قال اللواء
الإسرائيلي إسحق بريك إن "إسرائيل" أقدمت على "مغامرة كبيرة" عندما شنت هجوما مباشرا على
إيران في حزيران/ يونيو، معتبرا أن هذه الخطوة حققت مكاسب مهمة تمثلت في إلحاق أضرار جسيمة بالبرنامج النووي الإيراني، إضافة إلى منصات إطلاق الصواريخ والصواريخ الباليستية.
وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس"، أشار بريك إلى أن الإيرانيين أطلقوا مئات الصواريخ الباليستية على "إسرائيل" خلال الصراع الذي استمر 12 يوما، موضحا أن هذه الصواريخ استهدفت في الغالب قواعد عسكرية وأهدافاً استراتيجية، وليس المراكز السكانية المدنية.
وأضاف أنه على الرغم من المساعدة الأمريكية في اعتراض الصواريخ، إلى جانب القدرات الكبيرة لمنظومة "آرو" الإسرائيلية التي نجحت في إسقاط عدد كبير منها، فإن عشرات الصواريخ أصابت أهدافا استراتيجية وأحياء سكنية، محدثة أضراراً جسيمة.
اظهار أخبار متعلقة
واعتبر أن توجيه تلك الصواريخ جميعها نحو منطقة غوش دان في وسط الأراضي المحتلة كان كفيلا بأن يحوّل المغامرة الإسرائيلية إلى "كارثة وطنية مروعة".
ولفت بريك إلى أن مخزونات الولايات المتحدة ودولة الاحتلال من الصواريخ الاعتراضية استُنزفت بشكل كبير، مؤكداً أن الإدارة الأمريكية أوضحت بالفعل أنها لن تتمكن من توفير العدد نفسه من الصواريخ في أي صراع مقبل كما فعلت في الصراع السابق.
وأشار إلى أن معظم المقامرين المتسلسلين يخسرون في نهاية المطاف، محذرا من أن المقامرة بمصير "الدولة" تعرضها لخطر الدمار الكامل.
وأضاف أن الضربة القوية التي وجهتها "إسرائيل" لإيران لم تمنع الأخيرة من التعافي السريع، إذ حصلت، بمساعدة صينية، على آلاف الصواريخ الباليستية الجديدة، مع توقعات بأن تصل قدرتها الإنتاجية قريباً إلى نحو 3000 صاروخ سنويا.
وأوضح أنه في حال قررت "إسرائيل" مهاجمة إيران مرة أخرى، وهو ما يعتزم رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو طرحه على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال اجتماعهما المرتقب لاحقاً هذا الشهر، فمن المرجح جداً أن يوجّه الإيرانيون صواريخهم الباليستية هذه المرة مباشرة نحو المراكز السكانية، وعلى رأسها منطقة غوش دان.
اظهار أخبار متعلقة
وذكر بريك بأن الإيرانيين سبق أن هددوا بالرد بهذه الطريقة على أي هجوم جديد، مشيراً إلى أنهم باتوا اليوم أكثر استعداداً بكثير، دفاعياً وهجومياً، مقارنة بالمرة السابقة.
وحذر من أن ذلك قد يؤدي إلى أضرار جسيمة لا تُحصى في الأرواح والبنية التحتية في منطقة غوش دان، التي تضم نحو 70 في المئة من المستوطنين وتحتضن قرابة 80 في المئة من مركزها الاقتصادي.
وتطرق إلى التوازن الجغرافي للقوى بين الطرفين، مشيراً إلى أنه حتى لو نجحت "إسرائيل" في توجيه ضربة قوية أو إلحاق أضرار كبيرة بطهران، فلن يكون تأثير ذلك مماثلاً للضرر الهائل الذي قد يلحق بغوش دان، نظراً إلى أن مساحة إيران تفوق مساحة "إسرائيل" بنحو 75 مرة.
وبحسب بريك، تستطيع إيران الصمود حتى في حال تعرضها لضربات قاسية، في حين قد لا تتمكن "إسرائيل" من التعافي من "ضربة قاضية" تستهدف منطقة غوش دان.
وأضاف أنه حتى لو دخلت "إسرائيل" الصراع المقبل وهي تتمتع بتفوق، رغم الكلفة الباهظة التي ستدفعها حتماً، وحتى لو تلقت إيران ضربة قوية، فإن الإيرانيين سيكونون قادرين خلال ستة أشهر فقط على امتلاك ترسانة صواريخ مماثلة لتلك التي بحوزتهم اليوم.
اظهار أخبار متعلقة
وتساءل بريك عما إذا كانت "إسرائيل" قادرة فعلا على تحمل الانجرار إلى جولة قتال جديدة كل بضعة أشهر، معتبراً أن من الواضح لأي عاقل أنها، في مثل هذا السيناريو، لن تستطيع البقاء على المدى الطويل، بسبب صغر حجمها، ومحدودية مواردها، وضعف عزيمتها الشعبية.
وختم بالقول إن الخيار الوحيد المتاح أمام "إسررائيل" يتمثل في إبرام اتفاقيات دفاعية مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ودول أخرى لخلق توازن في الردع الاستراتيجي، إلى جانب السعي المستمر لإبرام اتفاقيات سلام مع مزيد من الدول العربية.