اعتبرت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن
غزة
أن إعلان الأمم المتحدة تفشي المجاعة في قطاع غزة يمثل حدثًا تاريخيًا مأساويًا
وإدانة صريحة للاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أن ما يجري هو جريمة حرب مكتملة الأركان
وجريمة إبادة جماعية ممنهجة تُرتكب أمام أنظار العالم.
وأعلنت أربع من كبريات الوكالات الأممية في
جنيف، هي: منظمة الصحة العالمية، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)،
وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، أن أكثر من نصف مليون
إنسان في غزة يواجهون المجاعة القاتلة، محذرين من أن الوضع تجاوز الخطوط الحمراء
ووصل إلى مرحلة كارثية تهدد بقاء السكان.
وقال رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن
غزة، زاهر بيراوي، في تصريح صحفي: "إن هذه
الشهادة الدولية تمثل إدانة واضحة لسياسات
الاحتلال الذي يستخدم
التجويع كسلاح حرب
وإبادة جماعية بحق أكثر من مليوني إنسان في غزة. الاحتلال لم يكتف بالتجويع، بل
أقام كمائن الموت للباحثين عن لقمة تسد رمقهم، في مشهد يُندى له جبين الإنسانية."
مطالب عاجلة
وأكدت اللجنة أن استمرار الحصار والعدوان
يفرض على المجتمع الدولي مسؤوليات عاجلة، داعيةً إلى: وقف الحرب الإسرائيلية
فورًا بقرار ملزم من الأمم المتحدة ومجلس الأمن، رفع الحصار المفروض على قطاع غزة
بالكامل، فتح جميع المعابر دون قيود أو شروط لإدخال الغذاء والدواء والماء والوقود
بشكل عاجل ومستمر، محاسبة دولة الاحتلال أمام المحاكم الدولية على جريمة التجويع
الممنهج باعتبارها جريمة حرب وجريمة إبادة جماعية.
ونقلت اللجنة في تقريرها نداء منسق الأمم
المتحدة للإغاثة الطارئة، الذي خاطب سلطات الاحتلال قائلاً: "كفى. أوقفوا
إطلاق النار. افتحوا المعابر بالشمال والجنوب، كل المعابر. دعونا نُدخل الطعام
والإمدادات الأخرى على نطاق واسع وبدون عوائق. لقد فات الأوان بالنسبة للكثيرين،
ولكن ليس للجميع. كفى من أجل الإنسانية، اسمحوا لنا بالدخول."
وفي سياق متصل، دعت اللجنة جماهير العالم
الحر إلى المشاركة في اليوم العالمي للتضامن مع غزة يوم السبت 6 أيلول/سبتمبر،
الذي دعا إليه "التحالف العالمي من أجل
فلسطين"، مؤكدة أن التضامن
الشعبي العالمي هو أحد السبل الفاعلة للضغط على الاحتلال.
كما جددت اللجنة دعمها الكامل لمشاريع تحالف
أسطول الحرية وموجات كسر الحصار، وأعلنت مساندتها لانطلاق أسطول الصمود مطلع
سبتمبر القادم نحو غزة، موجهة التحية لأحرار العالم المشاركين فيه.
وشددت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة
على أن التنسيق والتكامل بين كافة القوى الإنسانية والحقوقية والشعبية أصبح ضرورة
ملحّة من أجل وقف المجاعة وإنقاذ حياة المدنيين، مؤكدة أن استمرار استخدام التجويع
كسلاح حرب يمثل "وصمة عار في جبين الإنسانية جمعاء".
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/
تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير
القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفا و192 شهيدا،
و157 ألفا و114 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف
مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 271 شخصا، بينهم 112 طفلا.