كتاب عربي 21

مؤتمر شرم الشيخ والمجهول

منير شفيق
ما لم يتخل ترامب عن مجلس السلم وهيئة بلير ونزع السلاح، فلا أمل بنجاح مفاوضات المرحلة الثانية، هذا إذا لم يسبقه تأزيم في عملية تبادل الجثث من جانب نتنياهو.. الأناضول
ما لم يتخل ترامب عن مجلس السلم وهيئة بلير ونزع السلاح، فلا أمل بنجاح مفاوضات المرحلة الثانية، هذا إذا لم يسبقه تأزيم في عملية تبادل الجثث من جانب نتنياهو.. الأناضول
زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للكيان الصهيوني، وعقد مؤتمر شرم الشيخ، جاءا في أثناء تبادل الأسرى، وإعلان وقف الحرب، وعدم العودة إليها. أي في أثناء الاحتفالات، بنجاح وقف المجازر، وحرب الإبادة والتجويع.

وقد اتخذت كلمة ترامب في الكنيست، وقتاً طويلاً، في محاولة لمراضاة نتنياهو، على ما تلقاه من هزيمة سياسية، بسبب الضغط عليه، ليوافق على مفاوضات المرحلة الأولى، وإعلان وقف الحرب، ووقفها من جانبه، وعدم العودة إليها. وكل هذا كان على الضدّ، مما أراده نتنياهو. ولهذا بالغ ترامب في مديحه، بعبارات وصلت حدّ المبالغة. وفعل نتنياهو، في المقابل الشيء نفسه.

على أن المدهش في خطاب ترامب، تطرقه بالحديث عن براعة مساعديه كلهم، خصوصاً مبعوثه لحلّ الملمّات، ستيف ويتكوف، ووزير خارجيته ماركو روبيو، ووزير الحرب بيت هيغسيث، والآخرون، وبتفصيل ممل عن كل واحد. وهذا كله في العرف السياسي الدولي، وفي الخطب الرسمية، ليس من اللياقة في شيء. فهو شأن داخلي.

إن مجلس السلم وهيئة إدارة غزة، سيواجهان، صراعاً فلسطينياً واسعاً، كما معارضة عربية، عند الحديث عن غزة في اليوم التالي. لأن هذين المشروعين، لا إجماع عليهما، داخل "اتفاق غزة"، الموقّع عليه من الدول الأربع. ويصادران حق الشعب في غزة، أو أي دور فلسطيني وعربي، وإسلامي. ومن ثم يكون عدم التخلي عنهما، سببًا في فشل المرحلة الثانية.
أما عقده، لمؤتمر شرم الشيخ، فأراده دولياً- عربياً- إسلامياً. وقد ضمّ عشرين رئيس دولة، ووزير خارجية، وأمناء عامين دوليين. وذلك لدعم ما أنجزه في المرحلة الأولى، خصوصاً، في وقف الحرب. ولكن أيضاً ليهيّء لاستكمال، مشروعه في تشكيل "شرق أوسط جديد".

وهذا البُعد المستبطن، في مشروع ترامب، وعقده للمؤتمر الدولي، يشكل البُعد الأخطر، والذي دون تحقيقه، صراعات وحروب، لما يحمله من هيمنة أمريكية، وصهينة لدول عربية وإسلامية. ومن ثم سوف يواجه هذا البُعد، ألواناً من المقاومة الشعبية وربما بعض الرسمية. وسيكون الفشل مصيره.

كان ترامب حريصاً على عقد "اتفاق غزة"، المشكّل من أمريكا، ومصر وقطر وتركيا. وهذه الأطراف الثلاثة، أسهمت في التوصل إلى إنجاح المرحلة الأولى من الاتفاق، مما يجعل اتفاق غزة، مخصصاً لمواصلة المراحل المتعلقة بغزة. فهدف اتفاق غزة، كما يبدو، سيكون مركزاً على المرحلة الثانية.

ومن هنا يكون مؤتمر شرم الشيخ، بمجموعه، دعماً معنوياً لترامب، فيما مشروعه الأبعد الذي تحدث عنه في تناوله، إحياء "الشرق الأوسط الجديد" سيظل مركوناً على الرف، إلى أن يُعرف مصير مفاوضات المرحلة الثانية. وذلك فضلاً عن تأجيله، لبينما يقر رأيه في موضوع إيران، الذي وضعه على الأجندة، جنباً إلى جنب، مع مشروع المرحلة الثانية.

وبهذا يكون مؤتمر شرم الشيخ، في خدمة الراهن، وكمثل الاحتياط للمرحلة الأبعد، التي وضعها ترامب، لما يسمّيه وهماً بـ"الشرق الأوسط الجديد".

أما العقبة الكأداء، فستكون إذا أصرّ ويتكوف، على نزع سلاح غزة، الذي ستقوم عليه، ثلاثة اعتراضات (1) إنه يتنكر لحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، بما فيها المقاومة المسلحة. (2) يُعرّض أمن أهل غزة، لعودة حرب الإبادة، من دون أيّة مقاومة. (3) تعريض الأمن في غزة للدخول في فوضى، حيث يصبح الاغتيال فيها كشربة ماء.
والأهم ثمة فشل أمام المرحلة الثانية، سيُواجِه ترامب، ما لم يتراجع عن تشكيل "مجلس سلم" برئاسته، وتشكيل هيئة إدارة غزة، برئاسة طوني بلير. ثم أمامه التراجع عن نزع سلاح حماس والجهاد ومختلف فصائل المقاومة. مما يرجح الفشل، ويفرّغ مؤتمر شرم الشيخ، مما أُريدَ منه.  

إن مجلس السلم وهيئة إدارة غزة، سيواجهان، صراعاً فلسطينياً واسعاً، كما معارضة عربية، عند الحديث عن غزة في اليوم التالي. لأن هذين المشروعين، لا إجماع عليهما، داخل "اتفاق غزة"، الموقّع عليه من الدول الأربع. ويصادران حق الشعب في غزة، أو أي دور فلسطيني وعربي، وإسلامي. ومن ثم يكون عدم التخلي عنهما، سببًا في فشل المرحلة الثانية.

أما العقبة الكأداء، فستكون إذا أصرّ ويتكوف، على نزع سلاح غزة، الذي ستقوم عليه، ثلاثة اعتراضات (1) إنه يتنكر لحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، بما فيها المقاومة المسلحة. (2) يُعرّض أمن أهل غزة، لعودة حرب الإبادة، من دون أيّة مقاومة. (3) تعريض الأمن في غزة للدخول في فوضى، حيث يصبح الاغتيال فيها كشربة ماء.

لهذا ما لم يتخل ترامب عن مجلس السلم وهيئة بلير ونزع السلاح، فلا أمل بنجاح مفاوضات المرحلة الثانية، هذا إذا لم يسبقه تأزيم في عملية تبادل الجثث من جانب نتنياهو.
التعليقات (0)

خبر عاجل