صحافة إسرائيلية

نتنياهو يهدد بـ"فصل" العسكريين المطالبين بوقف الحرب واستعادة الأسرى

نحو ألف من العسكريين والمتقاعدين وقعوا عريضة الخميس تدعو إلى استعادة الأسرى عبر وقف الحرب في قطاع غزة وهو ما يرفضه نتنياهو- الأناضول
يحاول رئيس حكومة الاحتلال إخماد الأصوات الداعية إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، مقابل استعادة المحتجزين الإسرائيليين، باعتبار هذه الدعوات تهديدا لائتلافه اليميني الحاكم.

وهدد نتنياهو، الجمعة، بـ"فصل فوري" للعسكريين الموقعين على الرسائل الداعية لاستعادة الأسرى المحتجزين بغزة عن طريق وقف الحرب المستمرة منذ أكثر من 18 شهرا.

وجاء تهديد نتنياهو تعليقا على توقيع مئات الجنود وضباط الاحتياط في سلاح الجو والاستخبارات والمدفعية وسلاح البحرية خلال اليومين الماضيين، رسائل تدعو لوقف الحرب من أجل إعادة الأسرى الإسرائيليين، وفق إعلام عبري.

وهدد نتنياهو في تصريح أصدره مكتبه بـ"فصل" العسكريين الداعين لوقف الحرب أو رفض الخدمة العسكرية.

وقال: "أي شخص يشجع على التمرد، سيتم طرده فورا"، وأضاف: "التمرد هو التمرد، بغض النظر عن الاسم القذر الذي يطلقونه عليه"، وفق تعبيره.

واتهم نتنياهو الموقعين على الرسائل بـ"رفض أداء الخدمة العسكرية"، وهي التهمة التي نفاها الموقعون إذ يطالبون بوقف الحرب في سبيل إعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.

وتقدر حكومة الاحتلال وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وفي سياق متصل، قلل نتنياهو من شأن الرسائل الرافضة للحرب والموقعين عليها، مضيفا: "نفس الرسائل مرة أخرى: مرة نيابة عن الطيارين، ومرة نيابة عن قدامى المحاربين في البحرية، ومرة نيابة عن آخرين"، بحسب بيان مكتبه.

وادعى أن الإسرائيليين "لم يعودوا يصدقون أكاذيبهم الدعائية التي ترددها وسائل الإعلام"، في إشارة لاعتراضات بعض العسكريين على سياسات نتنياهو طوال مسار الحرب ضد قطاع غزة.

وتابع: "هذه الرسائل لم تكتب باسم جنودنا الأبطال، لقد كتبتها مجموعة صغيرة هامشية، تديرها منظمات غير حكومية ممولة من الخارج من أجل هدف واحد، وهو الإطاحة بالحكومة اليمينية"، دون تسمية أي جهة.

كما وصف الموقعين على الرسائل بأنهم "مجموعة صغيرة منفصلة عن بعضها البعض من المتقاعدين"، زاعما أن الغالبية العظمى منهم "لم يخدموا حتى لسنوات في الجيش الإسرائيلي".

وكان نحو ألف من العسكريين الاحتياط والمتقاعدين بسلاح الجو الإسرائيلي وقعوا عريضة الخميس، تدعو إلى استعادة الأسرى عبر وقف الحرب في قطاع غزة، وتبعهم في خطوتهم 150 ضابطا سابقين في سلاح البحرية وعشرات العسكريين في سلاح المدرعات.

وفي 19 آذار/ مارس الماضي، عزل جيش الاحتلال ضابطي احتياط أحدهما في الاستخبارات العسكرية والآخر في سلاح الجو، رفضا المشاركة في الحرب بقطاع غزة بعد استئناف القتال، ووصف أحدهما وزراء الحكومة ورئيسها بنيامين نتنياهو بـ"الخونة القذرين".