انتقد زعيم حزب العمال البريطاني الأسبق،
جيرمي كوربين، قيام الشرطة البريطانية باعتقال متظاهرين سلميين كانوا يرفعون
لافتات تضامنية مع غزة، معتبراً أن ذلك يمثل "إحدى أكثر اللحظات المخزية في
التاريخ القانوني البريطاني".
وقال كوربين، في تدوينة على منصة
"إكس" (تويتر سابقاً)، إن "
الفلسطينيين الجائعين يُقتلون في
الشوارع بالرصاص، بينما يُعتقل المحتجون السلميون لمجرد حملهم لافتات"،
مؤكداً أن "أي قدر من القمع لن يخفي الحقيقة".
وأضاف أن "الحكومة البريطانية متواطئة
في الإبادة الجماعية" بحق الشعب الفلسطيني، في إشارة إلى استمرار الدعم
السياسي والعسكري المقدم للاحتلال الإسرائيلي رغم جرائمه في غزة.
وتشهد مدن بريطانية منذ أشهر موجة احتجاجات
واسعة للمطالبة بوقف الحرب على غزة ورفع الحصار، وسط انتقادات متزايدة للحكومة
بسبب مواقفها الداعمة لإسرائيل والإجراءات الأمنية التي تستهدف الفعاليات المؤيدة
لفلسطين.
وتأتي تصريحات كوربين على خلفية حملة
اعتقالات واسعة شهدتها لندن أمس السبت، في أكبر احتجاج على قرار حظر منظمة "Palestine Action" منذ صدوره
الشهر الماضي، حيث أعلنت شرطة العاصمة البريطانية أنها أوقفت 532 شخصاً، معظمهم
بموجب المادة 13 من قانون مكافحة الإرهاب، بسبب رفعهم لافتات أو شعارات مؤيدة
للمجموعة.
وبحسب بيانات الشرطة، فإن نحو نصف المعتقلين
(49.9%) كانوا في سن الستين أو أكبر، بينهم ما يقرب من 100 شخص في السبعينيات و15
في الثمانينيات من العمر، فيما بلغ متوسط أعمار الموقوفين 54 عاماً. كما ضمت قائمة
المعتقلين شخصيات بارزة، منها المستشار الحكومي السابق السير جوناثون بوريت (75
عاماً)، والضابط البريطاني السابق كريس رومبرغ (75 عاماً)، إضافة إلى الشاعرة
الحائزة على جوائز أليس أوزوالد.
ورغم تأكيد الشرطة توفير مياه ومرافق صحية
للمحتجزين، أفاد بعض المشاركين بأن كبار السن تعرضوا لانتظار طويل تحت أشعة الشمس
قبل إتمام إجراءاتهم، فيما وصفت شخصيات بارزة مثل بوريت الحظر بأنه "إجراء
يائس وغير ملائم" يهدف إلى "قمع الأصوات المعارضة" لسياسة الحكومة
في غزة.
وكانت وزيرة الداخلية البريطانية، يفيت
كوبر، قد أعلنت الشهر الماضي تصنيف "Palestine Action" تنظيماً محظوراً بعد اتهامه بإلحاق أضرار
تقدر بملايين الجنيهات بمعدات عسكرية في قاعدة جوية، مؤكدة أن القرار جاء
"استناداً إلى نصائح أمنية قوية"، بينما يعتبره معارضون خطوة خطيرة
لتجريم التضامن مع فلسطين.