حقوق وحريات

بريطانيا تبدأ أول عملية لإجلاء أطفال مرضى من غزة لتلقي العلاج

أكثر من 62 ألف شخص فقدوا حياتهم منذ بدء العدوان الإسرائيلي- جيتي
تستعد الحكومة البريطانية لإجلاء دفعة من الأطفال الفلسطينيين المصابين بأمراض وإصابات خطيرة من قطاع غزة إلى المملكة المتحدة، في خطوة وصفت بأنها الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب في تشرين الأول / أكتوبر الماضي.

ووفق مصادر رسمية بريطانية كشفت شبكة "بي بي سى"، أنه من المقرر أن تضم المجموعة الأولى ما بين 30 و50 طفلا، سيتم اختيارهم بناء على احتياجاتهم الطبية العاجلة، على أن يخضعوا للرعاية داخل مستشفيات الخدمة الصحية الوطنية (NHS).

ومن المقرر أن تشارك وزارات الخارجية والداخلية والصحة البريطانية في الإشراف على العملية، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية التي تتولى تنسيق ترتيبات السفر والموافقات الأمنية.

وقالت الحكومة في بيان سابق إن "الأولوية ستعطى للأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية متخصصة منقذة للحياة"، موضحة أن عملية الإجلاء ستتم عبر دولة ثالثة يجري تحديدها، حيث سيجري تسجيل بيانات الأطفال ومرافقيهم قبل وصولهم إلى بريطانيا.

وجاء التحرك البريطاني بعد ضغوط سياسية متزايدة إذ وقع 96 نائبا من مختلف الأحزاب خطابا إلى الحكومة طالبوا فيه بـ"إجلاء عاجل" للأطفال المرضى من غزة، محذرين من أن انهيار النظام الصحي في القطاع يعرّض حياة الآلاف لخطر الموت الوشيك.

وكانت بعض المبادرات الأهلية مثل منظمة "مشروع الأمل النقي" (PPH) قد نجحت في نقل أطفال مصابين إلى بريطانيا في الأشهر الماضية، لكن هذه المرة تمثل أول عملية إجلاء رسمية تحت إشراف حكومي مباشر.

ويتوقع أن تشمل التغطية العلاجية في بريطانيا جميع جوانب الرعاية، من العمليات الطبية المعقدة والدعم النفسي إلى توفير السكن والمعيشة للأطفال وأفراد أسرهم المرافقين، ومع صعوبة عودة بعض المرضى إلى غزة بعد انتهاء العلاج، تشير تقارير إلى احتمال لجوء بعضهم إلى طلب الحماية داخل المملكة المتحدة.

وتأتي هذه التطورات في ظل تقارير أممية قاتمة؛ إذ حذرت منظمة يونيسيف من أن أكثر من 50 ألف طفل استشهدوا أو أُصيبوا منذ اندلاع الحرب، فيما أعلنت الأمم المتحدة الجمعة حدوث مجاعة رسميا في غزة.

وأكد وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 60 ألف شخص فقدوا حياتهم منذ بدء العدوان الإسرائيلي في حين يشدد الاحتلال الإسرائيلي على أنها لا تفرض قيودا على دخول المساعدات، متهمة وكالات الأمم المتحدة بالتقصير في إيصالها.

ومع تشكيل فريق عمل بريطاني مشترك بين الأحزاب مطلع آب / أغسطس لتسريع عمليات الإجلاء، تبدو الخطوة الحالية تمهيدا لإطلاق برنامج أوسع قد يشمل دفعات لاحقة من الأطفال، في مسعى لمواجهة واحدة من أعقد الأزمات الإنسانية في العالم اليوم.