أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات
ترجمة مكثفة لدراسة إسرائيلية هامة بعنوان: "إصلاح وزارة الدفاع الإسرائيلية
بين السيطرة والسلطة والمسؤولية"، أعدّها الكاتب والبرلماني السابق عوفر
شيلح، المعروف بانتقاداته اللاذعة للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وذلك في إطار
سلسلة ترجمات تسعى لإيصال ما تنتجه مراكز التفكير الإسرائيلية إلى القارئ العربي
والباحث المتخصص.
كشف حساب ما بعد الهزّة.. المؤسسة الأمنية
تحت المجهر
تستند
الدراسة في قراءتها إلى التداعيات
العميقة التي خلّفتها عملية 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والتي مثلت صدمة
استراتيجية وأمنية لمفاصل الدولة العبرية، وأظهرت – بحسب شيلح – عيوبًا جوهرية في
البنية المؤسسية لوزارة الدفاع، إلى جانب غياب وضوح الأدوار بين المؤسسات المدنية
والعسكرية، لا سيما دور وزير الدفاع، الذي يبدو في كثير من الأحيان غارقًا بين
البيروقراطية العسكرية وهيمنة هيئة الأركان.
الدراسة، التي نشرها معهد دراسات الأمن
القومي الإسرائيلي (INSS)،
أحد أبرز مراكز التأثير في صناعة القرار لدى الاحتلال، تناولت ما وصفته
بـ"الإرباك في توزيع الصلاحيات"، وضعف آليات الرقابة المدنية، في ظل
تصاعد النزعة الأمنية والعسكرية في التعاطي مع التحديات الإقليمية والداخلية.
إعادة هيكلة أم إعادة تعريف للدور؟
يقترح شيلح في دراسته إعادة تعريف العلاقة
بين القيادة المدنية والعسكرية داخل الوزارة، عبر منح وزير الدفاع صلاحيات تنفيذية
فعلية، وتحديد خطوط فاصلة بين السياسة والاستراتيجية العسكرية. كما يدعو إلى هيكلة
جديدة لأدوار القيادة العليا بما يضمن مرونة أكبر في مواجهة الأزمات ويُعزز
الشفافية والمساءلة.
سياق الترجمة.. فهم العدو من الداخل
الترجمة تأتي في وقت يمر فيه الكيان
الإسرائيلي بحالة انقسام داخلي عميق وأزمة ثقة غير مسبوقة بين الجمهور ومؤسساته
الأمنية. ويؤكد مركز الزيتونة في تقديمه أن الدراسة "لا تعبّر بالضرورة عن
تبنٍّ لأي من المفاهيم أو المصطلحات المستخدمة"، وإنما جاءت الترجمة حرفية
قدر الإمكان حرصًا على الدقة ووضوح الرؤية، لتكون أداة في فهم التحولات الجارية
داخل المؤسسة الإسرائيلية، وخاصة في ظل أزمة الشرعية المتفاقمة وتحديات الإقليم
المتغيرة.
أهمية الترجمة في السياق البحثي العربي
تُعدّ هذه الترجمة إضافة نوعية إلى المكتبة
العربية المهتمة بـالدراسات الإسرائيلية من الداخل، كونها توفر مادة تحليلية
مصدرية من صلب النقاشات الإسرائيلية الداخلية، وتُسهم في كشف طريقة تفكير النخبة
الأمنية والسياسية في تل أبيب، لا سيما في مرحلة ما بعد 7 أكتوبر، التي تمثل نقطة
تحوّل حاسمة في العقيدة الأمنية الإسرائيلية.