لا زال الغموض يلف الموقف الأمريكي بشأن المشاركة في الحرب على إيران، رغم الدعوات الإسرائيلية، ومحاولات الضغط التي تمارسها حكومة بنيامين نتنياهو لدفع واشنطن إلى الانخراط، تحت ذريعة وقف خطر البرنامج النووي الإيراني.
وحال مشاركة أمريكا فعليا في هذا العدوان، فإن التعويل ينصب على استخدام الجيش الأمريكي قنابل خارقة للتحصينات، بهدف الوصول المنشآت النووية الإيرانية، والتي بنيت في أعماق الجبال، كمحطة "فوردو" النووية.
ويدور الحديث أساسا عن قنبلة إستراتيجية خارقة للتحصينات، تملكها أمريكا فقط، ويقال إنها الوحيدة القادرة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية تحت الأرضية، وهي "جي بي يو-57" (GBU-57) التي تزن 13 طنا وتستطيع اختراق عشرات الأمتار قبل أن تنفجر.
قنابل أمريكا الخارقة
استخدمت الولايات المتحدة
القنابل الخارقة للتحصينات في العديد من الحروب والنزاعات، بهدف ضرب منشآت محصنة بشدة. كما طورت قنابل أقوى مثل "MOP" لمواجهة التهديدات المستقبلية ضد المنشآت النووية أو التحصينات العميقة.
القنابل الخارقة للتحصينات، هي نوع من القنابل المصممة لاختراق التحصينات الأرضية العميقة، مثل المخابئ تحت الأرض والمواقع المحصنة بشدة. استخدمت الولايات المتحدة هذه القنابل في مواقع وأحداث متعددة لاستهداف منشآت عسكرية أو نووية يُعتقد أنها محصنة بشكل كبير.
أين استخدمت أمريكا قنابلها الخارقة؟
حرب الخليج الثانية (1991): أثناء عملية عاصفة الصحراء، استخدمت الولايات المتحدة قنابل خارقة للتحصينات لاستهداف مواقع القيادة والسيطرة العراقية، ومراكز الاتصالات التي كانت مخبأة في أعماق الأرض.
وفي هذا القصف استخدم الجيش الأمريكي قنابل مثل GBU-28، وهي قنابل موجهة بالليزر ومصممة خصيصًا لاختراق التحصينات العميقة.
أفغانستان (2001): خلال الغزو الأمريكي لأفغانستان عقب هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001، استخدمت الولايات المتحدة قنابل خارقة للتحصينات لاستهداف كهوف ومخابئ طالبان والقاعدة، خصوصا مجمعات الكهوف في منطقة تورا بورا، حيث كان يُعتقد أن قادة القاعدة يختبئون فيها.
واستخدمت أمريكا قنابل موجهة مثل GBU-28 وGBU-37 لاختراق الكهوف والتحصينات الجبلية.
غزو العراق (2003): أثناء الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، استُخدمت القنابل الخارقة للتحصينات لاستهداف منشآت القيادة العراقية ومخابئ الأسلحة.
ويدور الحديث هنا على استخدام قنابل خارقة مثل GBU-28.
ليبيا ( الإطاحة بنظام القذافي 2011): خلال الحملة الجوية التي قادها حلف الناتو ضد نظام معمر القذافي، استخدمت الولايات المتحدة وحلفاؤها قنابل خارقة للتحصينات لاستهداف منشآت عسكرية تحت الأرض، منها مستودعات للأسلحة، ومراكز قيادة.
سوريا (2014 - الحرب ضد تنظيم الدولة): في إطار العمليات الجوية ضد تنظيم الدولة استُخدمت القنابل الخارقة للتحصينات لتدمير مراكز القيادة والأنفاق تحت الأرض التي يستخدمها التنظيم.
استخدم الجيش الأمريكي قنابل أكثر تدميرا من ذي قبل، مثل GBU-57A/B Massive Ordnance Penetrator (MOP).
ما هي أنواع القنابل الخارقة للتحصينات:
GBU-28: قنبلة موجهة بالليزر، طُورت أثناء حرب الخليج الثانية، وهي قادرة على اختراق أكثر من 6 أمتار من الخرسانة المسلحة أو 30 مترًا من الأرض.
GBU-37: نسخة محدثة من GBU-28، موجهة عبر الأقمار الصناعية (GPS).
GBU-57: قنبلة خارقة للتحصينات فائقة القوة، مصممة لاختراق التحصينات العميقة جدًا، وهي قادرة على اختراق أكثر من 60 مترًا من الخرسانة المسلحة.