قال مدير الأخبار في قناة
الجزيرة الإنجليزية، صلاح نجم، إن "هذا هو الوقت الذي ينبغي فيه أن يقف الصحفيون حول العالم صفاً واحداً للدفاع عن حقهم في جمع الحقيقة من الميدان، وحماية أنفسهم من الاستبداد والجرائم المرتكبة ضدهم"، وذلك تعليقاً على الغارة الإسرائيلية التي أسفرت عن استشهاد عدد من الصحفيين في
غزة، بينهم مراسلي الجزيرة أنس
الشريف ومحمد قريقع.
وأضاف نجم في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، أن "صحفيو غزة عملوا لعامين في ظروف شديدة الصعوبة، يخاطرون بحياتهم من أجل غاية واحدة وهي نقل حقيقة ما يجري في غزة إلى العالم الخارجي".
وتابع: "مراسلونا استشهدوا وهم يقومون بعملهم، وذلك بعد ساعات قليلة من تهديد أطلقه رئيس وزراء
الاحتلال بنيامين نتنياهو، مساء أمس، قبل مقتلهم مباشرة. نتنياهو، وعندما سُئل عن سبب منعه الصحفيين الدوليين من دخول غزة، وعد بتأمينهم، لكنه ضمن سلامتهم بقتل خمسة منهم".
وردّ نجم على اتهامات الاحتلال بأن أنس الشريف ينتمي إلى حركة "حماس"، قائلاً: "هذه أسهل تهمة جاهزة لدى الحكومة الإسرائيلية ضد أي طرف لا يتماشى مع روايتها وخططها لغزة وغيرها. إنها حكومة تكذب بلا توقف، وقد أثبتت منظمات دولية وشهود ودول زيف رواياتها على مدار هذه الحرب".
وأوضح أن الغارة استهدفت الطاقم بينما كان بالقرب من مستشفى الشفاء في غزة، وهو موقع معروف يتردد عليه الصحفيون لإجراء مقابلات مباشرة أو جمع المعلومات. وقال: "وجودهم في ذلك المكان لم يكن سرياً، والجميع يعلم أن الصحفيين يتواجدون هناك".
وأشار نجم إلى أن "كل صحفي في غزة يكتب وصيته يومياً، لأن لا أحد آمن، سواء كان صحفياً أو مواطناً عادياً. لقد قُتل نحو 60 ألف شخص، ويُستشهد يومياً ما بين 50 و100 إنسان برصاص أو قصف إسرائيلي".
وفي ما يخص توقيت الاستهداف، ربط نجم الأمر بخطط نتنياهو المعلنة قبل ساعات من الغارة، موضحاً: "تحدث نتنياهو عن تسوية غزة بالأرض، ونقل قرابة مليون من سكانها إلى معسكرات اعتقال في الجنوب تحت مسمى (الإخلاء الطوعي)، وهو في الحقيقة تهجير قسري. ما جرى هو قتل لحامل الرسالة ومحاولة لمحو أي شاهد على الإبادة الجماعية التي وثّقتها منظمات محلية ودولية".
وبحسب قناة الجزيرة، فقد اغتالت قوات الاحتلال، عبر استهدافات مباشرة، 11 من كوادرها في غزة منذ بدء العدوان قبل 22 شهراً، في إطار مساعٍ حثيثة لفرض حصار إعلامي والتعتيم على مجريات الإبادة الجماعية في القطاع.
وتشير الإحصاءات إلى أن الاحتلال يقتل صحفياً كل ثلاثة أيام تقريباً، إذ ارتفع عدد الشهداء من الصحفيين إلى 238 صحفياً خلال 675 يوماً، وهي حصيلة غير مسبوقة في أي حرب أو صراع في التاريخ الحديث، بينهم من استشهد أثناء التغطية الميدانية وآخرون قضوا في قصف منازلهم.