سياسة عربية

رئيس الوزراء الليبي الأسبق يروي تفاصيل لقائه بعناصر الموساد خلال اعتقاله (شاهد)

عمر الحاسي يروي تفاصيل لقائه بعناصر الموساد في سجون الاحتلال: "العقل الإسرائيلي منهك.. ونحن قادمون" - يوتيوب
عمر الحاسي يروي تفاصيل لقائه بعناصر الموساد في سجون الاحتلال: "العقل الإسرائيلي منهك.. ونحن قادمون" - يوتيوب
كشف رئيس الوزراء الليبي الأسبق، وعضو سفينة "عمر المختار" المشاركة في أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة، عمر الحاسي، عن تفاصيل لقائه مع عناصر من جهاز الموساد الإسرائيلي أثناء احتجازه في سجون الاحتلال، متحدثاً عن مشاهد نادرة من تجربته داخل المعتقل، وما وصفه بـ"الإرهاق في العقل اليهودي" لدى كبار السن من الإسرائيليين.

وقال الحاسي، في لقاء إعلامي بعد الإفراج عنه، إنه لاحظ تباينا في تعامل عناصر الاحتلال خلال عملية فحص الجوازات، موضحاً أن "صغار السن من الجنود والمجندات تعاملوا معنا بكراهية واضحة، بينما بدا كبار السن أكثر هدوءاً وميلا للحوار".

وأضاف أنه التقى بأحد مسؤولي السجن، وعرف نفسه باسم "أبراهام"، قائلاً له: "أنا إبراهيم"، وسأله إن كان قد زار مصر، ليرد الحاسي: "نعم، زرتها أكثر من مرة للمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب".
وتابع: "قال لي أبراهام مستغرباً: لماذا تتحمل هذا العناء؟ لماذا تأتي إلى هذه (المرمطة) من أجل بلد ليست بلدك؟ لماذا لا تصنع ما تريده في وطنك؟"




وأشار الحاسي إلى أن هذا الحوار كشف له جانباً من حالة الإنهاك الفكري لدى الجيل القديم من الإسرائيليين، قائلاً إنهم بدوا "غير راضين عن خسارة العالم الذي كانوا يسيطرون عليه"، مضيفاً أن "اليهودية كانت تعتمد على النفوذ العالمي من خلال السيطرة على قطاعات كالبنوك، والسينما، والفن، والاقتصاد، وحتى الرياضة".

وأكد أن ما شاهده جعله يوقن بضرورة "اكتشاف سلاح جديد في مواجهة المشروع الصهيوني"، يتمثل في "تحريك الشعوب بدل الاعتماد على الحكومات"، مشدداً على أن الشعوب هي القوة القادرة على مقاومة الاحتلال وتغيير الموازين.

وقال الحاسي: "منذ عام 1948، والليبيون الذين لم يكن لديهم دولة أو عملة آنذاك ذهبوا للقتال في فلسطين، لأن القضية ليست فلسطينية فقط، بل إنسانية عالمية. نحن لن ننقطع، فكما قال عمر المختار: سيحاربكم الأجيال، جيل وراء جيل.. نحن قادمون".

اظهار أخبار متعلقة


عودة النشطاء الليبيين إلى طرابلس
وصل 13 ناشطاً ليبياً كانوا على متن السفينة "عمر المختار" إلى بلادهم، بعد أن احتجزتهم القوات الإسرائيلية بشكل غير قانوني أثناء محاولتهم كسر الحصار عن غزة، وفق ما نقلت وكالة الأناضول.

وحطت طائرة خاصة تقل النشطاء بمطار معيتيقة الدولي في طرابلس، قادمة من إسطنبول، برفقة الناشطة الاسكتلندية إيفون إيفري، وكان في استقبالهم وزير الشباب الليبي فتح الله الزني، والسفير الفلسطيني لدى ليبيا محمد رحال، إلى جانب حشد من المواطنين.

وضمت قائمة النشطاء كلاً من: عمر الحاسي، نبيل السوكني، مالك حسن قطيط، حسين رمضان بركة، الصيّد محمد الشريف، صلاح عبد العاطي العزومي، عبد الرزاق عبد الله الحنيش، سعد المغربي، عبد الناصر أحمد الأسطى، عبد الرحمن عاصم حامد، حمزة رافع ساسي، مصطفى أبوبكر فطيس، وكمال الشامي.



تفاصيل الانتهاكات داخل سجون الاحتلال
من جانبه، قال نبيل السوكني، المتحدث باسم السفينة "عمر المختار"، إنهم تعرضوا لمعاملة مهينة منذ لحظة وصولهم إلى ميناء أسدود، مشيراً إلى أن حضور وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير زاد من سوء الأوضاع.

وأوضح السوكني: "بدأنا نواجه معاملة لا يمكن وصفها بالإنسانية، بل ربما لا تليق حتى بالحيوانات. أحد الإخوة كان مريضاً بالسكري ويحتاج إلى إبرة الأنسولين يومياً، لكنهم رفضوا إعطاءه إياها".

وأضاف أن الناشطة البريطانية ليفور ريفري، المصابة بالسرطان، تعرضت للإهانة بعد أن ألقى الجنود أدويتها في القمامة، وعندما طالبت بها تم الاعتداء عليها وتمزيق قميصها الذي كان يحمل صورة أحد شهداء غزة.

وأكد السوكني أن هذه الممارسات "ليست إلا نقطة في بحر مما جرى"، لكنه أشار إلى أن المناضلين من مختلف الجنسيات أظهروا ثباتاً استثنائياً حتى داخل المعتقل، قائلاً: "نحن داخل السجن والإسرائيليون خائفون منا".

وأشار إلى أن المياه الملوثة التي قُدمت لهم تسببت بأمراض معوية، وأنهم لم يتذوقوا ماء صالحا للشرب إلا أثناء ترحيلهم، حين مُنح كل منهم نصف لتر فقط. كما رفضوا تناول الطعام المقدم لهم، لأنه – بحسب قوله – "ملطخ بدماء الفلسطينيين".

وكشف السوكني عن نيته إصدار كتاب بعنوان "نحو غزة" خلال الأيام المقبلة، يوثق فيه رحلتهم منذ انطلاقهم من طرابلس حتى عودتهم إليها، موجهاً الشكر للحكومة التركية على حسن الاستقبال والضيافة، مؤكداً أن الشعب التركي "أظهر أخوة صادقة واحتفاءً كبيراً بالمشاركين في الأسطول".

اظهار أخبار متعلقة


الاعتداء على "أسطول الصمود العالمي"
وفي الأول من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، استولى جيش الاحتلال الإسرائيلي على 42 سفينة من أسطول الصمود العالمي أثناء إبحارها في المياه الدولية باتجاه غزة، واعتقلت مئات الناشطين من عشرات الجنسيات، قبل أن تبدأ بترحيلهم.

ويُعد هذا التحرك أكبر محاولة بحرية جماعية لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 18 عاما، والذي يعيش فيه نحو 2.4 مليون فلسطيني تحت ظروف إنسانية مأساوية.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي، حربها على غزة منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما أسفر حتى اليوم عن استشهاد أكثر من 67 ألف فلسطيني وإصابة نحو 170 ألفاً آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، وسط مجاعة أودت بحياة المئات.
التعليقات (0)

خبر عاجل