صحافة إسرائيلية

خبير إسرائيلي في إدارة الأزمات يطالب بالاعتذار لقطر

تطالب قطر "إسرائيل" باعتذار علني بعد الاستهداف الذي تم في الدوحة- جيتي
تطالب قطر "إسرائيل" باعتذار علني بعد الاستهداف الذي تم في الدوحة- جيتي
يعيد الهجوم الإسرائيلي الفاشل على العاصمة القطرية الدوحة الذي كان يستهدف كبار قادة حركة حماس، التذكير بأحداث سابقة أجبرت "إسرائيل" فيها على الاعتذار لدولة أخرى، ما دفع خبير إسرائيلي إدارة الأزمات لاقتراح نشر بيان يعرب عن "الأسف على الضرر الذي لحق بقطر، وليس حماس".

وقال العقيد احتياط دورون هدار والقائد السابق لوحدة إدارة الأزمات في جيش الاحتلال إنه "بعد الهجوم الإسرائيلي على الدوحة - الذي كان يهدف إلى تصفية قادة حماس في الخارج، لكنه لم يقتل سوى عدد من مساعديهم ومواطنًا قطريًا - تطالب قطر إسرائيل باعتذار علني، وتعلن أنها لن تعود إلى طاولة المفاوضات لإعادة الأسرى في غزة. نحن في زمن الغفران، والسؤال المطروح: هل على إسرائيل الاعتذار؟ وإن كان كذلك، فأي نوع من الاعتذار؟".

وأضاف هدار في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن لـ"إسرائيل خبرة واسعة في مثل هذه الحوادث، ففي أيلول/ سبتمبر 1997، حاول عملاء الموساد الإسرائيلي اغتيال خالد مشعل، زعيم حماس، على الأراضي الأردنية، باستخدام سمٍّ طُوِّر في المعهد البيولوجي في نيس زيونا. أُلقي القبض على بعض العناصر خلال العملية، بينما هرب آخرون وتحصنوا في السفارة الإسرائيلية في الأردن".

اظهار أخبار متعلقة


وذكر "تبع ذلك حادث دبلوماسي، استدعى زيارة رئيس الموساد للملك الأردني. طالب الملك بتوفير المصل اللازم، والإفراج عن مؤسس حماس، الشيخ أحمد ياسين، وسجناء آخرين. واضطرت إسرائيل، التي كانت ترغب في إصلاح العلاقات، إلى الامتثال".

وأكد أنه "في نهاية أيار/ مايو 2010، اتخذت البحرية الإسرائيلية إجراءات لإيقاف ست سفن هددت بكسر الحصار البحري المفروض على غزة والوصول إلى ساحلها. وفي إطار العملية، وقعت مواجهة على متن سفينة "مافي مرمرة"، وهي سفينة تركية تحمل عشرات الإرهابيين من منظمة IHH، قُتل خلالها تسعة من أعضاء المنظمة، مواطنون أتراك. وصف الأتراك الحادث بأنه إرهاب دولة وطالبوا إسرائيل باعتذار".

وأوضح "رفضت إسرائيل الاعتذار، مما أدى إلى أزمة في العلاقات، وإجلاء البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية، وإلغاء الاتفاقيات الأمنية، وإلغاء الصفقات، وانخفاض كبير في الرحلات الجوية إلى تركيا. بعد ثلاث سنوات، وتحت ضغط أمريكي، اعتذرت إسرائيل لتركيا".

وأشار إلى أنه في أيلول/ سبتمبر 2018، عقب هجوم شنته القوات الجوية الإسرائيلية على "أهداف إرهابية" في سوريا، أُطلقت صواريخ مضادة للطائرات من أنظمة "إس أيه 6"، وأسقط أحد هذه الصواريخ طائرة شحن روسية، مما أسفر عن مقتل 15 من أفراد الطاقم، وجميعهم مواطنون روس.

وطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باعتذار علني وهدد بالحد من منطقة عمليات القوات الجوية في المنطقة. أصدر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتذارًا وضع المسؤولية الكاملة على حكومة الأسد وحزب الله وإيران، لكن بوتين لم يقبله، ولم يقبل التفسيرات التي قدمها له قائد القوات الجوية. 

اظهار أخبار متعلقة


بعد ثلاثة أشهر من الأزمة، طُلب من جيش الاحتلال الإسرائيلي إرسال وفد آخر إلى روسيا، هذه المرة بقيادة قائد القوات الجوية، أهارون حاليفا، الذي أعرب عن اعتذاره وصاغ تفاهمات جديدة بشأن الرحلات الجوية الإسرائيلية في المجال الجوي السوري.

وقال هدار "غالبًا ما يُطلب الاعتذار بين الدول نتيجةً لخطأ أو فعلٍ وقع وتسبب في ضرر أو نتيجة غير مرغوب فيها. في الاعتذار، يُطلب من الطرف المُعتذر تحمّل المسؤولية الكاملة أو الجزئية عن نتائج الفعل، حتى وإن احتفظ أحيانًا بحقه المشروع في الفعل نفسه. في هذه الحالة وفي الحالات المذكورة هنا، تصرفت إسرائيل للقضاء على أعدائها الذين يحاولون إيذاءها وإيذائهم، وليس هناك ما هو أكثر شرعية من ذلك، انقضّ عليك، فانقضّ عليه". 

وأضاف "مع ذلك، يجب أن تُصاحب الأفعال التي تُحرج أو تُمسّ بسيادة دولة أخرى حملة دبلوماسية، لتقليل الضرر الناتج عن طبيعة الفعل. وبالطبع، إذا كان هناك ضرر غير مرغوب فيه لحق بمواطني تلك الدول، فيجب تقديم الاعتذار بطريقة صادقة وحقيقية".

وختم بالقول "قطر، شئنا أم أبينا، طرفٌ في مفاوضات الأسرى، سواءً بفضل علاقاتها مع حماس أو مع الأمريكيين. لذا، من الصواب تجاوز هذه الأزمة، من خلال بيانٍ يُعرب عن الأسف على الضرر الذي لحق بها، وليس بحماس، حتى نتمكن من العودة إلى محادثاتٍ سريعة، لأن الأسرى لا يملكون وقتًا هناك في الأنفاق".
التعليقات (0)

خبر عاجل