صحافة دولية

هل تهدف صفقة الاستحواذ على تيك توك إلى تلميع صورة "إسرائيل"؟

تحاول شركة أوراكل تجميل صورة الاحتلال في أمريكا - CC0
تحاول شركة أوراكل تجميل صورة الاحتلال في أمريكا - CC0
نشر موقع "ريسبونيبل ستيتكرافت" تقريرًا يسلط الضوء على العلاقة بين صفقة الاستحواذ على منصة تيك توك في الولايات المتحدة والتأثير على الرأي العام الأمريكي لفائدة إسرائيل.

وقال الموقع في التقرير ترجمته "عربي21"، إن صفقة الاستحواذ المنتظرة على أصول منصة تيك توك في الولايات المتحدة بقيمة 14 مليار دولار جاءت تتويجا لجهود إدارتي بايدن وترامب في الحد من النفوذ الأجنبي في البلاد، لكن بعض المستثمرين المنخرطين في الصفقة ملتزمون بتحسين صورة "إسرائيل" لدى الرأي العام الأمريكي، وهو ما يتناقض بوضوح مع الهدف المعلن.

رسالة إلكترونية

وأكد الموقع أن رسالة إلكترونية سُرّبت ضمن عملية اختراق لبريد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك كشفت عن التزام صريح من المديرة التنفيذية السابقة لشركة "أوراكل"، صفرا كاتس، بالتأثير على الرأي العام الأمريكي لصالح إسرائيل.

اظهار أخبار متعلقة




وذكر الموقع أن كاتس دعت إيهود باراك في رسالة بالبريد الإلكتروني بتاريخ 16 فبراير 2015، للمشاركة كمستشار إنتاج في برنامج تلفزيوني بعنوان "نساء الجيش الإسرائيلي"، بهدف "إضفاء الطابع الإنساني على صورة الجيش في نظر الجمهور الأمريكي".

وقد أنتجت شقيقتها ساريت كاتس البرنامج لاحقًا عام 2024 دون مشاركة باراك.

وأشارت كاتس في الرسالة إلى نشاط شقيقتها الداعم لإسرائيل وعضويتها في منظمة "أيباك"، وعبّرت عن ضرورة ترسيخ ذلك الدعم في الثقافة الأمريكية.

وكتبت قائلة: "لقد شعرنا بالفزع جميعًا من تنامي حركة المقاطعة في الجامعات، وخلصنا إلى أننا يجب أن نخوض هذه المعركة قبل أن يصل الشباب إلى المرحلة الجامعية. نعتقد أنه ينبغي غرس الحب والاحترام لإسرائيل في الثقافة الأمريكية، وهذا يعني إيصال الرسالة إلى الشعب الأمريكي بطريقة يمكنه استيعابها".

ونقل الموقع عن مصادر مطلعة أن صفرا كاتس "بصفتها نائب الرئيس التنفيذي لمجلس إدارة أوراكل، لن تكون قريبة من خوارزميات تيك توك"، لكن هذه المصادر لم تؤكد صحة الرسالة الإلكترونية.

وحسب الموقع، فإن كاتس كانت قد انتقلت من منصب الرئيس التنفيذي لشركة أوراكل، والذي شغلته لأكثر من 10 سنوات، إلى منصب نائب رئيس مجلس الإدارة في 22 سبتمبر/ أيلول، مما يعني أنها على الأرجح أشرفت على معظم المفاوضات المتعلقة بشراء تيك توك. 

كما أنها كانت تشغل منصبها في الشركة عندما أعربت في رسالة البريد الإلكتروني عن رأيها بأن "علينا ترسيخ حب "إسرائيل" واحترامها في الثقافة الأمريكية".

الصفقة الأهم

واعتبر الموقع أن ووجود شخص في صلب مفاوضات صفقة الاستحواذ على تيك توك مثل صفرا كاتس التي أبدت اهتمامًا واضحًا بدفع أجندة دولة أجنبية داخل الولايات المتحدة، يكتسي أهمية أكبر في ضوء التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي في نيويورك، خلال لقائه مع مجموعة من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي: "الصفقة الأهم حاليًا هي تيك توك؛ فهي الصفقة رقم واحد. وآمل أن تتم لأنها قد تكون حاسمة. أما الصفقة الأخرى؟ فهي منصة إكس. علينا أن نتحدث إلى إيلون؛ وهو ليس عدوًا، بل صديق. يجب أن نتحدث إليه. الآن، إذا استطعنا تحقيق هذين الأمرين، سنحصل على الكثير. علينا أن نخوض المعركة، لنوجّه الشعب اليهودي ونوجّه أصدقاءنا غير اليهود".

دعم بملايين الدولارات

ولفت الموقع إلى أن علاقات شركة "أوراكل" بإسرائيل تمتد إلى مؤسسها لاري إليسون، ثاني أغنى شخص في العالم، والذي قدّم أكثر من 26 مليون دولار لمنظمة "أصدقاء الجيش الإسرائيلي"، وصرّح سابقًا: "نحن نحب بلدنا "إسرائيل" وسنفعل كل ما بوسعنا لدعمها".

وذكر الموقع أن إليسون وصفرا كاتس يرتبطان أيضًا بالمانح الجمهوري جيف ياس، الذي قدّم بين عامي 2011 و2019 نحو 16 مليون دولار لمنظمات مؤيدة لإسرائيل ومعادية للمسلمين، بعضها دعا إلى شن حرب أمريكية على إيران. ومن أبرز مساهماته تقديم 7.9 مليون دولار لجامعة القدس الإلكترونية بين عامي 2014 و2019.

وكشف تحقيق أجرته صحيفة "ذا فورورد" عام 2011 حول جامعة القدس الإلكترونية أنها لا تُقدّم نفسها على موقعها الإلكتروني وفي موادها الترويجية كمركز بحث أكاديمي محايد، بل تتفاخر بتأييدها العلني لإسرائيل، وهو ما يتعارض بوضوح مع المبادئ الأكاديمية. 

دوافع المستثمرين الحقيقية

وأوضح الموقع أن المخاوف من النفوذ الأجنبي للمستثمرين المرتبطين بالصين كان الدافع الرئيسي وراء عملية الاستحواذ على المنصة التي تُعدّ مصدرًا إخباريًا لخُمس البالغين في الولايات المتحدة و43% من البالغين دون سن الثلاثين، وفقًا لاستطلاع رأي أجراه مركز بيو للأبحاث ونُشر الأسبوع الماضي. 

لكن بالنسبة للمستثمرين المشاركين في عملية الاستحواذ، وخاصة إليسون وكاتس، فإن تعزيز مصالح "إسرائيل" يعد دافعًا رئيسيًا -وفقا للموقع-، مما يثير تساؤلات جدية حول ما إذا كان الهدف من الصفقة التصدي للنفوذ الأجنبي على منصات التواصل الاجتماعي الأمريكية، أو كما وصفه نتنياهو "أهم عملية شراء جارية حاليًا" لتعزيز صورة "إسرائيل" وتأثيرها على الشباب الأمريكي.
التعليقات (0)

خبر عاجل