اكتشاف هيكل حجري غامض تحت بحيرة ميشيغان يعود إلى 7000 عام

أعلن علماء الآثار عن اكتشاف هيكل حجري غامض على عمق 12 مترا تحت مياه بحيرة ميشيغان، يشبه في تكوينه موقع "ستونهنج" البريطاني الشهير، ويُعتقد أنه أقدم بكثير مما كان متوقعا عن تاريخ الوجود البشري في المنطقة.

وكان فريق من الباحثين الأمريكيين يبحث عن حطام سفينة مفقودة في قاع بحيرة ميشيغان، صادفوا مجموعة ضخمة من الأحجار المصطفة بعناية، تشبه إلى حد كبير التكوينات الصخرية الشهيرة في "ستونهنج" البريطانية، والمفاجأة الحقيقية أن هذه الأحجار قد تكون أقدم بآلاف السنين من كل ما نعرفه عن بدايات الإنسان في قارة أمريكا الشمالية.

ويقع الهيكل المكتشف على عمق 40 قدمًا (حوالي 12 مترًا) في منطقة "غراند ترافيرس باي" بولاية ميشيغان، ويتألف من أحجار غرانيتية ضخمة، بعضها يزن حوالي 2000 رطل (أكثر من 900 كغ)، مصطفة في خط مستقيم ينتهي بتشكيل سداسي غامض.

ووسط هذه التكوينات، لاحظ الفريق وجود صخرة منقوشة بصورة لحيوان بدا غير واضح في البداية، لكن باستخدام تقنيات تصوير متقدمة، تأكد أنه يمثل الماستودون وهو حيوان ضخم شبيه بالفيل، انقرض قبل أكثر من 11 ألف عام.



وحسب تحليل العلماء، يعود تاريخ هذا الهيكل الفني إلى نحو 7000 سنة قبل الميلاد، ما يجعله من أقدم الأعمال الفنية المعروفة في أمريكا الشمالية. وهذا يعني أن البشر في تلك المنطقة مارسوا التعبير الرمزي والفني قبل أكثر من 4000 سنة مما كان يُعتقد سابقًا.

ولم يقف الأمر عند النقش حيث أكتشف الفريق حلقتين صخريتين ضخمتين، يبلغ قطر إحداهما حوالي 6 أمتار والأخرى 12 مترًا، متصلتين بخط حجري يمتد أكثر من ميل عبر قاع البحيرة، هذه التكوينات، بحسب خبراء الآثار، قد تكون استخدمت كممرات طبيعية لتوجيه الحيوانات الضخمة، مثل الماستودون، نحو مناطق الصيد، أو ربما كانت تستخدم لأغراض طقسية أو اجتماعية لا نعرفها بعد.

ويخطط العلماء لاستخراج عينات من الرواسب المحيطة بالموقع خلال الصيف المقبل، لفهم متى غمرته المياه بدقة، وما إذا كان ذلك مرتبطًا بتغير مناخي كبير أو بحدث جيولوجي مفاجئ.

هذا الاكتشاف، إن ثبتت كل تفاصيله، قد يعيد كتابة الفصل الأول من تاريخ أمريكا الشمالية، إذ يقدم دليلًا واضحًا على أن مجتمعات بشرية منظمة كانت موجودة في منطقة البحيرات العظمى قبل ظهور الزراعة أو الكتابة أو حتى المدن في أماكن أخرى من العالم.