عادت العديد من مقاطع الفيلم
المصري "
ليلة سقوط بغداد" للظهور على منصات التواصل الاجتماعي، ليستشهد بها العديد من المستخدمين عن الأوضاع الأحوال التي وصلت لها
الدول العربية، مع الحديث عن أن هذا العمل الفني كان سابقا لأوانه في رؤيته وتوقعاته الساخرة.
وصدر الفيلم عام 2005، بعد الغزو الأمريكي للعراق بعامين، ليقدّم "أحداثًا خيالية" عن انتقال المشاهد المدمّرة من شوارع العراق إلى مصر وغيرها من الدول العربية، وهو "اليوم الأسود" الذي كانت تخشاه شخصية "ناظر المدرسة".
وتبدأ أحداث الفيلم بمحاكاة واقعية لغزو بغداد على شاشات التلفزيون، ويسقط الناظر "شاكر"، الذي يجسد شخصيته الممثل الراحل حسن حسني، في كابوس يرى فيه قوات تحتل القاهرة بعد غزو عسكري واسع استبعده تقريبًا الجميع من حوله.
وبسبب ذلك، يجنّد الناظر الطالب العبقري السابق لديه "طارق عبد الصمد" الذي يجسد شخصيته الممثل أحمد عيد، لصنع "سلاح دفاعي" يحمي مصر من تكرار مصير بغداد، فتنشأ علاقة تبنٍّ عاطفية لتنفيذ المشروع.
ويزدحم الفيلم بالعديد من الإشارات والدلالات على الواقع العربي، سواء في بداية الألفية الحالية، أو حتى بالمشاهد التي تحققت لاحقًا خلال السنوات الحالية، خاصة فيما يتعلق بإيران والدخل الغربي واستهدافها عسكريًا.
"سيب القوس مفتوح"
لعل مشهد الناظر "شاكر" وهو يتحدث مع بعض الطلاب الذين يرغبون في التضامن مع أفغانستان والعراق وإيران هو من أكثر المشاهد الساخرة والتي عبّرت عن الواقع بشكل حقيقي في الفيلم.
ويتحدث بعض عناصر اتحاد الطلبة مع الناظر من أجل عمل "يافطة تأييد" للعراق، ليرد عليهم أن اللافتة التي جرى تعليقها سابقًا من رفض الحرب على أفغانستان ما زالت موجودة، وطلب منهم "فتح القوس وإضافة العراق".
وتتواصل أحداث الفيلم ويحدث "تدخل أمريكي" كان مستبعدًا في إيران، وحينها يتجه الطلاب من أجل صناعة لافتة جديدة، وهنا يقول الناظر العبارة الشهيرة: "افتح القوس وضيف إيران"، ثم يضيف في مشهد آخر: "افتح القوس وزوّد سوريا.. سيب القوس مفتوح محدش عارف مين حيدخل تاني".
"العجز العربي"
كان "طارق" يعاني من "مشاكل جنسية تمنعه من إقامة علاقة زوجية"، وأرجع الدكتور النفسي سبب ذلك إلى "الوطنية"، وأن الناظر "شاكر"، الذي هو والد زوجته، أوهمه أن الخطر قريب جدًا، وهو ما يسبب له هذه المشاكل.
واعتبر الطبيب النفسي أن أي شخص "وطني" لا يمكن أن يكون سعيدًا في بيته بسبب الخطر الذي "يظن أنه موجود".
ويجري حل مشكلة "طارق" بشكل مبدئي بعدما "لبست زي جندي أمريكي"، وهو ما ترتّب عليه القلق من الإنجاب في ظل الأوضاع في المنطقة العربية، مع حديث زوجة "طارق"، وهي "سلمى شاكر" بتأدية الممثلة بسمة، أن هذا هو الهدف الغربي بـ"قطع نسل العرب".
وبرّر "طارق" رفضه للزواج بأنه كلما قرأ جريدة، حتى لو بالصدفة، يرى فيها أن العرب يُضربون بـ"الجزمة"، متسائلًا: "هل أجيب أولاد لنفس هذا المصير؟".
وربطت العديد من المراجعات النقدية للفيلم ذكر "المشكلة الجنسية والاغتصاب والتحرّش" بـ"العجز العربي وفقدان القدرة والرغبة في مقاومة الاحتلال، وانكسار الكرامة الوطنية".
"والله هينضفونا"
ظهر الممثل محمد الصاوي، في العديد من مشاهد الفيلم دون ذكر اسم شخصيته، إلا أنه تم تصويره بالشخصية المؤيدة للغرب والمنبهرة بـ"قيم الحرية والتعددية والعدالة الأمريكية"، ويرى العرب مجرد "شعوب متخلفة ورجعية".
وظهر الممثل في أحد المشاهد وهو يقرأ مجلة "نيوزويك"، التي حصلت على انتشار واسع خلال القرن العشرين، وكان سعيدًا بالتدخل الأمريكي في مختلف الدول العربية والإسلامية مرددًا عبارة "والله هينضفونا".
وتكرر ترديد العبارة في أكثر من مشهد خلال الفيلم، لينتهي دور الشخصية عند الغزو الأمريكي لمصر، وهو يستقبلهم بحرارة، فما كان من الجنود إلا أن أطلقوا النار عليه، ليموت بجانب سلة قمامة مرددًا عبارته الشهيرة.
وقال حساب يحمل اسم محمد هاني: "كنت دايمًا بحس إن المشهد ده في ليلة سقوط بغداد لما فضل يقول عالأمريكان والله هينضفونا مبالغة من الكاتب، لحد ما جيت تويتر وشوفت نفس العينة دي".
"هدوء ولامبالاة"
وفي مشهد شهير، يتحدث الناظر مع شخصيتين في مقهى يرتاده، أنه يجب أن تحصل مصر على سلاح ردع، وهنا يسأل "سيد القهوجي": يعني إيه يا بيه سلاح ردع؟ ليرد الناظر: "يعني نووي، درع صاروخي، بصواريخ طويلة المدى، الحاجات ديه بقى تمنع أي حد يفكر يضربها، هو ده سلاح الردع".
وهنا ترد إحدى الشخصيتين بجانب الناظر: "ومين قالك إحنا ما عندناش السلاح ده؟ طبعًا عندنا، بس واضح إننا مقفلين على السر ده كويس أوي، إنت فاكر يوم الكهرباء ما قطعت على مصر كلها يوم بحاله؟ يوميها كانوا محتاجين الكهرباء بتاعت مصر كلها عشان يخصّبوا بيها اليورانيوم".
وردت الشخصية التالية: "عارف السحابة السودة اللي بقالها كم سنة؟ إنت فاكر إنها تلوّث وهبل كده؟ ده إشعاع من التجارب اللي بنعملها تحت الأرض من ورا العالم"، وحينها يقول الناظر: "أنا أتمنى، ياريت؟".
ومرة أخرى ترد الشخصية التي يجسدها الممثل لطفي لبيب: "ياريت؟ إيه ياريت دي؟ وإحنا ممكن نبقى ما عندناش؟ إحنا لو ما عندناش، كنت حتلاقي حُمى في العلم والتفكير والإنتاج، إنما الهدوء واللامبالاة اللي إحنا فيها دي بتاعة ناس أكيد عندها سلاح ردع".
وضمن أحداث الفيلم، يتحدث "طارق" عن مدى الفجوة العلمية والتكنولوجية بين الدول العربية والعالم، وفي هذا المشهد يسأله الناظر: "انت مش شايف اللي بيجرى حوالينا؟"، ويرد عليه طارق: "أنت عارف بتطلب مني إيه؟".
ويضيف: "أنت بتطلب مني ألحق ناس سبقونا بـ100 سنة ضوئية، وبعدين كنتم فين والفرق ده عمال يوسع.. ولا سايبنا إحنا نضيقه بعد ما بقى في وسع المجرة، لحد ما وصلنا للمنظر ده (في إشارة إلى صورة سجناء في سجن أبو غريب).. أنتم مسلمينا ليهم بدون ملابس داخلية، مسلمينا ملط".
ماذا تحقق من الفيلم؟
لم يكن فيلم "ليلة سقوط بغداد" مجرد كوميديا سياسية سوداء تسخر من الواقع العربي بعد غزو العراق، بل وثّق بشكل استباقي خريطة رمزية لانهيار تدريجي امتد من بغداد إلى عمق المنطقة.
وأصبحت الجملة الشهيرة التي نطق بها الناظر وهو يخشى من فكرة أن الدور سيصل إلى مصر، عنوانًا للوضع الحالي وتعرض مناطق عربية واسعة لعدوان
إسرائيلي وأمريكي، فقد عاشت دمشق وطرابلس وصنعاء وبيروت انهيارات متتالية، وتستمر حرب الإبادة ضد قطاع غزة دون قدرة أي طرف على إيقافها.
في تموز/ يوليو 2006، شنت "إسرائيل" عدوانًا واسعًا على لبنان استمر 33 يومًا، استُهدفت خلاله العاصمة بيروت بشكل مباشر، خاصة الضاحية الجنوبية، دُمّرت أحياء بأكملها، ووقعت مجازر في مناطق مدنية، وبلغ عدد الشهداء أكثر من 1200، معظمهم من المدنيين.
وفي 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، شنت "إسرائيل" أيضا عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 أيلول/ سبتمبر 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح.
ومنذ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، ارتكبت "إسرائيل" نحو 3 آلاف خرق له، خلّفت ما لا يقل عن 217 شهيدا و508 جرحى.
وفي العراق، رغم أن الغزو بدأ عام 2003، فإن التدخل الأميركي استمر فعليًا لعقد كامل، وشهدت بغداد أسوأ موجات العنف الطائفي والتفجيرات والاغتيالات، بين عامي 2006 و2008، تحوّلت بغداد إلى ساحة حرب أهلية مدعومة بفرق موت وجماعات مسلحة مرتبطة أحيانًا بالقوات الأمريكية أو بنتائج الاحتلال، كما استخدمت واشنطن "المنطقة الخضراء" كرمز للهيمنة على القرار العراقي.
وفي فلسطين، تعرض قطاع غزة لسلسلة من الحروب المدمّرة التي شنتها "إسرائيل"، وتكررت في نهاية عام 2008مخلفة أكثر من 1400 شهيد، ثم في 2012 ومئات الشهداء في قصف استمر أسبوعًا، ومرة ثالثة عام 2014 وتصاعد العدوان الذي استمر العدوان 51 يومًا، ودمّر أكثر من 100 ألف منزل.
أما في 2021 دمر القصف الإسرائيلي أبراجًا سكنية ومقار إعلامية وهو الذي أدى إلى مئات الشهداء، وصلا إلى حرب الإبادة المستمرة حاليا من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والتي أدت إلى أكثر من 187 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود،
وتعرضت دمشق أيضا لغارات إسرائيلية متكررة منذ 2013 حتى الآن، ومنذ بداية الأزمة السورية نفذ الاحتلال مئات الغارات الجوية ضد أهداف داخل دمشق ومحيطها، بدعوى استهداف مواقع إيرانية أو لحزب الله.
وفي اليمن ورغم أن الحرب قادتها السعودية والإمارات، فإن الولايات المتحدة قدمت دعمًا استخباراتيًا ولوجستيًا مباشرًا للتحالف، بما في ذلك تزويد الطائرات بالوقود وتوفير الذخائر.
أما طرابلس الليبية، نفذت الولايات المتحدة عدة غارات جوية ضد مواقع زعمت أنها "إرهابية"، خصوصًا بين 2015 و2017. إلا أن الكثير منها أسفر عن استشهاد مدنيين، الفوضى التي خلفها تدخل الناتو عام 2011، والذي دعم إسقاط نظام القذافي، مهّدت لتحوّل طرابلس إلى مدينة غارقة في الانقسام والصراع المسلح.
واستهدفت "إسرائيل" العاصمة السودانية الخرطوم عدة مرات خلال السنوات الماضية، أبرزها، ما حصل أعوام 2009 و2012 و2023، وسط اتهامات متبادلة حول تدخلات استخباراتية إسرائيلية خلال النزاع السوداني الداخلي.
استهداف العلماء
في الفيلم، تمثّل شخصية "طارق" العبقري الذي يبتكر سلاح ردع، لكنه يُواجه بالإهمال ثم الاضطهاد، وهو ما تحقق لاحقًا في واقع طارد العقول الحرة والمبدعة، من العلماء إلى الصحفيين، مع تعرّض هؤلاء للنفي أو الاعتقال والملاحقة.
ومنذ عام 2008 وحتى حرب الإبادة المستمرة، تحولت غزة إلى أكثر المناطق دموية في العالم للصحفيين والعاملين في المجال المعرفي، وجرة توثيق المؤسسات الدولية استشهاد أكثر من 221 صحفيًا فلسطينيًا، معظمهم خلال أدائهم لمهامهم الإعلامية.
واستهدفت "إسرائيل" أيضًا أساتذة جامعات ومهندسين في مجالات الحوسبة والطب والطاقة، ممن لم يكن لهم أي دور عسكري مباشر، بل عملوا على توثيق الجرائم أو بناء قدرات محلية ذات طابع مدني. أبرزهم: جمال الزبدة، وهو أستاذ الهندسة الميكانيكية والفضاء، واستُشهد في قصف استهدف منزله عام 2021، واعتبرته إسرائيل "عقلًا تكنولوجيًا في كتائب القسام".
وجرى استهداف عالِم في الطاقة الكهربائية والروبوتات، فادي البطش في ماليزيا عام 2018، وتُوجّه أصابع الاتهام للموساد الإسرائيلي.
وفي 2016، اغتيل المهندس التونسي محمد الزواري أمام منزله في مدينة صفاقس التونسية، برصاص مسلحين في عملية نفذت بدقة عالية، وهو الذي كان متخصصًا في هندسة الطيران والدرونز، وعمل سرًا ضمن وحدة التصنيع العسكري التابعة لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.
ومنذ الغزو الأميركي، تعرض مئات العلماء العراقيين في الطب، والكيمياء، والهندسة، والفيزياء النووية للاغتيال، سواء عبر تفجيرات أو فرق موت يُعتقد أنها مرتبطة بوكالات مخابرات دولية، وبين عامي 2003 و2006، وُثّق اغتيال أكثر من 500 عالم عراقي.
أما في لبنان، فقد اغتيل العالِم حسن اللقيس، المسؤول في حزب الله عن تطوير القدرات التكنولوجية والعسكرية، عام 2013 قرب بيروت، في عملية نُسبت إلى الموساد.
"الرقص والترفيه"
ويعرض الفيلم مفارقة أن الشخصيات تواجه احتمال غزو خارجي ودمار داخلي، بينما البعض مشغول بـ"نوسة الراقصة" وحفلات الترفيه.
وانطلق في 28 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 موسم الرياض تحت شعار "Big Time"، وشمل 12 منطقة ترفيهية ضخمة مع أكثر من 40،000 متفرّج في الأنشطة الرياضية والثقافية.
واحتوى الموسم على أحداث رياضية رفيعة المستوى مثل: "معركة الأقوى" بين تايسون فيوري وفرانسيس نغانو، وفعالية WWE Crown Jewel، وبطولة التنس التي شارك فيها نوفاك دجوكوفيتش وكارلوس ألكاراز، بالإضافة إلى بطولة كرة القدم (كأس موسم الرياض) بمشاركة نجوم عالميين مثل ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو.
تضمنت فعاليات ترفيهية ضخمة مثل مهرجان Soundstorm وفعاليات ثقافية وترفيه عائلي في Wonder Garden وسوق الحرف المحلية والتجارب الرقمية .
وجرى تنظيم مهرجان "نور الرياض" تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، تحت شعار The Bright Side of the Desert Moon، شارك فيها أكثر من 100 فنان و120 عملًا ضوئيًا في مواقع مثل KAFD، وSalam Park، ومناطق تاريخية.
وغاب الفنان المصري محمد سلّام عن الموسم الرمضاني الماضي 2025، للمرة الأولى منذ 15 عامًا، وذلك بعد أن اعتاد الظهور سنويًا في الأعمال الدرامية منذ مشاركته في الجزء الأول من مسلسل "الكبير" عام 2010.
وجاء هذا الغياب بالتزامن مع تصريح أدلى به سلّام في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حيث أعلن عبر مقطع فيديو نشره في حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي انسحابه من مسرحية "زواج اصطناعي"، التي كانت مُقررة ضمن فعاليات موسم الرياض الذي يشرف عليه رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه تركي آل الشيخ.
وأرجع سلّام انسحابه إلى تضامنه مع أهالي غزة إثر حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية.
وفي نيسان/ أبريل 2025، جرى استهجان حفل افتتاح "أيكون مول" الجديد في رام الله بالضفة الغربية، الذي تم على وقع الموسيقى والرقصات الاستعراضية، بحضور رسمي لمحافظ رام الله والبيرة ليلى غنام وعدد من مسؤولي السلطة الفلسطينية.
وجرى انتقاد هذا الحفل على مستوى فلسطيني شعبي واسع، باعتبار أنه حدث بينما يجرى قتل سكان غزة وتجويعهم بكل الوسائل منذ أكثر من 20 شهرا.
قمع التضامن
ويقدّم الفيلم أيضًا صورة ساخرة للعالم وهو يشاهد تعرض العواصم العربية للاعتداءات الخارجية دون أي تدخل فعلي وحقيقي، مع الاكتفاء بخطابات "القلق العميق"، وهي التي ظهرت بالفيلم وسخرت منها الشخصيات قبل 20 عامًا.
وبسبب تواصل حرب الإبادة، شهدت العديد من الدول العربية احتجاجات واسعة تعبيرًا عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، لكن غالبًا ما واجه المتظاهرون القمع والاعتقال من قبل الأجهزة الأمنية، التي بررت ذلك بـ"حفظ الأمن والنظام".
في دول مثل مصر والأردن والمغرب، وثّقت منظمات حقوقية اعتقال العشرات من الناشطين والمتظاهرين السلميين الذين شاركوا في مسيرات داعمة لغزة، مع تعرضهم للتحقيقات والتهديدات بتهم تتعلق بـ"زعزعة الاستقرار" أو "التحريض على الفتنة".
وأثارت هذه الاعتقالات انتقادات واسعة من منظمات حقوق الإنسان الدولية، التي رأت فيها محاولة لكتم صوت التضامن الشعبي مع القضية الفلسطينية وفرض قيود على حرية التعبير.
ولم تقتصر إجراءات القمع على التظاهرات فقط، بل شملت أيضًا منع إرسال قوافل الإغاثة والدعم، ومنها ما عرف بـ"قافلة الصمود" التي كانت تستهدف توصيل مساعدات إنسانية وطبية إلى غزة.
في عدة دول عربية، منعت السلطات مرور القوافل أو اعتقلت بعض المنظمين، بزعم "المخاوف الأمنية" أو "الحفاظ على العلاقات الدولية".
وأشار هذا المنع استياءً شعبيًا واسعًا، حيث اعتبر كثيرون أن الحكومات العربية تخذل القضية الفلسطينية وتتجاهل معاناة المدنيين في غزة، مما زاد من تعقيد المشهد السياسي والإنساني.