سياسة دولية

انتقادات واسعة لمنظمة تستخدم "معاداة السامية" ذريعة لملاحقة المؤيدين لفلسطين

قال النائب الديمقراطي رو خانا إن الدفاع عن أطفال غزة الذين يعانون الجوع ليس معاداة للسامية - حسابها على انستغرام
قال النائب الديمقراطي رو خانا إن الدفاع عن أطفال غزة الذين يعانون الجوع ليس معاداة للسامية - حسابها على انستغرام
شارك الخبر
تعرضت منظمة "أوقفوا معاداة السامية - Stop Antisemitism" المؤيدة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ومقرها الولايات المتحدة، لانتقادات حادة بسبب ترشيحها معلمة الأطفال على يوتيوب، المؤثرة الشهيرة راشيل غريفين أكورسو، المعروفة باسم "ميس راشيل"، لقب الـ"المعادية للسامية لهذا العام"، على خلفية اتهامات بنشرها محتوى مؤيد للفلسطينيين على منصات التواصل الاجتماعي، بحسب صحيفة الإندبندنت.

وتشتهر منظمة "أوقفوا معاداة السامية"، التي تضم أكثر من 300 ألف متابع على منصة "إكس"، بتنظيم حملاتٍ ضدّ النشطاء والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أكد كثيرون أن المجموعة تركز بشكل مفرط على الشخصيات الإسلامية، والأنشطة المؤيدة للفلسطينيين، وأفرادٍ غير بارزين.

ووضعت المجموعة المؤيدة لإسرائيل صانعة محتوى الأطفال السيدة راشيل على قائمة "معاداة السامية" لنشرها مقاطع فيديو تسلط الضوء على معاناة الأطفال الفلسطينيين في غزة، علمًا أنها ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها هذه المجموعة صانعة المحتوى.


ومن ضمن المرشحين في قائمة المنظمة المؤيدة لإسرائيل: المعلق المحافظ تاكر كارلسون، وستيو بيترز، وبرايس ميتشل، ومستخدم تيك توك المؤيد للفلسطينيين جاي كريستنسن، كما تضم القائمة الممثلة مارشا كروس من مسلسل "ربات بيوت يائسات"، ونجمة مسلسل "وفقط مثل ذلك" سينثيا نيكسون، بالإضافة إلى الناشطة الأمريكية كالا والش، وجميعهن من المنتقدات الصريحات لحرب إسرائيل على غزة. كما تضمنت القائمة أيضًا آنا كاسباريان وسينك أويجور، مقدِّمي برنامج The Young Turks، وهي شبكة تعليق سياسي تقدمية.
 

اظهار أخبار متعلقة


وسارع مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي إلى انتقاد القائمة، خاصةً لأنها تضمنت شخصيات اجتماعية معروفة؛ إذ كتب النائب الديمقراطي البارز رو خانا على منصة "إكس": "السيدة راشيل مُعلّمة في مرحلة ما قبل الروضة تُدافع عن الأطفال الجائعين في غزة. هذا ليس معاداة للسامية. آمل أن ينضم إليّ الآلاف في الدفاع عنها."
 
كما كتب أحد المستخدمين: "إن الجمع بين السيدة راشيل وستيو بيترز أمر مقزز للغاية، ويساهم بشكل أكبر في تعزيز معاداة السامية من خلال إخفاء الفرق بين انتقاد إسرائيل والكراهية اليهودية الفعلية." وكتب آخر: "تذكير بأن منظمة StopAntisemites رشحت السيدة راشيل لجائزة معاداة السامية لهذا العام لأنها تجمع الأموال من أجل أطفال غزة الذين يموتون جوعًا ويتعرضون للحرق، وهذا أمر سيّئ بالنسبة لهم."
 
وأضاف أحد مستخدمي منصة "إكس": "استبعاد النازي المعلن (نيك فوينتس) مقابل المشاهير والمدافعين عن حقوق الأطفال وغيرهم من الناشطين لمجرد أنهم قالوا إن إسرائيل يجب أن تتوقف عن ذبح الأطفال وإبادة الفلسطينيين في غزة." وتابع: "لا تسعى المجموعة إلى وقف معاداة السامية الحقيقية، بل تسعى إلى مضايقة وتهديد وفصل أو إيذاء أي شخص تجرأ على انتقاد انتهاك إسرائيل الواضح للقانون الدولي."

وكشف صانع محتوى أمريكي عن نَهْج منظمة Stop Antisemitism، مؤكدًا أنها تصدر قوائم تتهم فيها النشطاء بـ"معاداة السامية"، وأن هذه القوائم تُستخدم لقمع الأصوات المؤيدة لفلسطين وتشويه صورتها، موضحًا أن هذه الجهة تحولت إلى أداة ضغط تستهدف كل من ينتقد سياسات الاحتلال.
 

وطالبت منظمة "أوقفوا معاداة السامية" اليمينية والمعنية برصد معاداة السامية في الولايات المتحدة، المدعية العامة بام بوندي بفتح تحقيق مع المؤثرة الشهيرة راشيل غريفين أكورسو، المعروفة باسم "ميس راشيل"، على خلفية اتهاماتٍ بتلقي أموال مقابل نشر محتوى مؤيد لحركة حماس على منصات التواصل الاجتماعي.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك بوست" في وقت سابق من هذا الأسبوع، بعثت المنظمة رسالة إلى بوندي دعت فيها إلى النظر في ما إذا كانت ميس راشيل قد انتهكت قانون تسجيل الوكلاء الأجانب "فارا" (FARA)، وهو القانون الذي يُلزم من يتلقى أموالًا أجنبية لأنشطة دعائية داخل الولايات المتحدة بالإفصاح عن هذه العلاقة.

وتستند المنظمة في ادعائها إلى منشورات المؤثرة —التي يتابعها أكثر من 12 مليون متابع على يوتيوب وأكثر من مليونيْ متابع على إنستغرام— تُظهر صورًا وقصصًا لأطفال من غزة. وتزعم المنظمة أن هذه المواد "تشبه إلى حد كبير" الروايات والصور التي تروج لها حماس.

وجاء في بيان المنظمة أن ميس راشيل "نشرت عشرات المرات عن أطفال غزة، لكن معظم هذه المنشورات مليئة بالمعلومات المضللة المنقولة عن حماس"، مشيرةً إلى أنها "تبدو وكأنها تحولت إلى ناطقة باسم الحركة، تنشر دعاية كريهة ضد الدولة اليهودية".

كما أشارت الرسالة إلى أن ميس راشيل نظمت في مايو/أيار 2024 حملة لجمع التبرعات لصالح أطفال غزة وجمعت خلالها نحو 50 ألف دولار، "من دون أي إشارة إلى الضحايا اليهود"، على حد قول المنظمة.

اظهار أخبار متعلقة


وأضافت المنظمة أن رد السيدة راشيل على الجدل جاء بفيديو غنائي دعت فيه إلى الصلاة لأطفال غزة وإسرائيل، لكنها "سرعان ما عادت لنشر بيانات وإحصاءات منقولة عن حماس، متجاهلةً معاناة الإسرائيليين".

تقول السيدة راشيل إنها شعرت بأنها مضطرة للتحدث بعد مشاهدة فيديو لطفل فلسطيني مصدوم نجا من قصف إسرائيلي في غزة.

وفي يناير، كشفت أنها تعرضت للمضايقات والتنمر على الإنترنت بعد جمع أكثر من 50 ألف دولار لأسباب إنسانية، بما في ذلك المساعدات لغزة.

وهذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها المنظمة السيدة راشيل؛ فقد سبق أن اتهمتها بنشر الدعاية ودعت إلى تحقيق فيدرالي. وكانت منظمة "أوقفوا معاداة السامية" قد طالبت بالتحقيق في ما إذا كانت صانعة المحتوى قد تلقت تمويلًا أجنبيًا لمنشوراتٍ مؤيدةٍ للفلسطينيين، بحجة أن ذلك قد ينتهك القوانين الأمريكية التي تهدف إلى منع النفوذ الأجنبي الخفي.

وقالت السيدة راشيل إنها شعرت برغبة في التحدث علنًا بعد مشاهدتها فيديو لطفلة ناجية من قصف إسرائيلي على غزة. وفي يناير/كانون الثاني، كشفت راشيل عن تعرضها لمضايقات وتنمر عبر الإنترنت بعد جمعها أكثر من 50 ألف دولار لقضايا إنسانية، بما في ذلك إغاثة غزة.
التعليقات (0)

خبر عاجل