كشفت مصادر مطلعة في إسلام آباد، عن
زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد
ترامب إلى
باكستان خلال شهر أيلول/ سبتمبر المقبل، في أول زيارة لرئيس أمريكي منذ ما يقرب من عقدين، بحسب ما نقلته قناتان تلفزيونيتان محليتان.
ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن الزيارة ستشمل كذلك الهند، حيث من المتوقع أن يتوجه ترامب إلى نيودلهي بعد إنهاء زيارته إلى العاصمة الباكستانية. إلا أن وزارة الخارجية الباكستانية نفت علمها بأي خطط مؤكدة تتعلق بهذه الزيارة، واكتفى المتحدث الرسمي بالقول إن "الوزارة لا تملك معلومات حول هذا الشأن حتى الآن".
وتأتي هذه الأنباء في ظل تحسن ملحوظ في العلاقات بين واشنطن وإسلام آباد، تجلّى مؤخراً في الاستقبال اللافت الذي خصّ به ترامب قائد الجيش الباكستاني، الفيلد مارشال عاصم منير، خلال زيارته غير المعلنة إلى البيت الأبيض الشهر الماضي، في خطوة وُصفت في الأوساط الدبلوماسية بأنها "غير مسبوقة" وتشير إلى تقارب استراتيجي بين البلدين.
ترشيح لجائزة نوبل للسلام
وفي تطور لافت، أعلن مكتب رئيس الوزراء الباكستاني،في وقت سابق، عن ترشيح الرئيس الأمريكي لنيل جائزة نوبل للسلام لعام 2026، وذلك تقديراً لما وصفه البيان بـ"الدور القيادي والدبلوماسي" الذي أدّاه ترامب في تهدئة التصعيد العسكري الأخير بين باكستان والهند، الجارتين النوويتين.
وقال البيان، الذي اطلعت عليه "عربي21"٬ إن "ترامب لعب دور الوسيط الفاعل في منع اندلاع حرب وشيكة كان من شأنها أن تزعزع استقرار المنطقة برمتها"، مشيراً إلى أن "الاتصالات المكثفة التي أجراها الرئيس الأمريكي مع القيادتين في إسلام آباد ونيودلهي ساعدت على التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، واحتواء التوتر الذي اندلع في السابع من أيار/مايو الماضي".
وأضاف البيان أن التحرك السريع الذي قاده ترامب "جنّب المنطقة صراعاً كان يمكن أن يهدد حياة الملايين، ويعيد إشعال نزاع تاريخي حول كشمير قد تتسع رقعته إلى ما هو أبعد من الحدود الثنائية".
وساطة فعالة وتجنيب المنطقة التصعيد
وتأتي الإشادة الباكستانية بدور ترامب بعد نجاح الوساطة الأمريكية في إنهاء اشتباك عسكري اندلع مطلع أيار/مايو الماضي بين البلدين، على خلفية اتهامات متبادلة حول قصف مناطق حدودية في إقليم كشمير المتنازع عليه.
وأسفرت الاشتباكات عن سقوط عدد من الضحايا في صفوف الجنود والمدنيين، قبل أن تعلن العاصمتان، في العاشر من الشهر ذاته، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة أمريكية مباشرة.
ووصف البيان الباكستاني الدور الذي قام به الرئيس الأمريكي بأنه "استثنائي"، وأكد أنه عكس التزاماً حقيقياً بالسلم والاستقرار في جنوب آسيا. كما شدد على أن "ترامب أثبت، من خلال ممارسته الفعلية للدبلوماسية الوقائية، أنه مؤيد للحوار، وسفير حقيقي للسلام".
غياب الرؤساء الأمريكيين عن إسلام آباد
تجدر الإشارة إلى أن آخر زيارة لرئيس أمريكي إلى باكستان كانت في عام 2006، حين زارها الرئيس الأسبق جورج دبليو
بوش في إطار جولته الإقليمية التي شملت حينها الهند أيضاً.
ومنذ ذلك الحين، ظلت العلاقات بين البلدين تراوح بين التوتر والتعاون المحدود، لا سيما على خلفية ملفات الأمن ومكافحة الإرهاب في المناطق القبلية الحدودية مع أفغانستان.
حتى اللحظة، لم تؤكد الإدارة الأمريكية رسمياً نية ترامب زيارة باكستان، كما لم تُعلن وزارة الخارجية الباكستانية عن جدول أعمال رسمي، ما يترك المجال مفتوحاً أمام التكهنات حول شكل وتوقيت الزيارة، وما إذا كانت ستشمل محادثات استراتيجية شاملة، أم تندرج في سياق زيارة رمزية لدولة ذات أهمية محورية في توازنات آسيا الوسطى والجنوبية.