شهدت عملة
البتكوين ارتفاعا كبيرا تجاوزت فيه حاجز الـ 87 ألف دولار صباح الاثنين، محققة
قفزة بنحو 3 بالمئة عن مستوياتها السابقة.
ويأتي الارتفاع
بعد تراجع ملحوظ أعقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في "يوم
التحرير" عن فرض رسوم جمركية جديدة على بعض السلع الصينية، ما أثار حالة من
القلق في الأسواق العالمية في وقت سابق.
وانتعشت البتكوين التي عانت في الفترة الأخيرة من تقلبات سعرية جراء تلك الأزمات، بشكل ملحوظ بعد أن
أعلن ترامب عن تجميد
الرسوم الجمركية، الذي يعتقد أنه كان عاملا رئيسيا في استعادة
الثقة في الأسواق، حيث ساهم في تدفق الاستثمارات نحو الأصول الرقمية والملاذات
الآمنة مثل الذهب، مما ساهم في رفع قيمتها.
وارتبط ارتفاع
العملة الرقمية أيضا بتراجع الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية، وهو ما يعكس
القلق من سياسة الرئيس الأمريكي بخصوص محاولة إقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي
جيروم باول، وتلك الجهود التي تؤثر بشكل مباشر في السياسة النقدية الأمريكية، إذ
يعتقد العديد من الخبراء أن تغيير قيادة الاحتياطي الفيدرالي قد يساهم في زيادة
الضغوط على الاقتصاد الأمريكي في المدى القريب.
وهناك دور
متزايد للبتكوين كأصل رقمي آمن في مواجهة الأزمات الاقتصادية، ما يعزز من رغبة
الأفراد والشركات في الاحتفاظ بالعملة الرقمية كوسيلة للتحوط ضد التضخم وارتفاع
الأسعار.
وبالرغم من
الانخفاضات الحادة التي شهدتها البتكوين في الماضي، إلا أن الطلب على العملات
المشفرة كأداة استثمارية ما زال يشهد ارتفاعًا مستمرًا، لا سيما في ظل الظروف
الاقتصادية العالمية المضطربة.
تظهر التجربة
الأخيرة أن البيتكوين أصبح لا يتأثر فقط بالعوامل التقنية والاقتصادية التقليدية،
بل أيضًا بالتحركات السياسية الكبيرة. إذ أن إعلان ترامب حول الرسوم الجمركية أو
حتى أي تحركات في السياسة النقدية الأمريكية يمكن أن تؤدي إلى تأثيرات ملموسة في
أسعار العملات المشفرة. على سبيل المثال، قد تؤدي المحاولات لتغيير قيادة
الاحتياطي الفيدرالي إلى زيادة القلق بشأن الاستقرار المالي، ما يعزز بدوره من
الطلب على أصول مثل البيتكوين.