سياسة عربية

الأمم المتحدة: إعلان المجاعة رسميا في غزة لأول مرة

يواجه أكثر من نصف مليون شخص في قطاع غزة أوضاعا كارثية تتسم بالجوع والموت-جيتي
كشفت صحيفة تيلغراف البريطانية، أن المجاعة ستُعلَن رسميا في مدينة غزة للمرة الأولى من قبل الهيئة الدولية المسؤولة عن مراقبة الجوع في العالم، ومنذ تأسيس الهيئة عام 2004، لم تُعلَن المجاعة سوى أربع مرات فقط، كان آخرها في السودان العام الماضي.

أشارت الصحيفة إلى أن تصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكامل "IPC"، هي الجهة التي ستصدر الإعلان وهو نظام معترف به عالميا لتصنيف شدة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية،. 

وأوضحت، أن تصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكامل، حذّر  سابقا، من أن المجاعة وشيكة في بعض مناطق غزة، بالرغم من تجنبه إصدار إعلان رسمي بسبب نقص البيانات، غير أنه سيعلن الجمعة وقوع مجاعة في مدينة غزة، وهي آخر منطقة حضرية كبرى في القطاع ويقطنها نحو نصف مليون نسمة.

ويضم الـتصنيف نحو 21 منظمة شريكة، ويتوقع أن يواصل الأمن الغذائي في غزة التدهور بين منتصف آب/ أغسطس ونهاية أيلول/ سبتمبر، وجاء في تقريره "خلال هذه الفترة، من المتوقع أن يواجه نحو ثلث السكان أي قرابة 641 ألف شخص ظروفا كارثية، بينما سيرتفع عدد من هم في حالة طوارئ إلى 1.14 مليون".

ويشير التقرير إلى أن هذا يمثل "المرة الأولى التي تُؤكد فيها المجاعة رسميًا في منطقة الشرق الأوسط"، رغم أن المنطقة عانت أزمات جوع تاريخيا، وهي المرة الخامسة فقط التي يُعلن فيها الـIPC رسميا عن مجاعة، حيث كانت الحالات الأربع السابقة كلها في إفريقيا جنوب الصحراء.

ونوهت، أن الإعلان سيُثير غضب دولة الاحتلال الإسرائيلي التي نفت باستمرار وجود مجاعة في غزة، بينما تواصل عدونها على قطاع غزة المدمر، وقال رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس، إنه سيمنح الموافقة النهائية للسيطرة على المدينة، التي تُعد إحدى آخر معاقل حركة المقاومة الاسلامية حماس.

وبينت، أن إعلان حالة المجاعة، يجب استيفاء ثلاثة معايير صارمة: أن تعاني 20 بالمئة على الأقل من الأسر من نقص حاد في الغذاء، وأن يُصاب 30 بالمئة على الأقل من الأطفال بسوء تغذية حاد، وأن يموت شخصان على الأقل من كل 10 آلاف يوميا بسبب "المجاعة المباشرة".

و اطلعت الصحيفة على موجز مشترك مع منظماته الشريكة، أن الـتصنيف سيؤكد أن المجاعة تجري في "محافظة غزة"، التي تضم مدينة غزة وثلاث بلدات محيطة وعدة مخيمات لاجئين، بحسب  .

ويقول الموجز: "بعد 22 شهرا من الصراع المستمر، يواجه أكثر من نصف مليون شخص في قطاع غزة أوضاعا كارثية تتسم بالجوع والبؤس والموت".

وأضاف أن المجاعة من المتوقع أن تمتد إلى محافظتي دير البلح وخان يونس بحلول نهاية أيلول/ سبتمبر وفق التوقعات الحالية، كما أن 1.07 مليون شخص آخر "أي أكثر من نصف سكان غزة" يواجهون بالفعل مستويات "طارئة" من انعدام الأمن الغذائي، وهي ثاني أعلى درجة في المقياس.

وتواصلت صحيفة التليغراف مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي للتعليق، وواجه نتنياهو انتقادات دولية متزايدة بشأن الوضع في غزة، فيما أعلن الاحتلال سابقا، عن إجراءات للسماح بدخول مزيد من المساعدات. وأكد نتنياهو أن "مئات الشاحنات" سُمح لها بالدخول، مضيفًا أنه لو كانت إسرائيل تنفذ "سياسة تجويع" "لما بقي أحد على قيد الحياة في غزة بعد عامين من الحرب".

وأشار نتنياهو إلى صور مقلقة لإسرائيلي يُدعى إفياتار دافيد (24 عامًا) ظهر شديد النحافة في تسجيل مصور بثته المقاومة الفلسطينية، وقال: "الوحيدون الذين يتعمدون تجويعهم في غزة هم رهائننا". وتعهد الخميس باحتلال كل مدينة غزة، ومن المتوقع أن تبدأ العملية العسكرية الواسعة خلال أيام، فيما بدأت بالفعل عمليات تمهيدية في المنطقة.

وفي وقت سابق، أصدرت حكومة الاحتلال أوامر استدعاء لـ60 ألفا من جنود الاحتياط في جيش الاحتلال استعدادا للهجوم الشامل على قطاع غزة المدمر.

وتشير الصحيفة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ثبت موطئ قدم له على مشارف المدينة بعد أيام من القصف المكثف، بينما يفر الفلسطينيون بأعداد كبيرة من المنطقة.

ووتواجه حكومة الاحتلال الإسرائيلي ضغوطًا شديدة للسماح بدخول مزيد من الغذاء إلى غزة وسط انتقادات دولية بشأن حصارها للمساعدات.

وقالت وزارة الصحة في غزة، الخميس، إن 271 شخصًا لقوا حتفهم حتى الآن بسبب المجاعة، بينهم 112 طفلًا، وأكثر من نصف هذا العدد خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة فقط، ويبلغ إجمالي عدد الشهداء الفلسطينيين جراء الحرب المستمرة منذ 22 شهرًا 62,192، وفق أرقام الوزارة.

ودافع نتنياهو الشهر الماضي عن تعامل إسرائيل مع الكارثة الإنسانية في القطاع، مدعيًا أنه "لا يوجد جوع في غزة". وقال: "نُمكّن المساعدات الإنسانية من دخول غزة طوال فترة الحرب وإلا لما وُجد غزيون".

وبالتزامن، وقّع وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، بيانًا يتهم دولة الاحتلال الإسرائيلية بانتهاك القانون الدولي بسبب خططها للمضي قدما في بناء مستوطنة غير قانونية ستقسم الضفة الغربية المحتلة، ومنذ أن أعلن كير ستارمر اعتراف بريطانيا بدولة فلسطينية في أيلول/ سبتمبر، تشهد العلاقات بين الحكومتين توترا متزايدا.

وقالت قوات الاحتلال الإسرائيلي الخميس إنها حذرت مسؤولين طبيين ومنظمات دولية للاستعداد لعملية إجلاء سكان غزة من المدينة قبل الهجوم البري لاحتلالها، وأُبلغ المسؤولون أن "تعديلات" تُجرى في مستشفيات جنوب غزة لاستقبال المرضى، بحسب البيان.