أفادت مصادر عسكرية سودانية، بأن سلاح الجو التابع للجيش شن، خلال الساعات الماضية، سلسلة ضربات دقيقة استهدفت مواقع تابعة لقوات "
الدعم السريع" في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب
دارفور.
وأوضحت المصادر، أن الغارات استهدفت مخازن للأسلحة والذخائر والطائرات المسيرة داخل مطار نيالا والمناطق المحيطة به، ما أسفر عن تدميرها بشكل كامل.
وأضافت أن العملية جاءت بعد رصد استخباري دقيق لتحركات قوات الدعم السريع، خاصة فيما يتعلق بعمليات الإمداد والإنزال الجوي التي تمت خلال الأيام الماضية.
وأكدت المصادر ذاتها أن الضربات الجوية طالت عددا كبيرا من العربات القتالية التابعة لقوات الدعم السريع، مشيرة إلى أن العملية تأتي في إطار جهود
الجيش لإضعاف قدرات تلك القوات في إقليم دارفور.
يأتي ذلك بعد أيام من إعلان قوات "الدعم السريع" موافقتها على مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، في حين رفض الجيش
السوداني العرض، مؤكدا عزمه على مواصلة القتال وحشد الدعم الشعبي لمواجهة قوات الدعم السريع التي تسيطر حاليا على جزء كبير من النصف الغربي من البلاد.
وتعود جذور الصراع الحالي إلى نيسان/أبريل 2023، حين اندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعد خلافات بشأن المرحلة الانتقالية وخطط دمج القوتين ضمن القوات النظامية.
ومنذ ذلك الحين، أسفرت المواجهات عن عشرات آلاف القتلى وتسببت في نزوح نحو 13 مليون شخص، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، وفق تقارير أممية.
اظهار أخبار متعلقة
وتسيطر قوات الدعم السريع حاليا على مراكز ولايات دارفور الخمس غرب البلاد، من أصل 18 ولاية، بينما يحتفظ الجيش بالسيطرة على أغلب مناطق الولايات الثلاث عشرة المتبقية في الجنوب والشمال والشرق والوسط، بما في ذلك العاصمة الخرطوم.
ويشكل إقليم دارفور نحو 20% من مساحة السودان التي تتجاوز 1.8 مليون كيلومتر مربع، في حين يعيش غالبية سكان البلاد البالغ عددهم نحو 50 مليون نسمة في مناطق خاضعة لسيطرة الجيش.
وتفاقمت الأزمة مع انهيار المنظومة الصحية وانتشار الأمراض والمجاعة، ما جعل السودان اليوم على رأس قائمة الدول الأكثر تضررا من الكوارث الإنسانية عالميا.