في تصعيد جديد
ضمن
الحرب التجارية والتكنولوجية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين، كشفت
وزارة التجارة الأمريكية أنها منعت فعليًا بعض الشركات الأمريكية من بيع تقنيات
متقدمة إلى السوق
الصينية، في خطوة تعكس تشديد القيود على صادرات تعد "ذات
أهمية استراتيجية" لبكين.
وأكد متحدث باسم
الوزارة، في تصريح
لشبكة " سي إن إن"، أن الوزارة
"تراجع حاليًا
صادرات تكنولوجية تعتبرها حساسة من الناحية الأمنية، وعلّقت في
بعض الحالات تراخيص التصدير الممنوحة سابقًا أو فرضت متطلبات جديدة على بعض
الشركات ريثما تنتهي عملية المراجعة".
وبحسب تقرير
نشرته صحيفة فاينانشال تايمز نقلًا عن مصادر مطلعة، فإن الإجراءات الأمريكية
الأخيرة تستهدف شركات رائدة في تطوير البرمجيات المستخدمة في تصميم أشباه
الموصلات، وهي تقنيات بالغة الأهمية في سباق التفوق التكنولوجي العالمي. وتشمل
الشركات المتأثرة:كادينس ديزاين سيستمز (Cadence
Design Systems)وسينوبسيس (Synopsys) وسيمنز إي دي إيه (Siemens EDA).
وكان الرئيس
الصيني شي جين بينغ قد قال إن "لا رابح في الحروب التجارية"، مؤكدًا في
كلمة رسمية أن بلاده تدعو إلى التعاون والحوار بدلاً من السياسات الأحادية التي تهدد
الاستقرار الاقتصادي العالمي، وتأتي تصريحاته بعد يوم من تبادل إجراءات جمركية
جديدة بين واشنطن وبكين، شملت إلغاء بعض الرسوم المفروضة سابقًا، في محاولة
لاحتواء التصعيد دون التنازل عن المصالح الاستراتيجية.
وسبق أن وصفت
بكين السياسات الأمريكية بأنها "تنمر اقتصادي"، وأكدت في رسالة رسمية
نقلتها وسائل الإعلام الصينية أن "الصين لن تركع أمام الضغوط، وأمريكا ليست
سوى نمر من ورق"، في إشارة إلى استمرارها في سياسة "التكنولوجيا الذاتية".
وتعد أشباه
الموصلات أحد أبرز محاور التنافس الجيوسياسي بين البلدين، حيث تسعى واشنطن إلى
الحد من قدرة الصين على تطوير هذه الصناعة الحيوية، فيما ترد بكين بضخ استثمارات
ضخمة في الأبحاث والابتكار المحلي، لتعويض أي فجوات تفرضها القيود الغربية.
ويرى مراقبون أن
الإجراءات الأمريكية الأخيرة قد تسهم في تعميق الانقسام الرقمي والاقتصادي
عالميًا، وتسريع فصل الاقتصادين الأمريكي والصيني، في وقت تتزايد فيه المخاوف من
تحوّل التوتر التكنولوجي إلى مواجهة اقتصادية مفتوحة تؤثر على سلاسل التوريد
العالمية، خاصة في ظل الأزمات الجيوسياسية في تايوان وأوكرانيا والشرق الأوسط.