استضافت مدينة شرم
الشيخ
المصرية، الاثنين، قمة السلام الدولية التي تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار في
قطاع
غزة بعد عامين من عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، التي أسفرت عن استشهاد
أكثر من 67 ألف فلسطيني وإصابة 170 ألفًا آخرين، بينهم أطفال ونساء.
وتضمن الاتفاق إطلاق
سراح الأسرى الإسرائيليين والفلسطينيين وتدفق المساعدات الإنسانية، مع تحديد إطار
لإدارة المرحلة الانتقالية في القطاع، حيث شهدت القمة مشاركة واسعة من قادة دوليين
وعرب وأوروبيين، لتكون نقطة انطلاق نحو تحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة.
السيسي: دور محوري
لترامب
أكد رئيس النظام
المصري عبد الفتاح السيسي أن وقف إطلاق النار يعد خطوة مهمة نحو الاستقرار الإقليمي،
مشددًا على أن الحلول العسكرية وحدها لا تكفي لتحقيق السلام.
وأشار السيسي إلى أهمية
إعادة إعمار غزة لتخفيف معاناة المدنيين، مؤكدًا أن مصر ستتعاون مع المجتمع الدولي
لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.
اظهار أخبار متعلقة
كما أضاف أن الاتفاق
سيساعد على تسليم جثامين الأسرى الإسرائيليين، واعتبر دور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
محورياً في التوصل إلى هذه المرحلة من المفاوضات.
دونالد ترامب: وثقة
شاملة
أشاد الرئيس الأمريكي
دونالد ترامب بدور الوساطة الذي قام به في القمة، مؤكدًا أن الوثيقة التي تم توقيعها
شاملة وتشكل إطارًا للمرحلة الانتقالية.
وأشار ترامب إلى أن
تأثيره على الحكومة الإسرائيلية ساعد في قبول رئيس الوزراء نتنياهو ببنود الاتفاق،
رغم الانتقادات الداخلية الموجهة إليه حول الحرب في غزة.
كما أشار إلى أن نجاح
الاتفاق يتطلب التزام جميع الأطراف، وأن دوره يقتصر على متابعة تنفيذ البنود الأساسية
لضمان عدم عودة النزاع.
أردوغان: لابد من التزام
الاحتلال
ومن جانبه شدد الرئيس
التركي رجب طيب أردوغان على ضرورة التزام الاحتلال الإسرائيلي بكل تفاصيل الاتفاق،
مؤكدًا أن القطاع يحتاج إلى دعم عاجل وإعادة إعمار شاملة.
وأكد أردوغان أن الحل
النهائي للقضية الفلسطينية يرتكز على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام
1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف أن تركيا ستواصل
دعم الجهود الإنسانية والسياسية في غزة، بما يضمن تحقيق الاستقرار ومنع أي تصعيد مستقبلي.
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح أردوغان أن تركيا
والولايات المتحدة ودولاً أخرى ملتزمة بالحفاظ على وقف إطلاق النار هذا، والاحتلال
الإسرائيلي يعلم أن الثمن سيكون باهظاً إذا عادت إلى الإبادة الجماعية، إذ بقي العديد
من الاتفاقيات السابقة حبراً على ورق، وإضافة إلى موقفه المتردد بهذا الصدد.
ملك الأردن: متابعة
دقيقة لبنود الاتفاق
أكد ملك الأردن عبد
الله الثاني على أهمية تطبيق بنود وقف إطلاق النار بدقة، مشيرًا إلى أن مستقبل الفلسطينيين
مرتبط بتحقيق حل الدولتين.
وشدد على ضرورة متابعة
التنفيذ بشكل مستمر لضمان عدم حدوث أي خروقات تهدد السلام في المنطقة.
ودعا الملك جميع الأطراف
الإقليمية والدولية إلى دعم استقرار غزة والعمل على إعادة إعمارها بسرعة.
أمير قطر: خطوة مهمة
نحو السلام
أعرب أمير قطر عن سعادته
بنتائج القمة، معتبرًا توقيع الاتفاق خطوة مهمة للتوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية.
وأشار الشيخ تميم إلى
أن الدور القطري يتركز على تقديم الدعم الإنساني وتسهيل المساعدات العاجلة للفلسطينيين.
كما أكد أن قطر ستواصل
العمل مع المجتمع الدولي لضمان الالتزام الكامل ببنود الاتفاق وتحقيق الاستقرار في
غزة.
دول أوروبا: دعم إعادة
الإعمار وحماية المدنيين
أعلنت فرنسا وبريطانيا
وإيطاليا عن دعمها لاستقرار غزة وإعادة إعمارها، حيث قدمت بريطانيا 27 مليون دولار
لخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة، ويقدم
التمويل من خلال منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي والمجلس
النرويجي للاجئين، وهو مصمم للوصول إلى أولئك الذين يواجهون المجاعة وسوء التغذية والمرض.
وأكدت فرنسا دعمها
لتدريب قوات الأمن الفلسطينية لضمان استقرار القطاع ومنع أي انتهاكات، وأشار ماكرون
إلى أن الخطة الأمريكية تنص على نشر قوة تتكون من 500 عنصر في غزة "لكن قد نحتاج
إلى ألف"، مضيفا أن القطاع يحتاج إلى ألف شاحنة مساعدات يوميا وليس 500 شاحنة.
اظهار أخبار متعلقة
ودعا الرئيس الفرنسي
إلى التعاون لتحقيق الاستقرار في القطاع، موضحا أنه "لا يمكن تواصل الإفلات من
العقاب"، قائلا "نريد أن يعود الصحفيون إلى العمل في قطاع غزة".
وشددت إيطاليا على
أهمية الالتزام بخطة حل الدولتين، ودعم إعادة الإعمار بمشاريع إنسانية طويلة الأمد
لضمان مستقبل أفضل للفلسطينيين، ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية (آكي) عن بيان للحكومة
عقب اللقاء، الذي جرى على هامش قمة شرم الشيخ للسلام، أن ميلوني استعرضت مع السيسي
الخطوات التالية لتنفيذ خطة السلام.
وأكدت ميلوني "التزام
إيطاليا بالمساهمة في استقرار قطاع غزة وإعادة إعماره وتنميته، وإعادة إطلاق عملية
سياسية نحو إطار من السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط قائم على حل الدولتين".
محاسبة مرتكبي الجرائم في غزة
ومن جانبه أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الثلاثاء، أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لا يجب أن يتحول إلى وسيلة لتجاهل الجرائم أو إعفاء مرتكبيها من المساءلة، مشددًا على ضرورة محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التي شهدها القطاع.
وقال سانشيز، في مقابلة مع إذاعة "كادينا سير" الإسبانية، إن "السلام لا يمكن أن يعني النسيان أو الإفلات من العقاب"، مشيرًا إلى أن العدالة تبقى شرطًا أساسيًا لتحقيق سلام حقيقي ومستدام.
وردا على سؤال حول إمكانية ملاحقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قضائيًا، أوضح سانشيز أن "كل من شارك في الجرائم التي ارتكبت في غزة يجب أن يُحاسب أمام القضاء"، مؤكدًا أن بلاده تدعم الجهود الدولية لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.
وتعد إسبانيا من أكثر الدول الأوروبية انتقادًا للعمليات الإسرائيلية في غزة، إذ أعلنت في سبتمبر/أيلول الماضي أن النيابة العامة ستفتح تحقيقًا في "الانتهاكات الجسيمة" لحقوق الإنسان في القطاع، تمهيدًا لتقديم الأدلة إلى المحكمة الجنائية الدولية.