بعد هجوم
الاحتلال على
إيران، ظهرت فجأة حالة من التحريض على
تركيا، بزعم أنها تعمل على تسريع مشروعها
النووي على ساحل البحر المتوسط، الذي سيبدأ العمل به هذا العام، لأن إصرارها على
التخصيب المستقل سيسمح لها بتطوير الأسلحة النووية، مما يعتبر مصدر قلق للاحتلال.
شاي غال خبير السياسة
الدولية وإدارة الأزمات والاتصالات الاستراتيجية، ذكر أنه عندما هاجم الاحتلال
إيران، رأت تركيا فرصة لتحولها لـ"إيران الجديدة، دولة تهدد عسكريا وسياسيا،
وربما حتى نوويا، وكما هو الحال مع إيران، تقدم تركيا الدعم السياسي واللوجستي
للمنظمات المعادية، وأبرزها حماس، التي تعمل ضد الاحتلال، وقد أعلن الرئيس رجب طيب
أردوغان مؤخرًا أن تركيا وصلت مرحلة متقدمة في تطوير الصواريخ الباليستية بعيدة
المدى، وبدأت الإنتاج الضخم للطائرة المقاتلة الشبح قآان، وستدخل الخدمة في عام
2029".
وأضاف في مقال نشرته
صحيفة
إسرائيل اليوم، وترجمته "عربي21" أنه "في 2022، اختبرت تركيا
بنجاح صاروخ "تايفون لضرب هدف على بعد 560 كم، وأكد أردوغان أن بلاده لن
تستطيع التخلف عن الركب في مواجهة إيران وإسرائيل، وحذر أنه إذا لم تحافظ اليونان
على هدوئها، فإن الصاروخ سيضربها، وتشكل هذه التهديدات لها، بجانب حقيقة وجود قوات
تركية في شمال قبرص، وهي منطقة محتلة تابعة لدولة عضو في الاتحاد الأوروبي، منذ 50
عامًا، جزءًا من مبدأ الوطن الأزرق للسيطرة التركية على شرق البحر المتوسط".
وأوضح أن "سياسة
الاتحاد الأوروبي تجاه تركيا تعاني من التناقض، ففي مايو 2025، وافق الاتحاد
الأوروبي على برنامج SAFE بقيمة 150
مليار يورو، ويشمل التعاون الأمني مع دول خارج الاتحاد الأوروبي، بما فيها
تركيا، وهكذا، ورغم احتلال قبرص، والتهديدات العلنية لليونان، فإن أنقرة قد تحصل
على تمويل أوروبي، وتقنيات متقدمة، وأسلحة إضافية، وهذا من شأنه أن يزيد من
تهديدها الاستراتيجي لدولة الاحتلال".
وأشار أن
"التهديد التركي للاحتلال لا يقتصر على التقليدي فحسب، حيث تعمل على تسريع
مشروعها النووي على ساحل البحر المتوسط، وسيبدأ تشغيله هذا العام، لأن إصرارها على
التخصيب المستقل سيسمح لها بتطوير الأسلحة النووية، وفي وقت مبكر من عام 2019،
أوضح أردوغان أنه لن يقبل الحظر على هذا الأمر، في حين أن دولة الاحتلال لديها هذا
الحظر، ومن المرجح أن تعمل تركيا على إعادة إنتاج السيناريو الإيراني، حيث يتحول
البرنامج النووي المدني لبرنامج عسكري".
وأكد أنه "من أجل
هذا الغرض تعمل تركيا على تشغيل شبكة دولية: باكستان، التي ساعدت إيران وليبيا في
هذا المجال من قبل؛ النيجر، التي تزودنا بالمواد الخام النووية؛ والصومال، حيث
أقام قواعد سرية للتدريب بعيداً عن أعين الغرب، ويأتي كل هذا في ظل ارتفاع التضخم،
والاعتقالات السياسية، والمظاهرات الضخمة ضد الحكومة، مما يدفعها لتصعيد التهديدات
الإقليمية والدولية لصرف انتباه الرأي العام".
وأشار إلى أن
"تركيا تستغل عضويتها في حلف الناتو للحصول على حصانة من العمل العسكري ضدها،
فيما يعمل أردوغان على تقويض الحلف من الداخل، لكنه يتمتع بحماية لم تتمتع بها
إيران قط، رغم أن سياساته تتعارض مع مصالحها، في حين أن التناقض بين الولايات
المتحدة وأوروبا يفرض على الاحتلال الاستعداد بشكل استراتيجي مستقل".
وضرب على ذلك مثالا
بارزا تمثل في "إصرار الرئيس دونالد ترامب على إعادة تركيا لبرنامج طائرات
إف35، رغم إبعادها منه بعد شرائها نظام الدفاع الجوي إس-400 من روسيا، وهي الخطوة
التي أثارت مخاوف جدية بشأن تسرب التقنيات الحساسة إلى موسكو، وألحقت أضرارا بالغة
بمصداقية حلف الناتو".
ونقل الكاتب جملة من
"توصيات تقرير لجنة ناغال الخاصة بميزانية جيش الاحتلال، ومنها ضرورة
الاستعداد المبكر للتهديدات الاستراتيجية، خاصة التهديد التركي، لأن الاحتلال بنى
تحالفات قوية مع اليونان وقبرص، تشمل التدريب المنتظم والتعاون البحري لتأمين أصول
الطاقة وبيع أنظمة الأسلحة المتقدمة، وفي الوقت نفسه، عمل على تعزيز التعاون
الأمني مع مصر والإمارات، اللتان تخشيان من تقوية تركيا".
ودعا أنه "في
المحادثات مع سوريا، يجب على الاحتلال المطالبة بفرض قيود واضحة على التمركز
التركي في شمالها، وأن يرفض بشدة فكرة ترامب بشأن فك تجميد صفقة إف-35 مقابل
موافقة تركيا على الاتفاق".
وختم بالقول أن دولة
الاحتلال وشركاؤها "مطالبون بأن يتحركوا الآن، قبل أن يتحول التهديد التركي
إلى خطر استراتيجي خطير وغير مسبوق، سيتفوق حتى على التهديد الإيراني"، على
حد زعمه.