اتهم الاتحاد
العام
التونسي للشغل،الخميس، ما وصفها بمجموعات "إجرامية" بمهاجمة مقره
ببطحاء محمد علي بالعاصمة ورفع شعارات ضده.
وفي بيان مقتضب على
صفحته الرسمية قال الاتحاد" ما حصل ليس مجرد حادث
عرضي بل محاولة خطيرة لجر البلاد إلى مربع العنف والفوضى".
ودعا كافة النقابيين
في مختلف الجهات إلى التجند للدفاع عن المنظمة وحمايتها من محاولات
الاستهداف، مذكرا بأن الاتحاد سيظل سدا منيعا أمام كل محاولات المس من
استقلاليته ودوره الوطني.
بدوره، أكد الناطق الرسمي باسم
اتحاد الشغل في تونس سامي الطاهري، أن أنصار الرئيس قيس سعيد، هم من تهجموا على مقر اتحاد الشغل صباح الخميس، داعيا القضاء لفتح تحقيق في الأمر.
وقال سامي الطاهري:"أنصار الرئيس هم من تهجموا على مقر حشاد وهذا ثابت لدينا حتى بينهم نائبة شعب قامت بنقل عدد من الأنصار على متن حافلة من محافظة صفاقس خصيصا لمهاجمة الاتحاد"، وفق تعبيره.
وأفاد في تصريح خاص لـ "
عربي21" بأنّ "السلطة هي من تتحمل المسؤولية ومنذ مدة يتم التحريض على الاتحاد والتحريض على العمل النقابي، المؤسف أيضا أن الأمن قام بتسهيل مرور من هاجموا المقر حتى أنهم كانوا تقريبا على بعد متر من الباب الرئيسي للمقر وكانوا في احتكاك مع النقابين".
وشدد: "لا شك ولا اختلاف أنهم أنصار الرئيس ونحن نعرف منهم الكثير وبالأسماء، الشعار الذي رفعوه هو المطالبة بحل الاتحاد وهذا واضح، ما حصل هو اعتداء وجريمة وطالبنا النيابة بالتحقيق وهي بطبيعتها بادرت بذلك"، لافتا إلى أن المكتب التنفيذي سيجتمع الجمعة والسبت وسيدعو لهيئة وطنية.
وعن سبب الهجمة الكبيرة التي يتعرض لها الاتحاد منذ مدة وخاصة الأخيرة، أوضح الطاهري أنه"بالفعل هناك هجمة منذ مدة، وخاصة بعد إضراب النقل البري، والهجمة توسعت بشكل لافت خلال اليومين الأخيرين، وهناك مطالب اليوم إما إلغاء الاتحاد وتجميده أو أن يكون تابعا للسلطة".
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر تجمع عدد من المحتجين أغلبهم من فئة الشباب أمام مقر المنظمة النقابية رافعين شعار"ديقاج ديقاج" (ارحل).
ولاحقا خلت الساحة من أي محتجين أو حتى مناصرين للاتحاد باستثناء تمركز عناصر أمنية مكثفة بساحة مقر الاتحاد وعلى كافة الشوارع والأنهج المؤدية لساحة بطحاء محمد علي.
يشار إلى أن الشعور
بالغضب على اتحاد الشغل في تصاعد مستمر من قبل عدد كبير من المواطنين خاصة بعد
الإضراب العام الأخير بقطاع النقل البري (حافلات ومترو) لمدة ثلاثة أيام ما تسبب
في تراكم معاناة المواطنين وخاصة العمال.
ويعرف الاتحاد
كأبرز منظمة نقابية عمالية بتونس، منذ أشهر طويلة أزمة حادة وفي تصاعد مستمر، حيث برزت تيارات مختلفة ترفض القيادة الحالية وتطالب برحيلها فورا لفشلها
وانقلابها على النظام والقوانين الداخلية، وقد برز تيار من مجموعة من الأمناء
العامين، مقابل ذلك تيار آخر من النقابيين المخالفين.