شهدت الساحة
السياسية والإعلامية الإسرائيلية، ردود فعل غاضبة، على اقتحام وزير الأمن القومي لدولة الاحتلال الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، لزنزانة الأسير الفلسطيني
مروان البرغوثي، وتهديده، باعتبار أنّ ما حصل هو إخفاق
جديد يضاف للاحتلال.
المدير السابق لمركز المعلومات الوطني، ومؤلف كتاب "11 يومًا في
غزة"، غادي عزرا، اعترف بأنّ: "اقتحام بن غفير لزنزانة مروان البرغوثي، مثالٌ كلاسيكي
على انكسار الحملة الدعائية، فالأخير ليس أسيراً فحسب، بل هو الشخصية المُفضّلة
لدى الفلسطينيين لخلافة أبو مازن، وتوضح نتائج المعهد الفلسطيني للبحوث السياسية
والمسحية " PCPSR " في أيار/ مايو من هذا العام ذلك جليًا".
60 في المائة سيصوتون لصالح البرغوثي
عندما سأل 64
في المائة ممّن سيُصوّتون في الانتخابات لو أُجريت، أجاب نصفهم سيُصوّتون للبرغوثي رئيسًا، و35 في المائة فقط منهم سيُصوّتون لخالد مشعل، زعيم حركة حماس، بينما 11 في
المائة فقط لأبو مازن، وفي حال تنافس البرغوثي ومشعل، فسيحصل الأول على 60 في
المائة من الأصوات.
وأضاف في مقال
نشرته صحيفة
"يديعوت أحرونوت" العبرية، وترجمته "عربي21" أنّ: "نتائج
ذات الاستطلاع كشفت أن عدم مشاركة البرغوثي في الانتخابات، سيُقلّل من نسبة مشاركة
الفلسطينيين فيها بنحو 20 في المائة، ولعل هذا ما يفسر موجة التعاطف الفلسطينية
معه عقب اقتحام بن غفير لزنزانته الانفرادية، وبينما جاء لتحقيق هدف ما، فقد خرج
الحدث بنتائج عكسية ضد المصلحة الإسرائيلية".
الاقتحام عزّز صورة البرغوثي وحماس
أوضح أن
"المعطيات الناجمة عن هذا الاقتحام تمثلت بتعزيز صورة البرغوثي بين
الفلسطينيين، وهي نتيجةً حتميةً متوقعة، وفي الوقت ذاته جاءت مساهمة الاقتحام في
غير صالح الاسرائيليين، بل تسبّب بضرر مُحتمل قد يلحق بالأسرى في غزة، بل إنه في
جميع أنحاء العالم، ساهم هذا الحدث بتقبّل رواية حماس عن
المظلوم "الفلسطيني" في مواجهة "الظالم "الإسرائيلي".
وأشار إلى أن:
"اقتحام زنزانة البرغوثي عبّد الطريق لموجة انتقادات في وسائل الإعلام
الدولية، المُتحيزة أصلًا ضد الاحتلال، لأن محاولة ابن غفير إبراز قوة مُفرطة
للداخل الاسرائيلي أضرّت بالاحتلال بشكل كبير، مع العلم أن توقيت الحدث لا يقل
أهمية عن رسالته، لأنها أتت في الوقت غير المناسب، بل يمكن القول إنه جاء سيئاً،
لأن مقطع الفيديو والصورة المشوهة للبرغوثي لم تدعمه فحسب، بل أتت على خلفية موجة
من الاعتراف العالمي بالدولة الفلسطينية، وتزايد العزلة السياسية للاحتلال
ومواطنيه".
وختم بالقول
إن: "حادثة اقتحام زنزانة البرغوثي من قبل ابن غفير شكّلت في نظر الكثيرين في
المجتمع الدولي، إضافة نوعية إلى رواية الدولة الفلسطينية، ولا عجب أن نرى قريبًا
مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين تحمل صورة البرغوثي "القائد الأسير"، وفي هذه
الحالة على الاحتلال تحمّل الأضرار الجسيمة المترتبة على هذا الحدث، وبدلًا من خلق
قناة سياسية بالتوازي مع القتال في غزة، فقد تعرض لهجمة دعائية واسعة".
وفي الـ15 من
أب/ أغسطس، اقتحم وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير زنزانة الأسير الفلسطيني
مروان البرغوثي، حيث ظهر وهو يهدد البرغوثي بالقول:" سنمحو كل من يعبث مع إسرائيل،
إنكم لن تنتصروا".
ويقضي البرغوثي المسجون منذ عام 2004، خمسة أحكام بالسجن المؤبد, ويُعدّ من أبرز الأسماء التي تطالب حركة "حماس" بإطلاق
سراحها ضمن أي صفقة تبادل أسرى شاملة، إلا أنّ دولة الاحتلال الإسرائيلي قد استبعدت الإفراج عنه في
صفقات سابقة، آخرها قبل نحو ستة أشهر.