غادر جاريد
كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، برفقة الموفد الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى العاصمة المصرية القاهرة، لبحث خطة ترامب التي أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عليها، وقررت الجلوس للتفاوض بشأن تفاصيلها.
ما اللافت في الأمر؟
لا يحمل كوشنر أي صفة رسمية في الإدارة الأمريكية الحالية، ولا معلومات دقيقة عن الدور الذي يلعبه لتطبيق خطة ترامب، وأثار انتقادات سابقا بعد تصريحات نظر فيها إلى
غزة على أنها مجرد "واجهات بحرية ممتازة للاستثمار"، وأن على دولة الاحتلال "تنظيف القطاع" من المدنيين ونقلهم إلى النقب.
هل شارك بصياغة خطة ترامب؟
اعترف البيت الأبيض صراحة بمشاركة كوشنر في صياغة خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة، وقال إن العالم يدعم "الخطة التي كرس كوشنر وقته من أجلها إلى جانب ويتكوف وترامب ومسؤولين آخرين في فريق الأمن القومي الأمريكي.
وقالت المتحدثه باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إنه من "الحقارة" أن يلمح أحد إلى أنه من غير اللائق أن يشارك كوشنر الذي يحظى باحترام واسع في العالم بوضع خطة سلاح شاملة ومفصلة بشأن غزة، لا يمكن لأي إدارة أخرى تحقيقها، بحسب تعبيرها.
من ساعده فيها؟
في آب / أغسطس الماضي، اجتمع ترامب مع كل من رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني
بلير، وصهره كوشنر، للتباحث حول مستقبل قطاع غزة.
ورفض البيت الأبيض آنذاك التصريح بتفاصيل الاجتماع واكتفي بوصفه بـ"اجتماع سياسي".
لكن موقع "أكسيوس" الأمريكي قال إن خطة ترامب هي أفكار مُحدّثة من خطط سابقة وضعها كوشنر وتوني بلير.
مؤخرا
نقلت "هآرتس" العبرية عن مصدر سياسي لم تسمه، قوله، إن الإدارة الأمريكية بلورت خطة لتعيين بلير على رأس إدارة مؤقتة للقطاع، ضمن خطة ترامب لوقف الحرب في القطاع.
وتتضمن خطة ترامب تشكيل هيئتين دولية وفلسطينية لإدارة قطاع غزة دون إشراك حماس.
ووفق الصحيفة، فإن خطة بلير تتضمن هيكلًا هرميًا متعدد الطبقات، حيث يكون دبلوماسيون دوليون كبار ورجال أعمال في القمة، بينما يدير فلسطينيون الأمور على الأرض، ووفقا للخطة، التي تحمل اسم "الهيئة الدولية الانتقالية لقطاع غزة" والمكونة من 21 صفحة، فإن الهيئة ستدار من قبل مجلس دولي.
اظهار أخبار متعلقة
وأضافت الصحيفة العبرية: "سيكون رئيس الهيئة الدولية أعلى سلطة تنفيذية سياسية في غزة، لكنه سيعمل بالتشاور الوثيق مع السلطة الفلسطينية"، ونقلت عن مصدر لدى حكومة الاحتلال الإسرائيلي، لم تسمه، قوله: "من المقرر أن يشغل بلير نفسه منصب رئيس الهيئة الدولية الانتقالية لقطاع غزة".
وتابعت: "سيكون الرئيس مسؤولًا عن الدبلوماسية مع الدول الأخرى والمنظمات الدولية والجهات المانحة، وهذا يشمل الدبلوماسية الأمنية الاستراتيجية مع الجهات الفاعلة الخارجية، بما في ذلك إسرائيل ومصر والولايات المتحدة".
ماذا قالوا؟
◼ قال البيت الأبيض إن مشاركة كوشنر هي "تبرع من طاقته ووقته" للحكومة الأمريكية من أجل ضمان السلام العالمي لكنه لا يعمل بصفة رسمية.
◼ قال مسؤول أمريكي لم يكشف هويته لفرانس برس إن كوشنر يزور مصر لوضع اللمسات الاخيرة على تفاصيل عملية الإفراج.
◼ قال كوشنر العام الماضي خلال لقاء له في جامعة هارفارد الواجهات البحرية في قطاع غزة، يمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة ويمكن إخراج المدنيين من غزة إلى مصر بـ"بالدبلوماسية".
اظهار أخبار متعلقة
◼ قال المستشار الأمني الأمريكي السابق في العراق و"إسرائيل" جوش بول، إن "خطة كوشنر- بلير لغزة هي مذبحة أخلاقية وكارثة في مجال السياسة وأن صهر ترامب مطور عقاري يرى في القطاع ساحل مميز جاهز للتطوير".
◼ قالت صحيفة التايمز البريطانية إن بلير كان يعمل منذ أشهر مع كوشنر على خطط لإعادة بناء القطاع المدمر كمركز تجاري حديث ووجهة سياحية.
فشل سابق
وفي عام 2019 إبان الولاية الأولى لترامب، كان صهره كوشنر عراب ما سمي آنذاك بـ"صفقة القرن" وقام بجولات دولية بينها جولة خليجية شملت سلطنة عمان، والإمارات، والسعودية وقطر، لبحث الصفقة مع مسؤولي تلك الدول لاسيما الشق الاقتصادي منها، ومحاولة الحصول على دعمهم المالي للصفقة.
أفكار لم تر النور
وأعلن ترامب آنذاك الشق السياسي من الصفقة التي أطلق عليها رسميا "السلام من أجل الرخاء".
وجاء الشق السياسي على النحو الآتي:
1- ضم كل المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية إلى إسرائيل.
2- وادي الأردن يكون تحت السيادة الإسرائيلية.
3- القدس غير مقسمة عاصمة لإسرائيل.
4- الوصول إلى الأماكن المقدسة في القدس مسموح لجميع الديانات، والمسجد الأقصى سيبقى تحت الوصاية الأردنية.
5- عاصمة الفلسطينيين المستقبلية ستكون في منطقة تقع إلى الشرق والشمال من الجدار المحيط بأجزاء من القدس، ويمكن تسميتها بالقدس أو أي اسم آخر تحدده الدولة الفلسطينية المستقبلية.
6- نزع سلاح حركة حماس وأن تكون غزة وسائر الدولة الفلسطينية المستقبلية منزوعة السلاح.
7- إنشاء رابط مواصلات سريع بين الضفة الغربية وغزة يمر فوق أو تحت الأراضي الخاضعة للسيادة الإسرائيلية.
8- اعتراف الطرفين بالدولة الفلسطينية بأنها دولة للشعب الفلسطيني والدولة الإسرائيلية بأنها دولة للشعب اليهودي.
9- ألا تبني إسرائيل أي مستوطنات جديدة في المناطق التي تخضع لسيادتها في هذه الخطة لمدة 4 سنوات.
أما الشق الاقتصادي فنشره البيت الأبيض كما يلي:
1- تنفيذ استثمارات بقيمة 50 مليار دولار في قطاع غزة والضفة الغربية والدول العربية المجاورة للأراضي الفلسطينية، على أن تكون بقيمة 27.5 مليار دولار في الضفة الغربية وقطاع غزة، إضافة إلى استثمارات بقيمة 9.1 مليارات دولار، و7.4 مليارات دولار، و6.3 مليارات دولار للفلسطينيين في مصر والأردن ولبنان على التوالي.
2ـ تنفيذ 179 مشروعا للبنية الأساسية وقطاع الأعمال في الضفة الغربية وقطاع غزة والدول المجاورة، تستهدف بشكل رئيسي قطاعات الرعاية الصحية والتعليم والطاقة والمياه والتكنولوجيا والسياحة والزراعة
3ـ من بين المشروعات المذكورة سيتم تنفيذ 147 مشروعا في الضفة الغربية وغزة و15 في الأردن و12 في مصر، و5 مشاريع في لبنان.
4ـ إقامة ممر بين قطاع غزة والضفة الغربية بتكلفة 5 مليارات دولار.
اظهار أخبار متعلقة
5ـ تخصيص عشرات الملايين من الدولارات لعدة مشروعات تهدف لتحقيق اتصالات أوثق بين قطاع غزة وسيناء في مصر من خلال الخدمات والبنية التحتية والتجارة.
6ـ تحسين التعاون الفلسطيني مع مصر وإسرائيل والأردن للحد من الحواجز التنظيمية أمام حركة السلع والأفراد الفلسطينيين.
7ـ تحديث خطوط الكهرباء بين مصر وغزة وإصلاحها لزيادة إمدادات الكهرباء.
8ـ توسعة موانئ ومناطق تجارية قرب قناة السويس ، فضلا عن تطوير المنشآت السياحية في سيناء القريبة من البحر الأحمر.
9ـ تطوير صناعة السياحة الفلسطينية بقيمة 950 مليون دولار وتحويل مناطق فلسطينية لوجهة سياحية عالمية ناجحة.
10ـ توفير أكثر من مليون وظيفة في الضفة الغربية وغزة وخفض معدل البطالة لرقم في خانة الآحاد وخفض معدل الفقر بنسبة 50 في المئة.