وصف رئيس وزراء
الاحتلال الإسرائيلي الأسبق إيهود
أولمرت ما تسمى بـ"المدينة الإنسانية"
التي يخطط الاحتلال لإقامتها من الخيام، على أنقاض مدينة رفح جنوب قطاع
غزة بأنها
"معسكر اعتقال"، معتبرا إجبار الفلسطينيين على دخولها "تطهيرا
عرقيا".
وقال أولمرت في
تصريحات أدلى بها لصحيفة "الغارديان" البريطانية، نشرتها الاثنين، عن
"المدينة الإنسانية": "إنها معسكر اعتقال، أنا آسف".
وأضاف:
"إذا تم ترحيلهم إلى المدينة الإنسانية الجديدة، فيمكن القول
إن هذا جزء من تطهير عرقي".
وتابع أولمرت أن
هذا سيكون "التفسير الحتمي" لأي محاولة لإنشاء مخيم لمئات الآلاف من
الأشخاص.
ويتضمن المخطط
نقل 600 ألف فلسطيني إلى المكان في مرحلة أولى بعد خضوعهم لفحص أمني صارم، على ألا
يُسمح لهم لاحقا بمغادرتها إلى مناطقهم التي نزحوا منهم.
وحسب هيئة البث الإسرائيلية،
ستقام المدينة بين محوري فيلادلفيا وموراج جنوبي غزة، وسيتم تجميع كل فلسطينيي غزة
بها، ثم تفعيل آليات لتشجيع ما تزعم أنه "هجرة طوعية" للفلسطينيين إلى
خارج القطاع.
وأشار أولمرت
إلى أن ادعاءات الحكومة بأن "المدينة الإنسانية" تهدف إلى حماية
الفلسطينيين "تفتقر إلى المصداقية".
وقال:
"عندما يبنون مخيما حيث يخططون لـتطهير أكثر من نصف غزة، فإن الفهم الحتمي
لاستراتيجية هذه الخطة هو أنها ليست لإنقاذ الفلسطينيين، بل لترحيلهم ودفعهم
ورميهم بعيدًا، ليس لديّ أي فهم آخر على الأقل".
وأكد أن
"إسرائيل ترتكب بالفعل جرائم حرب في غزة والضفة الغربية، وأن بناء المخيم
سيمثل تصعيدا".
وتحدث أولمرت،
الذي قاد إسرائيل من عام 2006 إلى عام 2009، لصحيفة الغارديان يوم تشييع جنازتي
رجلين فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، أحدهما مواطن أمريكي، قتلا على يد
مستوطنين إسرائيليين.
والأحد، شيع
مئات الفلسطينيون، جثماني فلسطينيين قُتلا -الجمعة- برصاص واعتداء مستوطنين
إسرائيليين شرق مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.
وعن هجمات
المستوطنين بالضفة، قال أولمرت إنها تُعتبر "جرائم حرب، وأمر لا يُغتفر، وغير
مقبول، فهناك عمليات متواصلة تُنظم وتُدبّر بأبشع الطرق وأكثرها إجرامًا من قِبل
مجموعة كبيرة من المستوطنين".
وغالبًا ما
يُطلق على المهاجمين في إسرائيل اسم "شباب التلال" ويُوصَفون بالمتطرفين.
وأوضح أولمرت
أنه يُفضّل مصطلح "فظائع التلال" لوصف المستوطنين الذين نفذوا حملتهم من
العنف المتصاعد في ظل إفلات شبه كامل من العقاب.
وقال أولمرت:
"لا يُمكنهم العمل بهذه الطريقة المتسقة والواسعة النطاق دون إطار من الدعم
والحماية توفره السلطات في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
ووفق معطيات
هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، فقد نفذ المستوطنون خلال النصف الأول
من العام الجاري 2153 اعتداء بمختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة، تسببت في استشهاد
6 فلسطينيين.
وبالتوازي مع
الإبادة في قطاع غزة، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة، بما
فيها القدس، ما أدى إلى استشهاد 998 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف،
واعتقال أكثر من 18 ألفا آخرين، وفق معطيات فلسطينية.
ومنذ السابع من
تشرين الأول / أكتوبر 2023، يرتكب الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي مطلق، إبادة
جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 196 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال
ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، فضلًا عن مئات آلاف النازحين.