سياسة دولية

الطريق إلى الظلام.. كيف قادت عقلية نتنياهو ومؤيدوه "إسرائيل" إلى حافة الهاوية؟

"إسرائيل" غارقة في دوامة من المشاكل في حرب فقدت هدفها- جيتي
نشرت صحيفة "معاريف" العبرية، مقالا، للواء احتياط جيش الاحتلال الاسرائيلي، إسحاق بريك، جاء فيه أنّه: "عندما ابتهجت الطبقة السياسية والعسكرية والإعلامية والشعبية، بإسقاط نظام الأسد في سوريا، والضربة لإيران، زعمتُ حينها أننا سنفتقد نظام الأسد. ذلك لأنه حلّ مكانه نظام مدعوم من الأتراك، الذين أرسلوا قواتهم لسوريا ويهددون وجود دولة إسرائيل".

وتابع المقال الذي ترجمته "عربي21" بالقول: "فُتحت جبهة أخرى لإسرائيل في سوريا، إذ لا يمكنها أن تقف مكتوفة الأيدي بينما يُقتل الدروز، الذين نعتبرهم إخوة لنا، في سوريا"، مردفا: "لكن إسرائيل تواجه مشكلة خطيرة للغاية، وهي نقص حاد في القوات البرية".

وأضاف: "لنقل القوات إلى الشمال، من الضروري تخفيف القوات في الجنوب، بما في ذلك من قطاع غزة. يجب أن نتذكر أننا لم نهزم حزب الله بعد، وأنه لا يزال قوة كبيرة يجب على إسرائيل نشر قواته ضدها جوا وبرا. ليس لدينا قوات كافية على طول ثلاثمائة كيلومتر من الحدود الأردنية، حيث تجري عملية متسارعة، بمساعدة الإيرانيين".

ومضى بالقول: "لدينا مشاكل مع المصريين، حيث لا نملك قوات كافية على طول الحدود معهم. يخوض جيش الدفاع الإسرائيلي حربًا في قطاع غزة منذ عامين، ويخسر فيها، ولا يُخصص وقتًا لإعادة بناء جيشه البري وتوسيعه ليشمل جميع الحدود. إسرائيل اليوم في أسوأ وضع لها منذ بداية الحرب".

وأورد: "في قطاع غزة، فقد الجيش الإسرائيلي السيطرة الكاملة. منذ بدء عملية "عربات جدعون"، التي بادر بها رئيس الأركان، إيال زامير، فور توليه منصبه، قُتل ما يقرب من خمسين من مقاتلينا، وأصيب كثيرون آخرون بجروح خطيرة ومتوسطة. لم نتمكن من إطلاق سراح أي أسير منذ ذلك الحين تحت الضغط العسكري، والجيش الإسرائيلي، في حالته المتردية، عاجز عن هزيمة حماس".

وأبرز: "إذا كان بنيامين نتنياهو قد أصر حتى الآن على البقاء في محور موراغ وإقامة مدينة إنسانية في رفح، فإن هناك أصواتا تُسمع مؤخرًا تفيد بأن إسرائيل مستعدة للذهاب بعيدًا والانسحاب من مناطق كانت حتى الآن تعتبر "خطًا أحمر"، مثل محور موراغ والمدينة الإنسانية في رفح. إذا كان هذا صحيحًا وليس خداعًا، فإنه يشير إلى الفهم الواضح وغير المبهم لدى المستوى السياسي، وخاصة المستوى العسكري، بأن الجيش الإسرائيلي لا يملك أي قدرة على تحقيق أهداف الحرب".

"لا أستبعد الاحتمال بأن نتنياهو، سوف يتنازل عن إنشاء المدينة الإنسانية في رفح، من أجل إظهار للجمهور الإسرائيلي وترامب والعالم أنه مستعد للتوصل إلى اتفاق وبالتالي الحصول على الدعم، ولكن في وقت لاحق سوف يتخلى عن الاتفاق بشأن بند آخر ويلقي باللوم على حماس" وفقا للتقرير نفسه.

وأضاف: "أخشى أن يجد نتنياهو في النهاية ذريعة أخرى لنسف الاتفاق، ثم يُلقي باللوم على حماس. من المؤسف حقًا أنهم لم يستمعوا إلى توصياتي قبل أشهر طويلة، ولم يتوصلوا إلى هذا الاستنتاج إلا بعد أضرار جسيمة لحقت بالجيش الإسرائيلي والبلاد، شملت العديد من القتلى والجرحى ومقتل بعض الأسرى".

واسترسل: "كل ما قلته وحذرت منه، بكل الوسائل المتاحة لي - المستوى السياسي، والمستوى العسكري، والرأي العام، ورئيس الوزراء في الاجتماعات الستة التي عقدناها في بداية الحرب، يتحقق بالفعل. لاحظوا كيف أن المعلقين والمراسلين العسكريين الذين كانوا حتى وقت قريب يُخبرون شعب إسرائيل بأننا ننتصر في جميع القطاعات، وخاصة حماس، يغيرون الآن موقفهم 180 درجة، بينما كنتُ ثابتًا على موقفي طوال الوقت رغم الافتراءات التي تلقّيتها".

وأبرز: "إسرائيل غارقة في دوامة من المشاكل: في حرب فقدت هدفها، وفي فقدان الاتصال مع معظم دول العالم، وفي حفرة اقتصادية ومالية لن تسمح بإعادة بناء الجيش والتعليم والصحة وإعادة بناء البنية التحتية بعد الدمار الرهيب الذي لحق بالآلاف من العائلات التي فقدت منازلها وكل ممتلكاتها وأصبحت بلا مأوى، كما تعاني من الفوضى الاجتماعية".

وتابع: "هي حرب أهلية تقريبا بين الناس الذين فقدوا عقلانيتهم ويدعمون تحركات نتنياهو ومجموعته من الحلفاء المتطرفين الذين يجرّونه وراءهم، وبين الناس العقلانيين الذين فقدوا أملهم في أن تستعيد إسرائيل نفسها"، مردفا: "أعتقد أن أخطر ما يحدث لنا من بين كل ما ذكرته هو الفوضى الاجتماعية، وخاصةً من أسميهم غير العقلانيين، وهم أنصار نتنياهو الذين يتجاهلون الحقائق والواقع".

وأورد: "نتيجةً لتجاهلهم الحقائق، فإنهم يدعمون أو يبادرون بأفعال أو سياسات أو عمليات لا تستند إلى تحليل عقلاني للواقع وفهم لعواقبها. قد تكون هذه العمليات غير عملية، أو ضارة، أو ربما مدمرة. ويتجلى هذا الدمار في تدهور الوضع الاقتصادي، وتضرر الأمن، وتآكل الديمقراطية، والانقسام الاجتماعي، وغيرها".

"هؤلاء هم نفس الأشخاص الذين يعبدون بنيامين نتنياهو، ويُجاملونه باستمرار، ويتبعونه كأعمى في مدخنة، ويساهمون معه في تدمير الدولة. نشهد عملية تدميرية تنتقل فيها دولة إسرائيل من حالة النور إلى حالة الظلام. إنها مسألة فقدان الاتجاه والقيم" وفقا للتقرير نفسه، مبرزا أنّ: "إسرائيل لا تواجه صعوبات فحسب، بل إنها تسير في طريق تدهور جذري واضح".