة لدعم "بالستاين أكشن" يعد جريمة جنائية قد تصل عقوبتها إلى السجن 14 عاماً. وفي 11 آب/أغسطس الجاري، ألقت الشرطة القبض على أكثر من 500 شخص، معظمهم فوق سن الخمسين، لمجرد اتهامهم بدعم الحركة خلال احتجاجات رافضة للحظر. كما جرى توقيف عشرات آخرين في مدن بريطانية مختلفة خلال مظاهرات مشابهة.
وأثار قرار الحكومة البريطانية جدلاً واسعاً، إذ وصف فولكر تورك، المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، تصنيف "بالستاين أكشن" منظمة إرهابية بأنه "غير متناسب وغير ضروري".
وأكد أن القانون البريطاني يوسع تعريف الإرهاب ليشمل "إلحاق أضرار جسيمة بالممتلكات"، في حين أن المعايير الدولية تقصره على الجرائم التي تهدف إلى القتل أو الإصابة الخطيرة أو أخذ الرهائن بقصد ترهيب السكان أو الضغط على الحكومات.
ويرى حقوقيون أن الاعتقالات الأخيرة تعكس اتجاهاً متصاعداً لدى السلطات البريطانية نحو تقييد حرية التعبير والتظاهر، خصوصاً مع تنامي الحراك الشعبي المناصر لفلسطين منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في تشرين الأول/أكتوبر.