صحافة إسرائيلية

قلق إسرائيلي من تزايد معدلات الهجرة العكسية بسبب التوترات الأمنية والاجتماعية

كشف التقرير أن عدد المهاجرين اليهود إلى "إسرائيل" انخفض هذا العام- الأناضول
كشف التقرير أن عدد المهاجرين اليهود إلى "إسرائيل" انخفض هذا العام- الأناضول
في الوقت الذي تواجه فيه دولة الاحتلال إشكاليات داخلية متفاقمة، تزداد الأصوات المطالبة بالهجرة منها، ومغادرتها للأبد، الأمر الذي سيترك تداعياته السلبية على بنيتها الاجتماعية، وقدرتها على العمل، ومستوى ازدهارها، وهو ما تستعرضه العديد من القراءات والتقديرات الاسرائيلية.

وذكر الكاتب في صحيفة "معاريف" شموئيل روزنير أن "عدد المهاجرين اليهود إلى دولة إسرائيل انخفض هذا العام، وهذا أمر لا ينبغي أن يُفاجئ أحداً، فعلى كل من يفكر في الهجرة إليها أن يتوقف ويتأمل قراره لأن هذه الدولة في حالة حرب، وهذا يعني أن التوقيت غير مناسب تماماً، فإذا كان من الممكن تأجيل الهجرة بعد الحرب، فسيأتون بعدها، إلا إذا انتهت الحرب بنتيجة تدفعه لتغيير قراره". 

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "عدد من غادروا الدولة هذا العام بلغ 80 ألفا، وهذا عدد كبير مقارنةً بمعظم السنوات السابقة، وهذا ليس مفاجئًا، بل إنه معطى أصعب، وأكثر خطورة، وفي ظل هذه الظروف، من الواضح تمامًا أن نسبة الإسرائيليين الذين ستزداد رغبتهم في "الرحيل"، وستضعف رغبتهم في "البقاء" ستزداد، فهناك من يغادرون بقرار مسبق بأن الانتقال مؤقت، حتى تهدأ الأمور، لأنهم مصابون بخيبة الأمل، وهم يريدون قائدا آخر ينتصر في الحرب، ويعيد الحياة لمسارها الصحيح، وعندما تتحسن الأمور، إن تحسنت، سيعودون".

وأشار أن "هناك من الإسرائيليين من غادروا الدولة لأنهم استنتجوا أنها لم تعد مناسبة لهم، وهذا شعور صعب للغاية، ومستقطب للغاية، وغير مريح ثقافيًا بالنسبة لهم، صحيح أنه يمكن للدولة استيعاب رحيل 80 ألف إسرائيلي سنويًا بسهولة، لأنها تنمو ديموغرافيًا، لكنها لا يمكنها استيعاب رحيل جميع الـ80 ألفا بسهولة، لأنه لنفترض أن جميع الثمانين ألفًا المغادرين للدولة من الأطباء، فهذا مستحيل، نظرًا لقلة عدد الأطباء فيها، ولكن لنفترض أن جميعهم سيغادرون خلال عام واحد، ومعهم 30 ألف ممرض، فمن الواضح أن هذا الرحيل سيترك تأثيراته السلبية جدًا من الناحية الديموغرافية".

اظهار أخبار متعلقة


وأوضح أن "هذا الرحيل بالغ الخطورة من نواحٍ أخرى، فالنظام الصحي لن يعمل دون أطباء وممرضين، وفي ظل الظروف الإسرائيلية، قد يكون عدد الثمانين ألفًا المغادرين كبيرًا، ويعتمد الأمر على من نتحدث عنه، لأن استطلاعات الرأي التي جرت هذا العام، كشفت أن ميل الإسرائيليين للتفكير في المغادرة يزداد إذا اعتقدوا أن وضع الدولة يزداد سوءًا، أي أنه يسير في اتجاه سلبي ويتدهور، وقال أكثر من 70 بالمئة من الحاصلين على درجة جامعية ثالثة، دكتوراه أو ما يعادلها، إن وضع الدولة يتدهور، وسيستمر في التدهور".

وأكد أنه "من المنطقي افتراض أن المتشائمين بشأن مستقبل الدولة يفكرون بالمغادرة بمعدل أعلى، رغم أن هناك أنواعا من الإسرائيليين يجدون العزاء في حقيقة أن نسبة كبيرة من المغادرين ليسوا "يهودًا" من منظور الشريعة، وهؤلاء قدموا للدولة مستفيدين من قانون العودة، وبالتالي، وفقًا للقانون الإسرائيلي، فهم ليسوا "يهودًا" بل "آخرون"، ومع ذلك فإنهم يدرسون، يخدمون، يتواصلون اجتماعيًا، يساهمون، وينجحون، مع أن غالبية كبيرة من نصف مليون إسرائيلي مُصنفين على أنهم "لادينيون" في سجل السكان يعيشون كيهود، ويُعرّفون أنفسهم كيهود". 

وأوضح أنه "من الصواب إظهار قدر من اليقظة، حيث يُشير الرحيل إلى صعوبة نُدركها جميعًا، وتحتاج الدولة لتحديد المشكلة، وإصلاحها، مع تلميح واحد على مصدر الصعوبة يتمثل في أن هناك إجماعا إسرائيليا على أن الوضع الاجتماعي ليس على ما يرام، ويستحق الأمر محاولة إصلاح ذلك، مع تلميح ثانٍ يتمثل في أغلبية إسرائيلية لم تثق بالحكومة منذ ثلاث سنوات، ويستحق هذا الأمر أيضًا محاولة إصلاح ذلك".
التعليقات (0)