أعلنت وزارة الحرب
الإسرائيلية، الخميس، توسيع صفقة تزويد ألمانيا بمنظومة الدفاع الجوي والصاروخي “
حيتس 3” (Arrow-3)، لتصل قيمتها الإجمالية إلى نحو 6.7 مليارات دولار، ما يجعلها أكبر صفقة تصدير أمني في تاريخ دولة الاحتلال.
ويأتي هذا التطور بعد مصادقة البرلمان الألماني (البوندستاغ) على الصفقة الموسعة، وبعد أسابيع من رفع برلين قيود تصدير الأسلحة إلى الاحتلال٬ التي كانت مفروضة على خلفية حرب الإبادة الجماعية التي تشنها تل أبيب على قطاع غزة ومنعها إدخال المساعدات الإنسانية.
3.1 مليارات دولار إضافية
وقالت وزارة الحرب الإسرائيلية إن تل أبيب وبرلين٬ وقعتا عقدا إضافيا بقيمة تقارب 3.1 مليارات دولار، لاستكمال اتفاق الشراء الأولي الذي وقع قبل عامين بقيمة 3.6 مليارات دولار.
وبذلك، ترتفع القيمة الإجمالية للصفقتين إلى أكثر من 6.7 مليارات دولار، أي ما يزيد على 20 مليار شيكل، وفق بيان رسمي لوزارة جيش الاحتلال.
وأوضحت الوزارة أن الصفقة الموسعة تتضمن زيادة كبيرة في وتيرة إنتاج صواريخ الاعتراض وقاذفات منظومة “حيتس 3”، على أن يتم تسليمها إلى الجيش الألماني، بهدف تعزيز قدراته في مجال الدفاع الجوي بعيد المدى.
حزمة تسليح قياسية
وجاء توسيع صفقة “حيتس 3” ضمن حزمة إنفاق دفاعي جديدة صادق عليها البرلمان الألماني، تقدر قيمتها بنحو 59 مليار دولار، لتجهيز القوات المسلحة الألمانية، في إطار تسريع رفع الإنفاق العسكري لمواجهة ما تصفه برلين بالتهديد الروسي.
وبحسب وزارة الدفاع الألمانية، من المتوقع أن ترتفع مشاريع شراء الأسلحة للجيش الألماني بحلول عام 2025 إلى نحو 83 مليار يورو، وهو مستوى قياسي غير مسبوق، وصف بأنه “رسالة قوية” إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) وشركائه.
اظهار أخبار متعلقة
رفع قيود تصدير السلاح
ويكتسب الإعلان عن توسيع الصفقة دلالات سياسية لافتة، إذ جاء بعد نحو شهرين من قرار ألمانيا رفع القيود المفروضة على تصدير الأسلحة إلى الاحتلال الإسرائيلي، والتي فرضت بسبب الحرب على غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية.
ويعكس هذا القرار، وفق مراقبين، تراجع التحفظات الألمانية السابقة، وتغليب الاعتبارات الأمنية والاستراتيجية، في ظل تصاعد المخاوف الأوروبية من تطورات الحرب الروسية الأوكرانية واحتمالات اتساعها.
كاتس: “ثقة عميقة وشراكة استراتيجية”
وفي تعليق رسمي، قال وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن مصادقة البوندستاغ على توسيع الصفقة “تعكس الثقة العميقة التي تمنحها ألمانيا لإسرائيل، سواء من حيث قدراتها التكنولوجية أو الالتزام المشترك بحماية المدنيين في مواجهة تهديدات متزايدة”.
وأضاف أن الصفقة تمثل “شراكة استراتيجية من الدرجة الأولى، قائمة على رؤية أمنية بعيدة المدى”، معتبرا أن عائداتها “ستسهم في تعزيز بناء القوة العسكرية وضمان التفوق النوعي لإسرائيل في السنوات المقبلة”.
تعزيز الصادرات وتسريع الإنتاج
من جانبه، قال المدير العام لوزارة الجيش الإسرائيلي، اللواء (احتياط) أمير برعام، إن توسيع صفقة “حيتس” يشكل “محطة مركزية إضافية في مسار العلاقات الاستراتيجية المتنامية بين إسرائيل وألمانيا، الشريك الأساسي لإسرائيل في أوروبا”.
وأوضح برعام أن الصفقة “تجسد عمليا استراتيجية وزارة الأمن الهادفة إلى توسيع الصادرات العسكرية”، مؤكدا أنها “ستعزز مكانة إسرائيل على الساحة الدولية، وتسرع في الوقت ذاته إنتاج منظومة حيتس لصالح الجيش أيضا”.
“حيتس 3”.. تطوير مشترك مع واشنطن
وطُورت منظومة “حيتس 3” بشكل مشترك بين مديرية البحث والتطوير في وزارة الجيش الإسرائيلية ووكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية (MDA)، إلى جانب الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI)، التي تعد الجهة الرئيسية المسؤولة عن تطوير وإنتاج المنظومة.
وبالعبرية يطلق على الصاروخ اسم “حيتس”، وبالعربية “سهم”، وبالإنجليزية “Arrow”، وهو مخصص لاعتراض الصواريخ الباليستية خارج الغلاف الجوي.
اظهار أخبار متعلقة
الطبقات الدفاعية الإسرائيلية
ويعتمد الاحتلال الإسرائيلي على ثلاث طبقات رئيسية للدفاع الجوي:
القبة الحديدية: لاعتراض الصواريخ والقذائف قصيرة ومتوسطة المدى.
مقلاع داود: لاعتراض الصواريخ متوسطة المدى والطائرات المسيّرة.
حيتس 2 و3: لاعتراض الصواريخ الباليستية في الغلاف الجوي العلوي وخارجه.
ألمانيا أول عميل أجنبي لمنظومة “حيتس”
ووفق موقع “والا” العبري، تعد ألمانيا أول زبون أجنبي لمنظومة “حيتس”، بعد توقيع الصفقة الأولى قبل عامين، في أكبر صفقة أمنية في تاريخ الصناعات الدفاعية الإسرائيلية.
ويزعم الاحتلال الإسرائيلي أن المنظومة أثبتت “قدرات اعتراضية هائلة” خلال الحرب على غزة، غير أن وسائل إعلام دولية، بينها صحيفة التلغراف البريطانية، أكدت فشلها في عدة مرات في اعتراض صواريخ أطلقتها جماعة الحوثي من اليمن، سقط أحدها قرب مطار بن غوريون في تل أبيب.
سباق تسلح أوروبي في ظل الحرب الأوكرانية
ويأتي الإقبال الأوروبي على تعزيز أنظمة الدفاع الجوي في ظل تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ شباط/فبراير 2022، والتي أطلقت ما يشبه سباق تسلح داخل القارة، وسط مخاوف من تصعيد مستقبلي قد يشمل استخدام الصواريخ الباليستية.
وفي هذا السياق، قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إن الاستثمارات الجديدة تهدف إلى “تحقيق الأمن الفعلي للبلاد، والاستعادة الكاملة لقدراتها الرادعة والدفاعية”، مؤكدا أن ألمانيا “تمضي قدما في الوفاء بالتزاماتها داخل حلف الناتو”.