طب وصحة

أمور مدهشة اكتشفها العلماء حول أدوية السكري والسرطان

أدوية السكري قد تؤثر على بيولوجيا السرطان وليس فقط على ضبط سكر الدم أو الوزن- CC0
أدوية السكري قد تؤثر على بيولوجيا السرطان وليس فقط على ضبط سكر الدم أو الوزن- CC0
شارك الخبر
نشر موقع سايتك ديلي تقريرا من مستشفى غرب الصين التابع لجامعة سيتشوان قال فيه إن وظيفة أدوية السكري قد لا تقتصر على التحكم في مستوى السكر في الدم فحسب، بل قد تُؤثر أيضا على بيولوجيا السرطان بطرق غير متوقعة.

يدقق بحث جديد عن كثب في كيفية ارتباط أدوية السكري بالسرطان، مع التركيز على التأثيرات التي تتجاوز خفض مستوى السكر في الدم أو دعم التحكم في الوزن. على الرغم من أن داء السكري يرتبط منذ فترة طويلة بزيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، إلا أن العلماء ما زالوا يعملون على فهم كيفية تأثير أدوية السكري على هذا الخطر.

في مراجعة جديدة، قيّم الباحثون الأدلة المتعلقة بعدة فئات دوائية رئيسية، بما في ذلك الميتفورمين، ومثبطات SGLT2، ومحفزات مستقبلاتGLP-1.

ويصف التحليل كيف يمكن لهذه الأدوية أن تؤثر على تطور السرطان من خلال التأثير على سرعة تكاثر الخلايا، وكيفية استجابة الجهاز المناعي، وكيفية تنظيم الالتهاب، وغيرها من العمليات البيولوجية الأساسية.

تشير النتائج إلى فرص علاجية محتملة، لكن يؤكد الباحثون أن أسئلة رئيسية لا تزال بلا إجابة.

اظهار أخبار متعلقة



داء السكري، خطر الإصابة بالسرطان.. وأسئلة بلا إجابات
يرتبط داء السكري من النوع الثاني بزيادة خطر الإصابة بأنواع متعددة من السرطان، بما في ذلك سرطان الكبد، وسرطان القولون والمستقيم، وسرطان الثدي. لكن التفسيرات المعتادة، كارتفاع نسبة السكر في الدم وزيادة الوزن، لا تُفسر الصورة كاملة.

يدفع هذا النقص الباحثين إلى البحث في إمكانية أن تُؤثر الأدوية المستخدمة لعلاج داء السكري أيضا على خطر الإصابة بالسرطان عبر مسارات بيولوجية أخرى.

قد يُساعد توضيح هذه التأثيرات في تحديد متى قد تُقدم هذه الأدوية فوائد وقائية، ومتى قد تنطوي على مخاطر، وكيف يُمكن دمجها في استراتيجيات الوقاية من السرطان أو علاجه. نظرا لتعقيد علم الأحياء، لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد الآليات الرئيسية المعنية.

نطاق وسياق المراجعة
نُشرت هذه المراجعة، الصادرة عن مستشفى جامعة بكين الشعبية، في 10 كانون الأول/ ديسمبر 2025 في مجلة الطب السريري الدقيق، وهي تُقيّم كيفية تأثير ثلاث فئات رئيسية من أدوية السكري، وهي الميتفورمين، ومثبطات SGLT2، ومحفزات مستقبلات GLP-1، على بيولوجيا السرطان.

بدلا من التركيز فقط على مستوى السكر في الدم أو الوزن، يُلخص الباحثون الأدلة التي تُشير إلى أن هذه الأدوية يُمكن أن تُؤثر على الالتهاب، والاستجابات المناعية، ومسارات نمو الخلايا التي تعتمد عليها الأورام السرطانية.

رؤى آلية من الأدلة ما قبل السريرية والسريرية
تُحلل هذه المراجعة بشكل منهجي الأدلة ما قبل السريرية والسريرية التي تربط أدوية السكري بالسرطان. وقد تبين أن الميتفورمين، أحد أكثر أدوية السكري استخداما، يُؤثر على السرطان من خلال آليات مُتعددة، بما في ذلك تعزيز المناعة المضادة للسرطان وتثبيط نمو الورم عن طريق التأثير على البيئة الدقيقة للورم.

كما أنه يُعدِّل نشاط مسارات رئيسية مرتبطة بالسرطان، مثل AMPK و mTOR  وPI3K/AKT، والتي تُشارك في تكاثر الخلايا وموتها المبرمج وتكوين الأوعية الدموية.

وبالمثل، أظهرت أدوية أخرى، مثل مثبطات SGLT2 ومحفزات مستقبلات GLP-1، إمكانية في تغيير تكاثر الخلايا السرطانية، والحد من الالتهاب، وتعزيز الموت المبرمج. ومع ذلك، تختلف آثارها باختلاف نوع السرطان والدواء المُستخدم.

فعلى سبيل المثال، في حين أظهر الميتفورمين نتائج واعدة في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم وسرطان الكبد، إلا أن آثاره على سرطان الثدي لا تزال غير حاسمة.

اظهار أخبار متعلقة



تأثيرات متفاوتة وضرورة إجراء المزيد من البحوث
علاوة على ذلك، تُسلِّط هذه المراجعة الضوء على أهمية دراسة كل دواء على حدة وآليات عمله الخاصة، فضلا عن الحاجة إلى مزيد من التجارب السريرية لتأكيد هذه النتائج واستكشاف إمكاناتها العلاجية في علاج السرطان.

بحسب الدكتور لينونغ جي، أحد أبرز الباحثين في هذا المجال، "على الرغم من أهمية أدوية السكري في السيطرة على المرض، إلا أن تأثيراتها الأوسع على السرطان لا تزال غير مفهومة تماما. تُسلط هذه المراجعة الضوء على الآليات المعقدة التي قد تؤثر من خلالها هذه الأدوية على تطور السرطان. ومع ذلك، فإن الأدلة متضاربة، ويجب علينا مواصلة البحث في التأثيرات طويلة المدى لهذه الأدوية على مرضى السرطان، بالإضافة إلى إمكانية تطوير علاجات موجهة بناء على هذه النتائج".

تؤكد نتائج هذه المراجعة على أهمية الطب الشخصي في علاج مرضى السكري المصابين بالسرطان. إن فهم الطرق المحددة التي تؤثر بها أدوية السكري على تطور السرطان قد يؤدي إلى علاجات أكثر دقة، مما يُحسّن الوقاية من السرطان ونتائج المرضى.

كما يمهد هذا البحث الطريق لإجراء تجارب سريرية مستقبلية لاستكشاف كيفية تحسين الأدوية الحالية لعلاج السرطان أو استخدامها كعلاجات مساعدة للعلاجات التقليدية.

ويمكن أن يُسهم دور أدوية مثل الميتفورمين في الوقاية من السرطان في توجيه استراتيجيات الصحة العامة، لا سيما في إدارة مرض السكري والأمراض المصاحبة له لدى الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالسرطان.
التعليقات (0)