قالت صحيفة نيويورك تايمز إن
العالم يقف على
أعتاب مرحلة جديدة من الفوضى، يقودها الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، الذي أعاد
تشكيل النظام الدولي القائم منذ الحرب العالمية الثانية بقراراته المفاجئة
وسياساته الأحادية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأنظار تتجه الأسبوع
المقبل إلى العاصمة الكورية الجنوبية سيئول، حيث من المتوقع أن يلتقي ترامب
والرئيس
الصيني شي جين بينغ للمرة الأولى منذ عام 2019، في محاولة لتهدئة التوترات
بين القوتين العظميين.
ومع ذلك، رأت أنه حتى انفراجة محتملة في الحرب
التجارية بين واشنطن وبكين لن تعيد الثقة في القيادة الاقتصادية الأمريكية التي
فقدت مصداقيتها بسبب الرسوم الجمركية العقابية التي فرضها ترامب.
وأوضحت نيويورك تايمز أن حملة الرسوم ليست سوى
جزء من "هجوم شامل" على القوانين والمؤسسات التي صممتها واشنطن لترسيخ
نفوذها بعد الحرب العالمية الثانية.
فإدارة ترامب، بحسب التحليل، تعمل على تفكيك
النظام الذي حافظ لعقود على استقرار العلاقات الدولية وأمّن الهيمنة الأمريكية.
اظهار أخبار متعلقة
وأضافت الكاتبتان أن ما يقوم به ترامب يمثل
“عملية انتحارية مذهلة” لقوة عظمى تتخلى طوعا عن النظام الذي صنع مجدها، من خلال
تهديد الحلفاء، والتقارب مع قادة استبداديين مثل فلاديمير بوتين وشي جين بينغ وكيم
جونغ أون، والتلويح بالعمل العسكري ضد دول مثل فنزويلا.
وترى الصحيفة أن العالم يدخل مرحلة اضطراب
تدريجي، لن تنتهي بانهيار مفاجئ، بل بفوضى متصاعدة تمتد لسنوات. فرغم بقاء مؤسسات
مثل الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية، إلا أن قدرتها على حفظ النظام الدولي
تتراجع أمام النزعة القومية وتفكك التعاون العالمي.
كما لفت التقرير إلى أن عام 2025 شهد بالفعل
تصاعدا في النزاعات المسلحة من آسيا إلى الشرق الأوسط، بما في ذلك انخراط إدارة
ترامب في الحرب الإسرائيلية ضد إيران، وضربات أمريكية في اليمن والبحر الكاريبي،
مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي يبدو أكثر انشغالا بالسعي إلى جائزة نوبل للسلام من
التوصل إلى تسويات مستدامة.
وأكدت الصحيفة على أن النظام الدولي الليبرالي
يواجه خطر الانهيار الكامل، في ظل غياب قوة بديلة قادرة على قيادة العالم، إذ تبدو
الصين رغم نفوذها المتزايد غير مؤهلة للعب هذا الدور، بينما لا يزال حلفاء واشنطن
الديمقراطيون في أوروبا وآسيا عاجزين عن سدّ الفراغ.
وشددت على أن السنوات المقبلة قد تمنح رئيسا
أمريكيا مستقبليا فرصة لإعادة بناء النظام العالمي على أسس جديدة، لكن العودة إلى
ما كان عليه العالم قبل ترامب أصبحت مستحيلة.