سياسة عربية

سوريا تنفي تعاون الشرع مع التحالف الدولي عام 2016.. "القرارات اتُّخذت بشكل مستقل"

دعا الشرع عام 2021 المجتمع الدولي للقبول بالواقع الذي فرضته هيئة تحرير الشام خلال مقابلة الصحفي الأمريكي مارتن سميث- واس
دعا الشرع عام 2021 المجتمع الدولي للقبول بالواقع الذي فرضته هيئة تحرير الشام خلال مقابلة الصحفي الأمريكي مارتن سميث- واس
نفت الرئاسة السورية وجود تعاون بين الرئيس السوري أحمد الشرع والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيمي "الدولة" و"القاعدة" منذ عام 2016، وفق وكالة الأخبار السورية (سانا). وقالت مديرية الإعلام في الرئاسة السورية إن: "المعلومات التي وردت في بعض التقارير الصحفية عن وجود تعاون بين الشرع مع التحالف غير صحيحة".

اظهار أخبار متعلقة


وأوضحت مديرية الإعلام أن ما سبق لا يعدو "كونه ادعاءات لا تمت إلى الحقيقة بصلة، مشيرة إلى أن الشرع "لم ينسق أو يتعاون مع أي جهة أجنبية في هذا الإطار، ولم تصدر عنه توجيهات تتعلق بذلك. وأضافت المديرية أن "جميع القرارات والإجراءات المتخذة آنذاك جاءت بقرار داخلي مستقل دون أي تنسيق أو طلب من أي طرف خارجي".


وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد ذكرت في تقرير مفصل، أن الشرع "كان يتعاون سراً مع التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة والقاعدة منذ سيطرته على جزء من المناطق في شمال غرب سوريا عام 2016"، وقالت الصحيفة إن "الشرع الذي زار البيت الأبيض للمرة الأولى هذا الأسبوع والتقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقّع رسمياً على إعلان للتعاون السياسي والعسكري مع التحالف الدولي لمحاربة داعش".

واستندت "نيويورك تايمز" في تقريرها إلى مسؤولين سوريين ودبلوماسيين غربيين، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، وذكرت أن التحالف "زوّد الحكومة السورية الجديدة بمعلومات استخباراتية وتعاون عسكري للمساعدة في اعتقال خلايا داعش ومنع هجماتها"، وفق ما أكّده معاذ مصطفى، رئيس "الفرقة السورية للطوارئ"، وهي منظمة إنسانية وداعمة في الولايات المتحدة.

ووفق "نيويورك تايمز"، كانت الولايات المتحدة قد وضعت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار على رأس أحمد الشرع حتى ديسمبر 2024، أي بعد فترة وجيزة من قيادته هجوماً مسلحاً أطاح بحكم بشار الأسد، وأشارت الصحيفة إلى أن الشرع سُجن سابقاً على يد القوات الأمريكية في العراق، قبل أن يؤسس الفرع السوري لتنظيم القاعدة.

وأكدت "نيويورك تايمز" أن أبو بكر البغدادي، زعيم "داعش"، قُتل في تشرين الأول/أكتوبر 2019 خلال غارة أمريكية في شمال غرب سوريا، في عهد الرئيس ترامب الأول، حين كانت المنطقة تحت سيطرة "هيئة تحرير الشام" التي كان يقودها الشرع آنذاك.

وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا ولبنان، توم براك، أعلن الخميس أن زيارة رئيس الشرع إلى واشنطن، ولقائه بالرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض، شكّلت ما وصفها "منعطفاً حاسماً في التاريخ الحديث للشرق الأوسط"، و"تحوّلاً استثنائياً لسوريا من عزلة إلى شراكة".

وأكد براك في منشور على منصة "إكس"، أن الرئيس "الشرع ومن داخل المكتب البيضاوي، وأمام ترامب وفريقه، قطع التزاماً صريحاً وموثّقاً يشمل دوراً فعّالاً لدمشق في مواجهة وتفكيك بقايا تنظيم داعش، وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وحركة حماس، وحزب الله، وشبكات أخرى"، وهو التزام يُجسّد "انتقال سوريا من دولة تُعدّ مصدراً للإرهاب إلى شريكٍ فاعل في مكافحته، والتزامٌ أيضاً بإعادة الإعمار والتعاون والمساهمة في استقرار المنطقة بأسرها".


وشدّد باراك، على أن "هذا الالتزام لا يقتصر على البُعد الأمني، بل يشمل رؤية شاملة تهدف إلى بناء شراكة استراتيجية في مواجهة التطرف، ودعم جهود إعادة الإعمار، وتعزيز التعاون الإقليمي بما يخدم الاستقرار الشامل"، كما لفت إلى أن "هذا الدور يُسهم في الجهود الدولية الرامية إلى ترسيخ السلام في منطقة عانت عقوداً من الاضطراب".

اظهار أخبار متعلقة


وفي ختام منشوره، أكد براك أن قيادة الرئيس ترامب تُرسي مساراً جديداً يقوم على مبدأ "الأمن أولاً، ثم الازدهار"، مستقبلاً لا تُحدّده ظلال الماضي أو مآسيه، بل تُنيره آمال وطموحات مرحلة جديدة تُعاد فيها صياغة التحالفات، وأوضح أن "تحويل الخصوم السابقين إلى حلفاء أوفياء" ليس ظاهرة جديدة في تاريخ المنطقة، لكن الاستثنائي هو أن هذه التغييرات "تتحقق بقيادة الدول الإقليمية نفسها، لا بقراراتٍ أو وصايا غربية من خارج السياق".

وقبيل زيارة الشرع إلى واشنطن ولقاءه بالرئيس ترامب، شطبت الولايات المتحدة رسميا الشرع من قائمة الإرهاب، غداة رفع مجلس الأمن الدولي العقوبات عنه أيضا، وأصبحت سوريا، العضو التسعين في الدول التي تشكل التحالف ضد تنظيم الدولة "داعش" بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بحسب تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا ولبنان، توم براك.



وفي نيسان/ أبريل من العام 2021، قال الرئيس أحمد الشرع، "أبو محمد الجولاني سابقا" خلال مقابلة الأبرز حينها، الصحفي الأمريكي مارتن سميث، عن ضرورة قبول المجتمع الدولي بالواقع الذي فرضته هيئة تحرير الشام، كما أكد استحالة شن هجمات ضد الدول الغربية، قائلا إن نقد السياسات لا يعني توجيه ضربات ضد هذه الدول.
التعليقات (0)

خبر عاجل